Skip to main content

تهديدات إيران بغلق "مضيق هرمز" حديث السلاطين

كاظم حبيب، الخبير الأقتصادي
AvaToday caption
والحكومة العراقية في بالها فقط مساعدة إيران و ليس مساعدة الشعب العراقي، وهذه هي سياسة الأحزاب الإسلامية الطائفية، وسياسة الحشد الشعبي التابع لإيران
posted onMay 11, 2019
nocomment

العقوبات الأقتصادية الأمريكية على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، هي أحد المحاور الذي ناقشه الخبير الأقتصادي والسوسولوجي العراقي كاظم حبيب مع شبكة (AVA Today)، وتطرق الى عدة ملفات أساسية ومهمة.

بحيث قال الخبير الأقتصادي " الحصار الأقتصادي يؤذي المجتمع ويؤذي البشر ويؤذي الإنسان الأعتيادي البسيط، ويزيد البطالة لعدم وجود أستثمار، ويؤذي في قوت المواطنين".

ويقول حبيب في مجرى حديثه " إيران لعبت دور كبير جدا جداً في بناء الميليشيات الطائفية، من ناحية التسليح أو تمويلها، وتوفير كوادر إيرانية لها".

كاشفاً لدى " النظام الإيراني لها جهاز أمني تجسسي ولها عيون واسع في العراق، وأيضا لها عدد كبير جداً من هذه الميليشيات الطائفية المسلحة، التي تتبع لولي الفقيه".

وكما يناقش عدة ملفات أبرزها العلاقة الأقتصادية والسياسية بين حكومة أقليم كوردستان والحكومة العراقية، وكذلك العلاقة الثنائية بين إيران والعراق، ودورهم السلبي في تدمير الأقتصاد العراقي.

حاوره كارزان حميد - أربيل

 

كاظم حبيب، الخبير الأقتصادي

 

الأقتصاد العراقي وأنهياراته المتوالية

ماهو تقييمك للوضع الأقتصادي للعراق؟

كاظم حبيب: هذا سؤال واسع جداً طبعا، ولكن الأقتصاد العراقي في الوقت الحاضر في الحضيض، لمجموعة من الأسباب، أوله؛ أنه أقتصاد ريعي وريعي نفطي، وهذه الريعية أشتدت بشكل خاص في أعقاب الحروب التي حصلت والحصار الأقتصادي في تسعينات القرن المنصرم.

وفي الوقت الحاضر ولاسيما وأن الأقتصاد العراقي لم تعد هناك لديهِ صناعة فعلية، وزراعة جادة ومتميزة وقادرة على أن تشبع حاجة الناس، وبالتالي فهو يعتمد على النفط الخام في توفير الموارد المالية، لأشباع حاجات السكان، وللنهب المالي من جانب حكام وحواشي الحكام، وأحزاب الإسلامية السياسية، ومن يتحالف معهم في المرحلة الراهنة.

وبالتالي فالأقتصاد العراقي، أقتصاد مخرب، وأنتاجية العمل فيهِ واطيء جداً، ودور الفرد وقدرتهِ على الأبداع ومبادرة والأنتاج ضيعفة جداً، وهذا بسبب الوضع العام.

لاتنسى ليست هناك تنمية صناعية، ولاتنمية زراعية حقيقية، كما ليس هناك تحديث في الزراعة.

فالأعتماد على النفط  الخام وحده لايساعد على تنمية الأقتصاد، وفي نفس الوقت؛ بما أنه ليس هناك استثمارات في الصناعة والزراعة، فهناك بطالة واسعة جداً، إذ لم تعد الدولة قادرة على أستيعاب كل خريجي وكل الراغبين في التوظيف، وستكون هناك بطالة وبشكل خاص بين الخريجين وحملة شهادات مختلفة وبمستويات مختلفة.

ومن جانبٍ آخر هناك البطالة واسعة جداً، الفقر واسع جداً، لأن العاطل عن العمل لايحصل على مساعدة حكومية، ولاهناك ضمانات أجتماعية، ولاهناك أيضاً ضمانات صحية فعلية أيضاً، والأرقام الرسمية ليست دقيقة، لابد أن نضيف 20 الى 30% على الأرقام الحكومية لكي تظهر الأرقام دقيقة.

هناك أنحراف واسع جداً نحو الأسفل، وهكذا حال في الفقر، هناك نسبة عالية من سكان تحت خط الفقر المعروف دولياً، ولاسيما في بلدان مثل العراق، وهناك على خط الفقر، وفوق خط الفقر أيضاً، نسبة عالية جدا من الناس تعاني الأمرين من هذا الوضع.

كل هذه تتعارض مع حقوق الإنسان، البطالة والفقر والحرمان من طرف، والنهب والسلب لإيرادات الدولة المالية من طرف آخر، هذا هو واقع الأقتصادي، واقع رث وأقتصاد رث، أقتصاد متخلف، أقتصاد ريعي، ومشوهة، من حيث البنية، البنية الداخلية للأقتصاد مشوهة.

