بعد مضي 20 يوما على اعتقالها، أعلنت السلطات القضائية الإيرانية أن مرضية أميري (صحفية) رهن الاحتجاز طوال تلك المدة؛ على خلفية اتهامات أمنية لها، فيما لاحقت السلطات امرأة بسبب فقرة غنائية.
ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إيسنا" (شبه الرسمية) عن غلام حسين إسماعيلي، الناطق باسم القضاء الإيراني، أن أميري ليس مصرح لها لقاء محاميها المخول بالدفاع عنها، بدعوى أنها متهمة في ارتكاب عمل إجرامي بالمجال الأمني.
وفي أعقاب هذه التصريحات، ندد نشطاء إيرانيون عبر موقع "تويتر" باستمرار اعتقال مرضية أميري، الصحفية بجريدة شرق الإصلاحية اليومية، في معتقل "إيفين" سيئ السمعة شمال طهران منذ مطلع مايو/أيار الجاري على خلفية متابعتها أوضاع المعتقلين على هامش مظاهرات عمالية تزامنا مع اليوم العالمي للعمال.
وألقت السلطات الإيرانية القبض على أميري الصحفية وطالبة العلوم الاجتماعية في جامعة طهران (أقدم جامعات البلاد) لدى سعيها للوقوف على مصير العمال المعتقلين داخل أحد السجون المحلية المعروفة بالانتهاكات الحقوقية.
ويرفض مسؤولو السلطة القضائية الإيرانية التي يقودها المتشدد إبراهيم رئيسي المقرب من رأس نظام ولاية الفقيه المرشد علي خامنئي، تواصل الصحفية المعتقلة مع محامين لمباشرة التحقيقات المرتقبة معها.
ويجبر القضاء الإيراني المتهمين في قضايا سياسية أو أمنية على اختيار محامين قسرا من لائحة محددة سلفا الذين يكونون في الغالب موالين لأيدولوجيا النظام الثيوقراطي المسيطر على حكم البلاد منذ عام 1979.
ويعد محامون إيرانيون مستقلون أن هذا الأسلوب مخالفة صريحة لحق المتهم في الحصول على محاكمة عادلة، فضلا عن تعارضه مع نصوص القوانين المحلية المقررة.
يشار إلى أن جاويد رحمان، المقرر الأممي المعني بملف حقوق الإنسان في إيران، انتقد مرارا إصرار الأخيرة على حرمان المتهمين من الحصول على محامين، معربا عن قلقه لعرقلة التواصل بين الطرفين خلال مراحل التقاضي المختلفة.
من ناحية أخرى، إثر انتشار فيديو لافت عبر منصات التواصل الاجتماعي تظهر به امرأة تؤدي فقرة غنائية منفردة أمام عدد الزائرين داخل إحدى القرى التاريخية في نطاق أصفهان الواقعة وسط إيران، أصدر مدعى عام هذه المحافظة أمرا بملاحقتها قضائيا.
ونقلت وكالة أنباء تسنيم الإيرانية (شبه رسمية) عن علي أصفهاني، مدعي عام المحافظة، أن سلطات الأمن العام تتابع عن كثب هذه الموضوع المخالف للأعراف والتقاليد الاجتماعية المعمول بها، على حد قوله.
وتحظر السلطات الإيرانية غناء النساء بشكل منفرد في إيران، في حين انتشرت مقاطع مصورة في الآونة الأخيرة تظهر بها فتيات ونساء خلال أدائهن عدد من المقطوعات الموسيقية والغنائية المثير للإعجاب عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وفي الوقت الذي تطالب شرائح اجتماعية بضرورة مواجهة سوء المعيشة إضافة إلى ظواهر أخرى، ينشغل مسؤولو القضاء الإيراني بموضوعات هامشية بغية إلهاء أنظار الرأي العام أبرزها حظر ركوب النساء للدراجات الهوائية، الأمر الذي يثير حفيظة المتابعين في مواقع التواصل الاجتماعي.