افتتح وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة اليوم الاثنين مجموعة عمل "عملية وارسو حول أمن الملاحة البحرية والجوية"، التي تستضيفها المملكة بالشراكة مع الولايات المتحدة وبولندا.
ونقلت وكالة أنباء البحرين (بنا) عن الوزير القول إن انطلاق أعمال المجموعة "تأتي في ظل التهديدات الخطيرة والمتنامية التي تهدد المنطقة والعالم أجمع".
وشدد على "ضرورة اتخاذ موقف جماعي لإدانة مثل هذه الأعمال"، وأعرب عن أمله في أن "يدعم هذا الاجتماع التعاون بين مختلف دول العالم لحماية الملاحة البحرية والجوية التي تتصدر الأولويات في المنطقة، والتوصل لسبل فاعلة في التصدي للتهديدات المتزايدة، وتوفير الأمن لدول المنطقة والاستقرار للاقتصاد العالمي".
وتستمر اجتماعات مجموعة العمل التي يشارك فيها ممثلون عن أكثر من 60 دولة حتى يوم غد، وتناقش عددا من المواضيع مثل المبادرة الأمنية لعدم انتشار الأسلحة النووية، إضافة إلى أهم القرارات والبروتوكولات لوقف انتشار أسلحة الدمار الشامل والمواد ذات الصلة، في ظل التوترات المتصاعدة بين واشنطن وطهران بسبب تهديدات الأخيرة لأمن المنطقة.
ويشكل اجتماع المنامة فرصة للتشاور وتبادل الرؤى بين العديد من دول العالم للوصول إلى تنسيق الجهود لمواجهة الخطر الذي تمثله إيران، المتهمة بالوقوف خلف هجمات ضد سفن ومنشآت نفطية سعودية.
وهذا أول مؤتمر دولي ينعقد في الخليج لبحث الأعمال العدائية هذه ومحاولة بلورة خطة مشتركة للتعامل مع طهران، بعد تأخر نتائج الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة لبناء تحالف دولي في المنطقة.
وقال وزير الخارجية البحريني في افتتاح الاجتماع الذي ينعقد قبالة سواحل الجمهورية الإسلامية "علينا جميعنا أن نتبنى موقفا جماعيا (...) لاتخاذ الخطوات الضرورية لحماية بلداننا من الدول المارقة".
وأكّد نظيره الأميركي مايك بومبيو في رسالة وجهها إلى الاجتماع إن اللقاء يأتي في "لحظة حرجة".
وبحسب بومبيو، فإن "انتشار أسلحة الدمار الشامل ووسائل إيصالها سواء عبر الجو أو البحر يشكل تهديدا خطيرا للسلم والأمن الدوليين".
وأضاف الوزير الأميركي "يجب أن نلتزم جميعا باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف الدول التي تواصل السعي (للحصول) على أسلحة الدمار الشامل ما يشكل خطرا كبيرا علينا جميعا".
وتشارك في المؤتمر الدول الأعضاء في "عملية وارسو"، وهي مجموعة تضم دولا عربية وغربية ولدت في اجتماع مناهض لإيران في العاصمة البولندية في شباط/فبراير الماضي.
وكتبت وزارة الخارجية البحرينية على تويتر أنّ الدول المشاركة في المؤتمر تمثّل "مجموعة العمل حول أمن الملاحة البحرية والجوية" التابعة لعملية وارسو، وأنّها تنظّمه بالتعاون مع الولايات المتحدة وبولندا وبمشاركة أكثر من 60 دولة.
ووقعت سلسلة حوادث تخريبية غامضة خلال الأشهر الخمسة الماضية استهدفت حركة الملاحة في منطقة الخليج، بينها هجمات ضد ناقلات نفط خليجية وغربية، وعمليات احتجاز سفن.
وفي منتصف أيلول/سبتمبر، تعرّضت منشآت نفطية تابعة لشركة أرامكو السعودية إلى هجمات بصواريخ وطائرات مسيّرة. وتبنى الهجوم المتمردون الحوثيون في اليمن، لكن السعودية والولايات المتحدة ودولا أخرى حملوا إيران مسؤولية الهجمات التي أكدوا انها انطلقت من أراضيها.
كما وجّهت واشنطن اتهامات لإيران بمهاجمة السفن.
وفي خضم أعمال العنف هذه، قرّرت الولايات المتحدة إرسال ثلاثة آلاف جندي إلى السعودية لحماية حليفتها من "التهديد الإيراني".
وقبل ذلك، أطلقت الولايات المتحدة فكرة تشكيل قوة بحرية دولية لمواكبة السفن التجارية في بحر الخليج الذي يعبر منه ثلث النفط العالمي المنقول بحراً.