وهذا ينعكس المجتمع وبنية المجتمع الطبقية، تجد هناك قلة قليلة من الأغنياء، وكثرة كاثرة من الفقراء، والطبقة المتوسطة مسحوقة، في حين أن المجتمع المدني يبنى على طبقتين أساسيتين، هما الطبقة البرجوازية المتوسطة، والطبقة العاملة، أضافة الى المثقفين، وهم مضربون (مسحوقين) في العراق.

الطبقة العاملة قليلة جداً وخاصة في الصناعة، والبرجوازية الصناعية غير موجودة ونادرة، والمثقفين لايعتد بهم، مضروبين لايحققون مايشاءون لصالح الشعب.

لاحظ المثقف، لايستطيع أصدار كُتبهِ، لأنه لايملك المادة (المال)، ولا الدولة تساعدهُ، أحياناً أتحاد الأدباء والكتاب يساعدون في أصدار هذا الكتاب أو ذاك، لكن القطاع الخاص تصدر له، لكن لايمكن أن يعيش المثقف على كتاباتهِ.

هذا واقع الأقتصاد، أقتصاد متخلف ومشوهة، مثقل بالديون الخارجية، ومثقل بما يدفع من فوائد على هذا الديون الخارجية.

قبل سنوات شاركتم في بحث حول تغيير الوضع الأقتصادي، كانت حينها موجهة للأقليم كوردستان، طالبتم بأن لايعاد تجربة العراق السابقة، العراق منذ 2003 الى اليوم لم يبني بل هدم أكثر، ومابقي صامدا هدم أيضاً، برأيكم الى متى يستمر هذا الوضع؟

كاظم جبيب: الدولة العراقية، ذلك التقييم هو الذي أعطيتك، الأقتصاد العراقي أقتصاد متخلف، مشوهة وليس هناك عملية التنمية أقتصادية ولا التنمية الأجتماعية، وليس هناك خدمات تساعد المجتمع على التطور والتقدم، هذا هو الواقع القائم.

وهناك نهب وسلب مستمر، ومن الحكام ذاتهم ومن الفئات التي تقف وراء هؤلاء الحكام في العراق.

بصدد الأقليم؛ كانت له موارد مالية جيدة بعد سقوط النظام، ولكن لم يستثمر هذه الأمكانيات كما ينبغي وكما يجب، بمعنى معين، أن الموارد المالية التي حصل عليها الأقليم، كان ينبغي يوجه نسبة مهمة منها الى التنمية، والتنمية الصناعية، وتحديث الزراعة وتطويرها، والى التنمية الأجتماعية، هذا لم يتحقق كما ينبغي.

صحيح في كوردستان أقاموا شوارع والجسور، وأقاموا حدائق ومنتزهات، وبنوا كثير من البنايات السكنية وهي ضرورية ومهمة، ولكنها غير كافية.

لأن الموارد المالية كانت تحقق لهم من النفط الخام، وهذا النفط الخام لم يوجه لأغراض التنمية الصناعية، كي يخلق دخل أضافي الى جانب الدخل القومي، ليس فقط من النفط، بل من الصناعة والزراعة، وحتى الصناعة الصغيرة...الخ، هذا لم يحصل.

وبالتالي عندما حصلت أزمة بين حكومتي الأقليم والأتحادية ماذا حصل؟، توقفت البناء، وتوقف كل شيء، والناس لم تعد تحصل على رواتب، لأن الدخل الأساسي كان من النفط، وليس من أقتصاد محلي آخر غير النفط.

هذه هي الأشكالية، حكومة الأقليم لم تستفيد تجربة الحصار الذي وقع في العراق في تسعينات القرن المنصرم لمدة 13 عام، وكانت نتائج الحصار كارثية، ولكن ماكان الحصار يؤذي العراق بهذا الشكل كما حصل، لو كانت هناك صناعة وطنية، أو زراعة حديثة، كان بأمكانهِ أن يغطي جزء مهم جداً من الحاجة السكانية الى هذه البعد، والإ ماكان يحصل من موت مئات الالوف من الأطفال والعجزة الذين توفوا بسبب قلة الدواء، أو سوء التغذية.

لذلك كوردستان قصرت في هذا المجال، والآن عندما تحصل على إيرادات مالية أفضل من النفط من الدخل العراقي عموماً، عليها أن تنتبه الى هذه التجربة التي حصلت، وأن لا تكون الإمارات وغيرها من بلدان الخليجية التي هي نموذج للأقتصاد الكوردستاني، بل أن تكون الأقتصاد الأنتاجي هو النموذج، اي توجيه الأستثمارات المالية للأستثمار، للصناعة، للزراعة، تحديث صناعات الحرفية يدوية، إيجاد مخازن للزراعة، كي تصدر الى مواقع أخرى للعراق أو حتى للبلدان الخارجية، عوضاً عن الأستيراد الضخم من تركيا ومن إيران.

الأقتصاد العراقي مكشوف سواء في الأقليم أو في الحكومة الأتحادية، كلها مكشوف على الخارج.

