Skip to main content

ميليشيات الحشد الشعبي أصبح دولة موازية للدولة العراقية

غيث التميمي
AvaToday caption
هذا السلطة تسلب الدولة مراكز قوتها، وتضعف قدرتها على سيادتها على أراضيها، وفي الوقت نفسه تضعف قدرتهِ على فرض القانون
posted onSeptember 7, 2019
nocomment

كارزان حميد - فرنسا

مع أزدياد الضغوطات السياسيية والضربات الجوية على مخازن ومعكسراتها، من قِبل طائرات مسيرة إسرائيلية حسب المصادر الغير الرسمية، تتجه بعض فصائل من ميليشيات الحشد الشعبي الى تأسيس قوة جوية خاصة بها.

ويؤكد الباحث في الشأن السياسي العراقي، غيث التميمي  في تصريح خاص لشبكة (AVA Today) الأخبارية  أن " هذا الأمر  يجري ضمن سلسة من الأجراءات يعتمدها في أستراتيجيته المرتبط بالحرس الثوري الإيراني، للهيمنة على العراق".

وأضاف " وفي الوقت ذاتهِ إيجاد سلطة موازية، وهذا السلطة محركها ومركز قرارها في طهران".

قائلاً " هذا السلطة تسلب الدولة مراكز قوتها، وتضعف قدرتها على سيادتها على أراضيها، وفي الوقت نفسه تضعف قدرتهِ على فرض القانون وتحقيق أهداف الدستور".

ومنذ شهرين تستهدف طائرات مسيرة، مواقع عسكرية للميليشيات الحشد الشعبي العراقي، التي يزيد تعدادها على مئة الف عنصر، جزءها الأكبر موالي للنظام الإيراني، ويعتبر المرشد الإيراني على خامنئي، مرجعها الأول، وليس الحكومة العراقية، التي ترتبط بها قانونياً.

وأتهم نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، أبومهدي المهندس، رجل طهران الأولي ضمن ميليشيات الحشد ومؤسس كتائب حزب الله العراقية، الولايات المتحدة بتسهيل للطائرات الإسرائيلية قصف مواقعها ومخازن الأسلحة الإيرانية في مدن العراقية.

وكشف التيمي الذي يقيم حاليا في لندن، عاصمة المملكة المتحدة إن الحشد الشعبي بدأ بتأسيس هيئات موازية للقوات الأمن والجيش العراقي، قائلاً " يحاولون يعززون نفوذ هذه الهئية وتمسك ملفات أقتصادية، وأمنية وعسكرية، لكي تضعف من قدرة القوات المسلحة من الجيش العراقي من جهة، وكذلك تمارس دور الشرطة في حهة أخرى".

الآن لهيئة الحشد عدة أقسام منها " مديرية الأمن، جهاز المخابرات والأستخبارات، عمليات الحشد، قيادة قوة البرية، وحاليا العمل على تأسيس قوة جوية"، كل هذه الأقسام هي اقسام مرادفة للمؤسسات الأمنية والعسكرية العراقية.

ويقول الباحث في الشأن العراقي " أنت أمام دولة موازية للدولة، وهذه بالنتيجة النهائية دولة عقائدية مرتبطة بمنظومة عقائدية، ومرجعيتها بصورة واضحة هو أبومهدي المهندس، ومرجعيتهِ هي للخامنئي في إيران".

مستدركا " وهذه القصة لايمكن الألتفاف عليها أو نجد لها مبررات أو تأويلات، على الرغم من إن الحشد شبه قانونية، ولكن هذا لايسمح أن يتصرف كما يشاء".

وأكد التميمي إن " قانون الحشد الشعبي تم تشريعها في ظرف أستثنائي، وهذا الظرف ليس بالضرورة أن تستولي على إدارة الدولة".

هناك مخاوف سياسية وأمنية من تحول الحشد الشعبي، الى حرس الثوري آخر شبية بالإيراني في العراق، وتحتكر كل مفاصل الدولة، وطالبت كثير من المشرعين والسياسيين الى تقليص أو دمج ميليشيات الحشد ضمن صفوف القوات الأمنية، ولكن التدخلات الإيرانية والضغوطات السياسية من قِبل الكتل المقربة من نظام طهران، أجهضت العملية برمتها.