اعتبرت المقاومة الإيرانية، التي تتخذ من باريس مقرا لها، أن التغييرات الأخيرة التي أجراها مرشد طهران علي خامنئي داخل هيكل مليشيا الحرس الثوري تعكس مخاوف عميقة لدى نظام ولاية الفقيه المسيطر على حكم طهران من احتمالية السقوط سريعا.
وأوضح المجلس الوطني للمعارضة الإيرانية، الذي تمثله منظمة مجاهدي خلق، أن تغييرات خامنئي التي طالت مستويات عليا بالمليشيا الموازية للجيش النظامي تأتي خشية الإطاحة به من كرسي الحكم.
وتتزامن قرارات عزل وتنصيب لقادة رئيسيين داخل الحرس الثوري الإيراني مع إدراج الولايات المتحدة المليشيا على لائحة الإرهاب، ووصول حشود عسكرية أمريكية إلى الشرق الأوسط، فضلا عن زيادة الاحتقان الشعبي داخليا بسبب تدهور الوضع الاقتصادي، وفقا لبيان صادر عن المقاومة الإيرانية.
وأصدر مرشد طهران عدة مراسيم في أقل من شهر قضت بتغيير قائد مليشيا الحرس الثوري محمد علي جعفري وتعيين حسين سلامي نائبا له، قبل أن يعين علي فدوي نائبا للقائد الجديد ومحمد رضا نقدي منسقا عاما، وأخيرا تنصيب حسين طائب رئيسا لجهاز استخبارات الحرس الثوري، وحسن محقق نائبا له.
وأشار البيان إلى أن هؤلاء الأشخاص هم أكثر المسؤولين ولاء لخامنئي، حيث أدوا خلال سنوات مضت دورا إجراميا في قمع الشعب الإيراني وتصدير الإرهاب وإشعال الحروب في المنطقة.
ولخصت المعارضة الإيرانية في المنفى أسباب التغييرات داخل هيكل الحرس الثوري بوضوح في عدة نقاط موجزة، أولاها ذعر نظام خامنئي من انهيار عناصر المليشيا تأثرا بالظروف الدولية والمحلية ضد النظام الثيوقراطي.
ويخشى خامنئي من اندلاع احتجاجات واسعة النطاق مناهضة للحكومة، إلى جانب انتفاضات عمالية وفئوية بسبب الحنق من الاضطرابات الاقتصادية والاجتماعية داخل البلاد.
وتصاعدت مخاوف نظام طهران بسبب زيادة الضغط الأمريكي واحتمالية توجيه ضربات عسكرية ضد مواقع إيرانية، وأخيرا الذعر من أنشطة معاقل الانتفاضة ومؤيدي منظمة مجاهدي خلق الإيرانية داخل البلاد.
وترأس المنسق الجديد لمليشيا الحرس الثوري محمد رضا نقدي، لنحو 7 سنوات مليشيا الباسيج "التعبئة العامة" المعروفة بنهجها القمعي، حيث أدى نقدي دورا رئيسيا في قمع محتجين خلال مظاهرات شعبية بين عامي 1999 و2009.
وأدرج مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اسم نقدي على قائمة العقوبات من عام 2008 بسبب ضلوعه في خرق العقوبات الغربية المفروضة على إيران سابقا، في حين تولى إلى جانب عضويته في الحرس الثوري منذ تشكيله عام 1979، منصبا قبل عامين كنائب لإدارة الشؤون الثقافية والاجتماعية داخل المليشيا نفسها.
ويرتبط رئيس جهاز استخبارات الحرس الثوري حسين طائب بعلاقة وثيقة مع خامنئي، حيث نفذ أوامر منه سابقا بتصفية متظاهرين في احتجاجات اندلعت مطلع العام الماضي، إضافة إلى ضلوعه في تنفيذ خطط إرهابية إقليميا ودوليا.
ويعد علي فدوي النائب الجديد لقائد مليشيا الحرس الثوري أحد أبرز المسؤولين العسكريين الإيرانيين المتخصصين بمجال الاستطلاع والاستخبارات البحرية، حيث لمع اسمه بهذه المضمار في نهايات الحرب العراقية-الإيرانية (1980-1988).
ويعرف فدوي بتصريحاته العدائية وتهديداته المتكررة باستهداف مصالح للولايات المتحدة وحلفائها بالمنطقة، حيث حصل على ميدالية شرفية من خامنئي بسبب دوره في عملية احتجاز قارب لبعض جنود البحرية الأمريكية في يناير/كانون الثاني عام 2016.