إذا ماهي البديل؟

كاظم حبيب: البديل هو لابد أن يتغير الوضع، اي بمعناه النظام السياسي يجب أن يتغير، وعلى الشعب أن يعمل على تغييرهُ، لأن النظام السياسي القائم، هو نظام سياسي طائفي محاصصي، ومثل هكذا نظام فاسد ومشوهة ومؤذي، ولايجمع وحدة الكلمة، بل يفرقها.

سؤال: لكن قبل عام من الآن قاطع الشعب الأنتخابات، والنتيجة الأنتخابات أفرزت أمراء حرب؟

الجواب: صحيح ونحن نحتاج الى العمل مع الناس، عمل طويل وبنفس طويل وبصبر، وبتوضيح لماذا هذا الحكم غير صحيح وغير ناجح، سيء، مؤذي هذا النظام السياسي القائم في العراق.

لذلك من هذا الجانب، لابد من تغيير ميزان القوى لكي نستطيع نغير الواقع، نرفض الطائفية، وأن نرفض الفاسدين، وأن نحاسبهم ونضعهم في السجون لأنهم فاسدون.

 

كاظم حبيب، الخبير الأقتصادي

 

العلاقة الكوردية العربية في العراق الفدرالي

أستشهد بأحد مقالاتك في السابق، نقدت القوى السياسية الكوردستانية، بأنهم بعد 2003 بدل أن يبنوا دولة مدنية ديمقراطية في العراق مع التيارات المدنية، دخلوا في تحالفات مع القوى الشيعية الطائفية تحت مسميات " المظالم المشتركة"، هل حان الوقت ليعيد القوى الكوردستانية صياغة تحالفاتهم؟

كاظم حبيب: المشكلة ان القوى السياسية الثلاث، القومية وغالبيتهم من السُنة، والشيعة والكورد، قبل سقوط النظام البعث عام 2003، كانت هناك تحالف سياسي بينهم، وكانت هناك أشبه بتوزيع العمل بينهم للحكم لما بعد سقوط النظام.

وبالتالي ماحصل هو أتفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية، يقام هذا النظام القائم الحالية، الموجودة في السلطة، وكانوا متفقين بينهم قبل ذلك التاريخ الى حدما، وهذه المشكلة.

الأشكالية أن القوى الديمقراطية العراقية، ضٌرب ضربة ساحقة من النظام السابق وكانت ضعيفة، ولما حصل إسقاط النظام، كانت ماتزال ضيعفة ولكن قادرة على أن تتحرك، وكان من الضروري أن تُسند هذه القوى الديمقراطية، بما فيها الحزب الشيوعي العراقي، من جانب القوى الديمقراطية الكوردية والأحزاب الكوردستانية.

وثانياً  تُسند لماذا؟، لأنها الحليف الصحيح والحقيقي للقضية الكوردية والشعب الكوردي، كان بأمكان أن تُسند هذه القوى بعد عام 2003 وتعزز وتمتن، وبالتالي كان ممكن تغيير ميزان القوى، صحيح هناك ميزان قوى وتحالف مع القوى الشيعية تحت باب (المظالم الكوردية - الشيعية)، ولكن هذا غير كاف، المظالم الراهنة والمظلوم في بغداد تحول الى جلاد، وكذلك الضحية أصبح جلاداً، الحكم الشيعي تحولوا الى جلاديين، هذه مشكلة كبيرة.

كان لابد أن يكون هناك تحالف، وحتى لو يوجد تحالف في الحكم مع هذه القوى الشيعية  والسنية، ولكن لابد أن تعزز قوى الديمقراطية وتتعاون معه، لأن هذه مساندة لكوردستان والحكم فيها كان ولايزال قادر على أن يمنع أن تتحول بغداد الى دولة دينية.

لأن هم هنا (المقصود بكوردستان) ضد دولة دينية، من هذا الجانب كان بالأمكان أن يحصل، ولكن هذا لم يحصل، وهذا خلل في التحالف السياسي، حكومة موجودة ولكن تحالف آخر كان لابد أن ينشأ، كان من المفترض أن تتعزز وتتطور ويغتنى ويتوسع.

لايكفي أن نقول القوى الديمقراطية العراقية العربية ضيعفة، لهذا لم نتعاون معهم، هذا غير كاف وغير صحيح، لأنها ضيعفة ينبغي أن تتعاون معه وتدعمه، لمصلحة كوردستان نفسهُ، ومصلحة القضية الكوردية.

وهل فكرت القيادة الكوردية والأحزاب السياسية الكوردستانية بهذه الأمور؟

كاظم حبيب: ينبغي أن تسألهم، لا أستطيع أن أجيب على هذا السؤال، ولايمكن أن يوجه الي، وأعطيت رأيي، لأبد هم أن يجيبوا، هل أخفقوا في هذه المسألة، وهل كانت موقفهم صحيحة أم خاطئة.

