Skip to main content

قسد تصد العدوان التركي بقوة

ميليشيات مقربة من نظام التركي
AvaToday caption
قالت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا اليوم الثلاثاء "إن أكثر من 275 ألف شخص نزحوا بسبب هجوم تركي بدأ الأسبوع الماضي
posted onOctober 16, 2019
nocomment

تدافع قوات سوريا الديمقراطية منذ أكثر من أسبوع بشراسة عن بلدة رأس العين (سريكاني) الحدودية بعد أسبوع من هجوم تركي واسع غيّر خريطة التحالفات في سوريا، بعدما تسبّب بموجة نزوح ضخمة وأجبر منظمات إغاثة دولية على تعليق عملها.

ومع بدء واشنطن سحب قواتها من شمال شرق سوريا، فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب عقوبات على تركيا شريكته في حلف شمال الأطلسي، فيما أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن الهجوم لن يتوقف حتى "تتحقق أهدافنا".

ومع تخلي واشنطن حليفتهم الأبرز عنهم، توصّل الكورد إلى اتفاق مع دمشق برعاية روسية، انتشرت بموجبه الاثنين قوات النظام في مناطق قريبة من الحدود التركية أبرزها مدينة منبج التي لطالما هددت أنقرة بالهجوم عليها.

وشنّت قوات سوريا الديمقراطية وعمودها الفقري المقاتلين الكورد، هجوماً مضاداً ضد القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها في منطقة رأس العين الحدودية، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

ودخلت القوات التركية والموالون لها قبل أيام البلدة من دون أن تتقدم فيها أمام مقاومة شرسة من المقاتلين الكورد. وأفاد المرصد في رأس العين عن اشتباكات مستمرة عند أطرافها.

وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن أن "صمود قوات سوريا الديمقراطية في رأس العين ناتج عن التحصينات والأنفاق فيها، فضلاً عن التعزيزات التي لم تتوقف عن الوصول إليها".

وتمكنت تركيا وميليشيات سوريون موالون لها إثر هجوم بدأته قبل أسبوع، من السيطرة على منطقة حدودية بنحو 120 كيلومتر تمتد من محيط بلدة رأس العين (شمال الحسكة) وصولاً إلى مدينة تل أبيض (شمال الرقة) وبعمق 32 كيلومتراً.

وواصلت قوات النظام السوري لليوم الثاني على التوالي انتشارها في مناطق قريبة من الحدود مع تركيا، بموجب اتفاق أعلن الكورد التوصل إليه الأحد الماضي.

ورفع جنود سوريون اليوم الثلاثاء وفق المرصد العلم السوري داخل مدينة منبج في شمال محافظة حلب، غداة دخولهم إليها ليلاً، رغم حشد تركيا لقواتها في قرية تقع غربها.

وباتت قوات النظام موجودة بشكل رئيسي في مدينتي منبج وعين عيسى (الرقة)، وتنتشر في مناطق أخرى أبرزها قرب بلدة تل تمر (الحسكة) وفق المرصد.

ويعد هذا الانتشار الأكبر من نوعه لقوات النظام في مناطق سيطرة الكورد منذ انسحابها تدريجياً منها بدءاً من العام 2012، محتفظة بمقار حكومية وإدارية وبعض القوات لا سيما في مدينتي الحسكة والقامشلي.  

ولم يجد الكورد بعد تخلي واشنطن عنهم خياراً أمامهم سوى دمشق. ولم توضح الإدارة الذاتية تفاصيل الاتفاق الذي توصلت إليه، لكنها قالت "إنه اتفاق عسكري ولن يؤثر على عمل الإدارات التابعة لها".

وأوردت صحيفة الوطن السورية المقربة من دمشق أن الاتفاق يشمل دخول الجيش السوري إلى منبج وعين العرب (كوباني)، المدينتين اللتين لطالما لوّحت أنقرة بالسيطرة عليهما في هجومها.

ويشكّل الاتفاق تحولاً جديداً في مسار النزاع، بعدما اصطدمت مفاوضا سابقة بين الكورد ودمشق بحائط مسدود.

