تحتل الأمريكية هيتي جرين مكانا مميزا في موسوعة جينيس للأرقام القياسية، حيث إنها أبخل امرأة في التاريخ.
ورغم أنها تركت عند وفاتها مبالغ نقدية تقدر بنحو 100 مليون دولار أي ما يعادل اليوم 2.3 تريليون دولار بأسعار الوقت الراهن، فإنها كانت دائمة الظهور بالملابس السوداء نفسها ما جعل الناس يطلقون عليها اسم "ساحرة وول ستريت الشريرة".
ووفقا لقناة "بي بي سي" البريطانية، امتازت جرين بحسها التجاري العبقري ووصفتها صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عندما توفيت في 1916 عن عمر ناهز 81 عاما بأنها "أغنى امرأة في أمريكا"، ومع تقدمها في العمر كانت تنام وإلى جانبها سلسلة تضم مفاتيح خزائنها في البنوك ومسدس.
ورفضت جرين الاتهامات التي وجهت لها بالبخل، وقالت في حديث صحفي "لست امرأة صعبة فأنا ببساطة أحاول الالتزام بالإيمان من حيث بساطة المظهر والحياة الهادئة حيث لا تسعدني أشكال الحياة الأخرى".
وظلت جرين ترتدي طوال حياتها فستانا واحدا أسود اللون وقبعات رخيصة وتحمل حقيبة يد واحدة سوداء اللون ولم يكن لديها سيارة، وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" عنها "منذ وفاة زوجها صارت ترتدي زي الأرملة الأسود"، وقد ظلت ترتدي الزي نفسه حتى وفاتها.
وقالت تقارير إعلامية إنها عندما كانت في سن العشرين اشترى لها والدها خزانة ملابس ضمت العديد من الأزياء الفاخرة حتى تتأنق وتحصل على زوج جيد ولكنها باعت الملابس واستخدمت المال في الاستثمار في أذون الخزانة الحكومية.
ورغم ثروتها فقد كان أطفالها يرتدون ملابس مستعملة، وعاشت في عدد من الشقق المتواضعة في نيويورك ونيو جيرسي لتجنب دفع أموال في إعداد منزل أو دفع ضرائب، وكانت وجبتها اليومية على الغداء هي الشوفان الذي تسخنه على المدفئة، كما كانت تبحث عن الأماكن التي تقدم العلاج المجاني.
ومن الروايات التي تروى عنها أنه عندما أصيب ابنها بكسر في ساقه أخذته لعيادة مجانية وعندما تعرف عليها الأطباء وطالبوها أن تدفع كلفة علاج نجلها تركته ببساطة لديهم وانصرفت فلم يتلقَ الابن العلاج المناسب ما أدى لاحقا لبتر ساقه، ولكن جمعية نيو إنجلاند التاريخية تنفي هذه القصة.
وتقول: "مثلها مثل العديد من القصص المرتبطة بجرين لا تخلو من المبالغة".
وورثت جرين عن والدها ثروة الأسرة التي كانت تقدر بنحو 5 ملايين دولار وعندما توفيت عمتها سيلفيا بعد ذلك بوقت قصير تاركة مليوني دولار للهيئات الخيرية تحدت جرين الوصية في المحكمة، وعملت جرين في العقارات وشراء الأراضي خاصة التي كان يتوقع تحولها إلى مسارات للسكك الحديدية كما قدمت القروض للبنوك المتعثرة والمدن التي تعاني من أزمات مالية.