هناك أتفاق نسبي بين حكومة الأقليم وحكومة الأتحادية حول قضية النفط والغاز، وهذه الأشكالية منذ سقوط النظام مستمرة، ماهو تقييمك على هذا الأتفاق و القضايا الثانوية مثل الميزانية وغيرها، تصوراتكم كيف هي؟ وهل هناك أمل بحل جذري يصل اليهِ أربيل وبغداد؟

كاظم حبيب: ينبغي أن يصلوا الى الأتفاق، لأن هذا القلق وهذا الصراع على النفط لايخدم أحد، ينبغي أن يتفقوا فيما بينهم على تعاون في قانون جديد للنفط في العراق، لأن قانون النفط والغاز غير موجودة في العراق، وهذا خلل كبير، وبالتالي لابد أتفاق على قانون وفق الدستور العراقي، لأنه لايمكن أن تطرح غير ذلك.

النفط هو ملك لكل الشعب العراق بكل قومياتهِ، وينبغي أن يؤخذ هذا بنظر الأعتبار، تجاوزه الآن غير ممكن، لازم نناضل من أجل تغيير الدستور.

أفعلوا هذا، وبعدها ناضل من أجل تغير الدستور وبعدها غيروا القوانين، ويجب أن يجري التعاون بين الحكومة الأتحادية وحكومة الأقليم حول النفط، أي العقود التي وقعت في أقليم كوردستان ينبغي أن تدخل ضمن أطار العقود المشتركة مع العراق.

وبالتالي تعالج هذه المسألة معالجة سليمة ويحصل أستقرار مالي لكل العراق وأقليم كوردستان، وأن توزع على أسس متفقة عليها دستورياً، ومنها يحصل الأقليم باستمرار على النفط، والموارد المالية الضرورية لأقتصادهِ وشعبهِ.

المشكلة هناك مشاحنات وأختلافات في وجهات النظر لاتحل بالقوة، لا من الحكومة الأتحادية ولا من حكومة أقليم، بل تحل بالحوار وبالنقاش الدائم لتطوير لغة مشتركة في هذا المجال.

طبعا الحكومة الأتحادية حكومة معروفة ونعرفها جيداً بكونهِ حكومة فاسدة، ولكن مامكن غير ذلك، وهنا ايضاً يوجد فساد، وهذا الفساد موجود في كل العراق.

إذا كانت بغداد لاتبني ويسرقون فقط ولكن في كوردستان تم بناء،  وهذا غير قليل، بأستثناء الصناعة والزراعة.

وهناك موقف المؤسف إن إيران وتركيا تلعبان دوراً كبيراً جداً في منع التصنيع وتطوير الزراعة في العراق، لأنهم يريدون أن يبقيا مصدرين للسلع الصناعية والزراعية الى العراق، وخاصة في الوسط والجنوب وبغداد والى كوردستان ايضاً.

بعض التقارير تتحدث عن دور تركيا في تأجيج الخلاف بين أربيل وبغداد حول قضية النفط، والسبب لأن الشركات التركية المتعاقدة مع الأقليم، عقودها تعيد الى المركز وتخسر الكثير من الأمتيازات؟

كاظم حبيب: إيران وتركيا تتعامل بمبالغ ضخمة جداً مع الحكومة الأقليم وبغداد أقتصادياً، في التجارة وفي البناء، وكذلك في العقارات، هي تلعب دور مؤثر ومعرقل للتنمية الصناعية، وتطوير شركات البناء العراقية الكوردية منه والعربية، لأنه هي التي تأخذ عقود البناء، وهي التي تحصل على الأستثمارات الضخمة، بينما كان ممكن بناء شركات كوردية وشركات عربية وشركات كلدانية وغيرها، بحيث تلعب دور كبير جداً في البناء والتطوير الأقتصادي والصناعي وهذا الواقع .

تركيا ليس في مصلحتها أن تتطور صناعة النفط بالعراق، وتكرير النفط الى البنزين ومشتقاتها، وأن لايطور الغاز أيضاً، لأنها تصدر كل ذلك وتأخذ المليارات الدولارات وبأسعار عالية.

زوروا أسواق أربيل والسليمانية مليئة بالسلع التركية والسلع الإيرانية وكذلك السلع الصينية أيضاً، وهذا مصيبة، لاتستطيع الصناعة العراقية منافسة هذه الصناعات.

وليست لدينا حماية للصناعة الوطنية، وبهذه نؤذي الأقتصاد الكوردستاني، ونحمل الأقليم مزيداً من موظفين ودفع الرواتب، وهذا جانب سلبي جداً ومؤذي للأقتصاد وللمجتمع وللعراق كله والأقليم خاصة.

 

كاظم حبيب، الخبير الأقتصادي

 

النظام الإيرانى وحصار الأقتصادي

الولايات المتحدة الأمريكية فرضت عن طريق حزمتين عقوبات أقتصادية على إيران وكانت في شهري آب وتشرين الثاني من العام الماضي، أولها كانت تجارية، مالية وصناعية، والثانية كانت الأقوى وشملت قطاع الطاقة والنفطية، ماهي تأثير العقوبات على السوق العراقية وعلى الأقتصاد العراقي؟

كاظم حبيب: أولا العقوبات الأقتصادية لاتحل المشكلة في العالم بل تعقد المشكلات كما الحرب، الحرب؛ لاتحل المشاكل بين الشعوب، بل تعقدها وتزيدها، وكذلك الحصار هو شكل من أشكال حرب الأقتصادية، يعقد الأمور ويزيدها تعقيداً ويخلق مشكلات أضافية.

