اتهمت صحيفة ناطقة بالفارسية نظام ولاية الفقيه المسيطر على حكم طهران منذ 40 عاما بالتورط في إمداد ميليشيات عسكرية بالسلاح في طرابلس، فضلا عن تدخلها إلى جوار حليفتيها قطر وتركيا هناك.
واعتبرت صحيفة كيهان (معارضة وتتخذ من بريطانيا مقرا لها منذ عام 1979) أن إيران انضمت إلى كل من قطر وتركيا اللتين تدعمان ماليا وعسكريا حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج والتي تستحوذ على العاصمة طرابلس التي تمزقها الحرب منذ عام 2011.
وأوضحت الصحيفة الناطقة بالفارسية أن السفينة الإيرانية الحكومية العابرة للمحيطات والمعروفة باسم "شهر كرد" أفرغت بالفعل شحنة من الصواريخ قصيرة المدى في ميناء مصراتة الليبي الخاضع لسيطرة ميليشيات السراج.
وأشارت "كيهان" إلى أن التورط الإيراني في معترك الأزمة الليبية دفع الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر إلى حظر دخول مواطني بلدان إيران ولبنان وتركيا وسوريا وأفغانستان إلى المناطق التي يسيطر عليها داخل البلاد.
ونقلت الصحيفة اللندنية المناهضة لسياسات نظام المرشد الإيراني علي خامنئي عن أحد مساعدي حفتر (لم تفصح عن هويته) على هامش لقاء مع رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتى أن السفينة الإيرانية المذكورة جرى تحميل شحنة الصواريخ على متنها في أحد موانئ السودان، وفق قوله.
وأضاف مرافق حفتر أن سفينة شهر كرد التابعة لشركة الملاحة الإيرانية حاولت التمويه بعد إبحارها من السودان، حيث أعلنت في البداية توجهها صوب موانئ بلغاريا (جنوب شرق أوروبا) لكنها رست في نهاية المطاف بمصراتة وجرى تنزيل شحنتها العسكرية مؤخرا.
يشار إلى أن سفينة شهر كرد مدرجة على لائحة العقوبات الأمريكية منذ العام الماضي بسبب أنشطتها المشبوهة ملاحيا، حيث أجبرت حكومة الوفاق على توقيفها بناء على طلب واشنطن، لكن انتهى الأمر بعدم العثور على أثر للشحنة المشبوهة التي جرى تفريغها وأصبح بمقدور السفينة مغادرة ميناء مصراتة، وفقا للمصدر نفسه.
وتعد شهر كرد ثاني سفينة عابرة للمحيطات دخلت الخدمة رسميا ضمن أسطول إيران البحري في عام 2014، حيث يصل طولها إلى 287 مترا ويمكن وضع 2200 حاوية عليها.
وتدرج الولايات المتحدة السفينة الإيرانية المشبوهة على لائحة عقوباتها بسبب تورطها في إرسال أسلحة وذخائر إلى بلدان مختلفة لصالح مليشيا الحرس الثوري الإيراني، في الوقت الذي يؤكد فيه شهود عيان أن حمولتها الأخيرة إلى مصراتة كانت تتضمن صواريخ وقذائف.
واختتمت صحيفة كيهان الناطقة بالفارسية أن علي القطراني، مساعد فايز السراج الذي انشق عن حكومة الوفاق مؤخرا، أكد بالفعل وصول أسلحة إيرانية إلى الميليشيات التابعة لحكومة السراج.
ولفت القطراني إلى أن طهران أرسلت مستشارين عسكريين لبنانيين إلى طرابلس الليبية بهدف تدريب عناصر الميليشيات المقاتلة هناك على استخدام الصواريخ الإيرانية المذكورة.