ولطالما أصرّت دمشق على إعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل اندلاع النزاع عام 2011، بينما تمسّك الكورد بإدارتهم الذاتية والمؤسسات المدنية والعسكرية التي بنوها بعد عقود من التهميش على يد الحكومات السورية المتعاقبة.

وتهدف تركيا التي تصنّف وحدات حماية الشعب الكوردية مجموعة "إرهابية"، إلى إقامة منطقة عازلة قرب حدودها لتنقل إليها قسماً كبيراً من 3.6 مليون لاجئ سوري لديها.

وتوقع محللون أن تقتصر المرحلة الأولى من العملية على المنطقة الممتدة بين رأس العين وتل أبيض.

وتسبّب الهجوم التركي وفق المرصد بمقتل نحو 70 مدنياً و13 مقاتلاً من قوات سوريا الديموقراطية. كما دفع أكثر من ربع مليون إلى النزوح من منازلهم، بحسب الأمم المتحدة.

وقالت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا اليوم الثلاثاء "إن أكثر من 275 ألف شخص نزحوا بسبب هجوم تركي بدأ الأسبوع الماضي في شمال شرق سوريا. وأضافت الإدارة التي يقودها الكورد في بيان أن هذا العدد يشمل أكثر من 70 ألف طفل.

وأحصت أنقرة من جهتها مقتل خمسة جنود أتراك في سوريا و18 مدنياً جراء قذائف اتهمت المقاتلين الكورد بإطلاقها على مناطق حدودية.

وأعلنت الإدارة الذاتية الكوردية توقف كافة منظمات الإغاثة الدولية عن العمل وسحب موظفيها من مناطقها، محذرة من "تفاقم الأزمة الإنسانية" في منطقة تضم أساساً مخيمات نازحين تؤوي عشرات الآلاف.

وأكدت منظمة 'ميرسي كور' الاثنين "تعليق عملياتها وإجلاء موظفيها الدوليين". ووصف مسؤول فيها ما يجري بأنه "السيناريو الكابوس". (عنوان)

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "إنه نتيجة التطورات الأخيرة، فإن المزيد من طواقم المنظمات الدولية اضطرت للانسحاب وتعليق العمليات".

وبدءاً من الاثنين بدأ العاملون الدوليون في تلك المنظمات الانتقال إلى إقليم كردستان العراق.

ولا يشمل قرار تعليق البرامج وكالات الأمم المتحدة، وفق ما أكد متحدثون باسمها.

وعلى وقع التقدم التركي وانتشار قوات النظام في شمال شرق سوريا، تلقت كافة القوات الأميركية والتي يبلغ عددها نحو ألف عنصر أوامر بمغادرة مناطق سيطرة الكورد.

وكتب ترامب في تغريدة أمس الاثنين "بعد هزيمة خلافة تنظيم الدولة الإسلامية بشكل كامل، أخرجتُ من سوريا معظم قواتنا وليست لديّ أيّ مشكلة في أن يساعد أيّ كان سوريا في حماية الكورد، سواء أكان روسيا أم الصين أم نابوليون بونابرت".

وللتخفيف من حدة الانتقادات التي اتهمته بالتخلي عن الكورد، فرض ترامب عقوبات على تركيا تشمل وزارتي الدفاع والطاقة ووزراء الطاقة والدفاع والداخلية.

وقرّر وقف مفاوضات تجارية مع تركيا وأعاد فرض رسم جمركي بنسبة 50 في المئة على واردات بلاده من الصلب التركي.

وأبدت دول أوروبية عدة قلقها البالغ من تداعيات أي هجوم تركي محتمل على المعركة ضد خلايا تنظيم الدولة الإسلامية، الذي لا يزال ينشط عبر خلايا نائمة برغم هزيمته الميدانية على يد المقاتلين الكورد.

ويحتفظ الكورد بالآلاف من مقاتليه وأفراد عائلاتهم في سجون ومخيمات مكتظة.

وحذرت منظمة هيومن رايتس ووتش اليوم الثلاثاء الدول الأوروبية من نقل المشتبه بانتمائهم إلى التنظيم من سجون المقاتلين الكورد إلى العراق، حيث تجري محاكمات "غير نزيهة" تتخللها الكثير من الانتهاكات.

وقال مصدر دبلوماسي أوروبي "إن فرنسا تبحث عملية النقل مع مسؤولين عراقيين".