ثانيا؛ الحصار الأقتصادي يؤذي المجتمع ويؤذي البشر ويؤذي الإنسان الأعتيادي البسيط، ويزيد البطالة لعدم وجود أستثمار، ويؤذي في قوت المواطنين، لأنه لايوجد عملية تصدير النفط، وبالتالي غير قابل على إشباع حاجاتهِ، وأذيتهِ تصل الى عديد من مرافق الحياتية.

والحصار يضر الأستثمارات الصناعية والزراعية وتطوير الأقتصاد، فالتنمية في ظل الحصار تتوقف تدريجياً، هذا إيذاء للأقتصاد وللمجتمع.

ولكن ليس للفئة الحاكمة، لأن هذه الطبقة لن تجوع، ولديها موارد مالية كافية للأكل والشرب، وكل هذا هو الواقع القائم.

فالحصار الأقتصادي ضد أي كان هو سيء وخاطيء وجريمة بشعة، هذا من حيث المبدأ، ومن حيث الواقع أيضاً ما حصل في العراق، كان حصاراً سيئاً ضد الشعب وليس ضد الحكم، ولم يسقط الحكم، وإنما الذي أسقط الحكم في بغداد هو كان الحرب، ولكن خلق نظام آخر.

لذا الحصار الأقتصادي ضد إيران حصاراً سيئاُ مجرماً هذا أولاً، وثانياً هذا الحصار يؤذي ليس فقط إيران وإنما يؤذي دول الجوار أيضاً، لأنه هناك علاقات بين إيران والعراق وتركيا والعراق وهكذا دواليك.

فإيران الآن تحاول أن تصدر بشكل أكبر الى العراق، لكي تحصل على عملة أجنبية أكثر، وهذا يؤذي الحركة الأستثمارية العراقية ويعرقلها ويسحب أموال بغداد عبر التجارة، ومن جانبٍ آخر يؤذي و يعرقل الحركة التجارية العراقية من أن نحصل على العمالة الجديدة، لغرض تشغيلهم في الأسواق المحلية.

الحصار ليس حلاً للمشكلة بل تعقيداً للمشكلات جديدة، وكذلك خلق مشكلات جديدة، الحصار الأقتصادي الإيراني يؤذي الأقتصاد العراقي، من الجوانب الذي أشرته في السابق.

الآن هناك من يحاول أن يزيد التعامل التجاري العراق مع إيران لكي يخفف عن إيران، ولكنه في الوقت ذاتهِ يزيد تعقيدا الوضع الداخلي، ويهدد بمزيد من البطالة والحرمان والجوع في المجتمع العراقي، وفي الوقت ذاتهِ يغرق الأسواق بالسلع الإيرانية، السيئة منها والمتوسطة.

والنتيجة تكون أن لانستطيع أن نجد فرص عمل للعمال العاطلين عن العمل في العراق ولاتحسين مستوى معيشة الفقراء والكادحين، فهذا خلل كبير جداً في هذا الحصار.

وعلينا أن ننتبه، وأمريكا ايضا تهدد الدول الأخرى التي تتعامل مع إيران من أجل ألتفاف على العقوبات، وهذه العقوبات ستكون مؤذية، لأن الولايات المتحدة مازال لديها أدوات الإيذاء في العالم، وعلى الرغم من أنها لم تعد الطرف الوحيد من القوى الدول الكبرى، ولكن ماتزال مؤذية وقادرة أن تؤذي الكثير من الدول.

إيران عندما تهدد بأنهم يمنعون مرور في مضيق هرمز، هذا حديث السلاطين، لأن هذا مضيق دولي لايستطيعون أن يفعلون أي شيء فيها، لأن العقوبات الدولية ستفرض عليها ليس فقط من جانب الأمريكان، قد يشغل حرب في المنطقة، ويضرب هذا الأغلاق، قد تتدخل إسرائيل وأمريكا ومستعدون لهذه القضية بهذا القدر أو ذاك.

العراق يستورد الغاز والطاقة الكهربائية من إيران، والحكومة تضغط على الإدارة الأمريكية من أجل تمديد الأعفاءات له بشكل خاص، لعدة الأسباب، هل من الممكن أن تمدد واشنطن الأعفاءات لبغداد؟

كاظم حبيب: نعم قد يستمرون في توريد الغاز من إيران، لأن يحاول العراق و كذلك أمريكا أن يتفقوا على أن لاتزود بغداد طهران بالعملة الصعبة، وأن يتم التبادل بالعملة المحلية، وهذه تخفف من الأشكالية ولكن تثقل على إيران، لأن ماذا تفعل بالدينار العراقي في وقت لاتستطيع أن تحوله الى الدولار، وهذه مصاعب جدية بالنسبة لهم.

ولكن أنا أعتقد من حيث المبدأ، نحن نشتري النفط والغاز من إيران بأسعار أغلى، والحكومة العراقية في بالها فقط مساعدة إيران و ليس مساعدة الشعب العراقي، وهذه هي سياسة الأحزاب الإسلامية الطائفية، وسياسة الحشد الشعبي التابع لإيران من حيث الواقع وليس من حيث القانوني، وخاصة ضمن سياستهِ ونهجه، ونحن أبتلينا بصراح إيراني أمريكي على الساحة العراقية.

 هل يمكن أن تقطع أمريكا يد الإيراني في العراق، وأستشهد بكلام وزير النفط الأسبق، إبراهيم بحر العلوم، عن عدم إمكانية العراق أنتاج الغاز وخاصة المصاحب من أستخراج النفط، وأتهام واشنطن بعدم جديتها بتطوير هذا القطاع، هل يمكن لبغداد الأستغناء الفجائي أو تدريجي عن الغاز الإيراني؟

كاظم حبيب: لايمكن أن يستغني عن توريد الغاز، والخطوات هي ينبغي أن نطور الطاقة الكهربائية، وحتى الغاز ممكن أن نطورها.

الحديث هنا ثلاث سنوات قادمة لو بدأت الحكومة بالفعل؟

كاظم حبيب: لابأس، لكن ينبغي أن نبدأ، والآن أصبح هناك أتفاق بين الحكومة العراقية وشركة سيمنس الألمانية للطاقة الكهربائية، هذا الأتفاق فيها شيء من الجدية، لأن سيمنس لديها بريستيج وسمعة وغيرها وتخاف عليها.

وبالتالي هناك أشكالية كبيرة، أن إيران لاتريد أن لاتبني العراق محطات كهربائية، وتحاول ومنذ 16 سنة تعرقل هذا الأمر، هذا من جانب، والوزراء والدولة كلها ساعدت إيران في عرقلة بناء محطات وغيرها، وخاصة الميليشيات الطائفية وغيرها أثارت عدم الأستقرار في العراق تساعد طهران، لكي لاتبني محطات كهربائية ولاحتى التصنيع.

الميليشيات أصبحت أداة بيد إيران ضد الحكومة العراقية والدولة العراقية بشكل عام وضد الشعب، وهل كانت هذه خطة النظام الإيراني بعد 2011؟.

كاظم حبيب: إيران لعبت دور كبير جدا جداً في بناء الميليشيات الطائفية، من ناحية التسليح أو تمويلها، وتوفير كوادر إيرانية لها، النظام الإيراني لها جهاز أمني تجسسي ولها عيون واسع في العراق، وأيضا لها عدد كبير جداً من هذه الميليشيات الطائفية المسلحة، التي تتبع لولي الفقيه.

وولي الفقيه قراراتهِ منفذه من قِبل هؤلاء، بأعتباره فتوى آمرة، وعلى هذا الأساس هذه الميليشيات الشيعية والطائفية خطر على المجتمع وخطر على أقتصاد الوطني العراقي، لأنها تخدم دولة أخرى وليس العراق.

السياسيين تكلموا علناً ويؤكدون باستمرار بإن إيران أستطاعت أن تجذب كثير من القادة السنية الى جبتها على الحساب الفشل الأمريكي، الأترى هذه العملية كونها جزء من لعبة سياسية عراقية الآن، بأتجاه لأن طهران تنفذ مطالبها عكس واشنطن؟

كاظم حبيب: الآن إيران تحتل موقع كبير جداً في العراق، وأنا سميتهُ "العراق شبه مستعمرة لإيران"، وهذه حقيقة، والسؤال الجوهري؛ لماذا تحارب إيران من أجل حصول على وزارة الداخلية؟، والسبب بسيط، وهي لكي تهيمن على جهاز الدولة كلها، وهي أخطر الوزارات.

هذه المشكلة كبيرة، لأن الذي يراد ترشيحه لوزارة الداخلة تابعة لإيران من حيث المبدأ، فأنا أتحدث بشكل عام عن دور إيران في العراق.

الأشخاص يتغيرون وغدا يتغير شخص ويأتي غيره، ولكن هم يريدون هذا الموقع، من أجل تنفيذ ذات السياسة التي تريدها إيران، هذه هي المشكلة.

إيران تسيطر على مجالات واسعة على الأقتصاد العراقي وعلى القرار الأقتصاد العراقي، وكذلك القرار السياسي في بغداد، هذه هي الأشكالية، والمرجعية الدينية لاتستطيع تفعل كثيراً، لأن كثير من هؤلاء لايتفقون مع المرجعية الشيعية، بل مع ولي الفقيه الإيراني، ومع علي خامنئي، هو الذي يذهبون اليهِ ويقبلون يده، فهذه تبعية وذهنية، وعقلية العبد الخادم الذي يقبل يد سيدهُ، هذه المشكلات التي نعاني منهُ.

إيران لها دور كبير و كبير جداً، لذلك أقول نحن أبتلينا بدولتين، دولة أقليمية سيئة، وفي نفس الوقت بدولة كبيرة سيئة وهي أمريكا، كلا الأخوين.

 

كاظم حبيب، الخبير الأقتصادي

 

منذ سقوط النظام السابق في 2003، إيران تتصرف مع الولايات المتحدة كطفل مدلل ومفضل لواشنطن، وكثير من منتقدي التدخل الإيراني تغيرت بقرارات أمريكية، وضلوع طهران في الأزمة العراقية مكشوفة ولكن الإدارة الأمريكية لم تفعل شيئاً، الأ تظن أن النظام الإيراني تريد أن تكون شرطي المنطقة مرة أخرى؟

كاظم حبيب: لا أعتقد ذلك، إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تحالف كليا وبشكل مطلق مع إسرائيل، وهو يحاول أن يحقق مصالح تل أبيب في المنطقة، إيران ليست العدوة الحقيقية لإسرائيل، وهذه حديث السلاطين.

لأن إيران بعيدة عن إسرائيل، لو تقترب من سوريا، سيتم ضرب سوريا والذي أتى بها أيضا، وبالتالي تعاني إيران الآن من ضربات إسرائيلية، لأنها موجودة هناك، ولكن في المقابل هي لاتستطيع أن تفعل شيئاً، لاحرباً ولاهم يحزنون.

هي تحرك الآخرين، أمثال حزب الله وغيرها، وتبقى هي بعيداً عن المنطقة، إيران في صراع مع أمريكا تريد هي تكون القطب الأكبر في الأقليم، ومن ثم تتسع نحو الخارج، لن يتخلوا عن تصدير الثورة الإيرانية الفارسية الى العالم.

القوى الدينية تقول نحن مسلمون وأمة إسلامية، ولكن في أي دولة تصل القوى الإسلامية الى السلطة تصبح قومية شوفينية، هم لايتعاملون مع العراق كند للند، بل يتعاملون مع العراق كقومية مسيطرة فارسية، يقال؛ نحن نريد نقيم دولة فارس في العراق، وإعادة دور كسرى والصفويين في العراق.

لذلك هم قومييون شوفينيون بأسم الإسلام، وبأسم الشيعة، ولكن في الحقيقة هم صفويين لحد الآن، وليسوا من الشيعة العراقية التي تختلف عن هؤلاء.

 

التهديدات الأمريكية مستقبل نظام الملالي

هل تتوقعون أمريكا تضرب إيران؟

كاظم حبيب: لاأعتقد أن تحصل حرب، ولكن هم ليسوا بعيدين من أن يضعوا في البال، ممكن ضربات جوية مدمرة، مثلا كما حصل في العراق عام 1998، وأكبر من ذلك، لأنها كانت ضربات بسيطة وصغيرة وفي مكان واحد، لأنها تكون ضربات قاسية وللمناطق العسكرية.

لو حصلت ماهي معطيات أشعال الحرب؟

كاظم حبيب: عندما تزيد إيران دورها في العراق وفي سوريا وفي لبنان وكذلك اليمن، ولأنها لم تصل الى المستوى أكثر، لأن النظام الإيراني الى الآن لم تستطع أن تفرض كل شيء في العراق، لهذا قلت إن العراق شبه مستعمرة.

إذا أمامنا مرحلة المستعمرة الكاملة؟

كاظم حبيب: نتمنى أن لاتحصل، ونأمل أن نهرب منه.

لو أفترضنا أمريكا ضربت إيران، ماهي النتائج؟

كاظم حبيب:  النتائج ستكون سلبية، ربما لايسقط النظام ولكن يضعف، الآن ضعيفة، ويمكن أن يضعف تأثيره في العراق إذا أشتد عليهِ أكثر، ضعف إيران، يضعف موقعهِ في العراق، ولكن على القوى الأخرى العراقية الديمقراطية التقدمية الواعية والمدركة أن تتحرك ضد هذا التدخل.

ولاتنسى إن الضربات الجوية لاتسقط النظام، كما كان الحال مع نظام صدام حسين، وفي الوقت ذاتهِ حربٌ أرضية لاتحصل، وأضعاف النظام بمعنى تحريك القوى الداخلية وتعبئة الشعب ضدها، لابد أن يكون هناك تنظيم قوي للقوى الديمقراطية الإيرانية، التي سرقت منها الثورة الإيرانية عام 1979، هذه إذا تحركت حينذلك ممكن أن يحصل شيء في إيران، وهذا في صالح إيران والعراق والمنطقة كلها.

النظام الإيراني نظام خطر، لأنه يتطلع الى تصدير الثورة الإيرانية الفارسية.

هل تتوقعون خلال أربعة الى خمسة سنوات قادمة، حدوث عملية عسكرية أو شبه عسكرية في إيران؟

كاظم حبيب: لا أعتقد وليس لدي قناعة بهذا شكل، ممكن تتحرك قوى داخلية، من القوى الكورد، وآذربيجانين وغيرهم، هذا ممكن وحدثت قبل فترة، ولكن هذه لاتسقط النظام، الأنتفاضة الشعبية ممكن تسقط النظام.

هل يحصل مجاعة عند اشتداد العقوبات؟

كاظم حبيب: العقوبات على إيران وتحرك وتفكك أجهزة الدولة ، مثل ما عملت بالعراق، ولكن قد لاتسقطها الإ أن تحركها المجتمع، الجوع والحرمان ربما يحركها المجتمع لقيام أنتفاضة.

عادة الجوع يدفع قوى الناس الى الدين، ويدخلون في عمق الدين ويصبحوا خرافيين، ويؤمنون بالسحرة والخرافات.

 

عادل عبدالمهدي وعلاقاته مع إيران

العراق يعاني الأمرين، من جهة تهديدات الأمريكية بفرض العقوبات و، التهديدات الإيرانية بزعزعة الوضع، كيف ترون حكومة عادل عبدالمهدي؟

كاظم حبيب: أنا كتبت مقال بهذا الصدد، بعنوان "هل من جديد في العراق؟"، قلت بوضوح؛ نعم تمضخ الجمل وولد فأراً، حكومة عادل عبدالمهدي، حكومة غير قادرة على تحقيق تحولات الضرورية الأصلاحية في العراق، لأنها محبوسة ومقيدة، وهو رجل ضعيف وليس برجل قوي، ربما متدين شكلياً لا أدري لأني لست في داخلهِ، ولكن أرى سياساتهِ، وهي تميل لإيران ولكن تخشى أمريكا.

سياساتهِ لاتقدم شيء للشعب العراقي، ولاتختلف عن سياسات حكام قبلهِ، عندما تراه شهرياً يحصل على مليون دولار من الحكومة العراقية لكي يستخدمه كيفما يشاء وعلى من يحتاج، هل يمكن لهذا الرجل أن يمارس نفس الشيء مع الآخرين، يتصرف بطريقة بائسة من أموال العراق؟!، هذا رجل غير قادر أن يحكم العراق.

اليس للأحزاب دور في إضعافهِ؟

كاظم حبيب: بالعكس هو ضعيف، لو كان مقدم شيئاً يستحق الذكر، ماأستطاعوا أن يضعفوه، هو غير قادر، كان عليهِ يحسم الأمر ولايرجع الى الأحزاب، ويشكل الحكومة بوزراءه ويذهب لمجلس النواب ويحصل على أصواتهِ.

ولكن اليس الميليشيات وكافة الأحزاب العراقية، من شيعتها وسنتها وحتى الكوردية منهم، يحبون هكذا رئيس وزراء؟

كاظم حبيب: هم جلبوه وهو ضعيف، وصحيح كلامك مثلما تقول، هم يريدون هكذا شخصية، ولذلك هو غير قادر أن يفعل شيئاً، وهو ليس برجل المرحلة، الذي يقوم بالأصلاح والتغيير، هو نفسه طائفي وينتمي الى الأحزاب الطائفية، والأحزاب الطائفية لايمكنه محاربة الطائفية، وكان مشاركاً فيها.

يجب أن ننتبه الى هذه النقطة، لهذا لا أنتظر من عادل عبدالمهدي ان يغير ويصلح العراق، ويحارب الفاسدين الكبار منهم خاصة، وليس هؤلاء الصغار، جيد يبدأ بالصغار الفاسدين، ولكن عليهِ أن يبدأ بالكبار أولاً.

لأنه عندما تبدأ بالكبار الصغار يخشون، إذا بدأت بالعكس، يقولون هذا يضحك على الذقون، وهو حقاً يضحك علينا، لأن الناس ليس لديهم وعي حتى يفهم ماذا يفعل، والإ مابقي وزراءً سرقا ويبقون في مناصبكم الكبيرة .

هذا الحكوم القائم الراهن، يغطي على كثير من المسائل السيئة، لأن جاء بأسم أنه "مستقل"، ولكن في الواقع غير مستقل، وهو عضو مجلس الأعلى الإسلامي وخرج منه شكلياً، ومؤمن بأفكاره وهم الذين جلبوه من المجلس والتيار الحكمة.

لاتنتظر منه شيئاً جديداً، أصلاحيا أو تقدميا أو ديمقراطياً، أو حتى دفعاً للأمام، وأعتقد أنه أيضا غير راغب بالتغيير.

لأنه مرتاح هكذا، ومايجري في العراق والوضع مناسب لهُ، يسافر كيفما يشاء من البلدان العربية وحتى الأجنبية، والعبء الأساسي من علاقتهِ يضعه في جوهرة العلاقة مع إيران.

طهران قالت نرفع مستوى التجاري الى 20 مليار دولار، وهو قال سأرفعه الى 40 مليار دولار، بمعناه 40 بالمئة من إيرادات النفط العراقي يوجه الى إيران لكي يستورد منه السلع.

أي إيقاف كل صناعة في العراق وحتى قطاع الزراعي أيضا، ونستورد الطماطم والخضروات وكل شيء من إيران، من أجل موت الصناعة العراقية