نقلت وسائل إعلام عن الرئيس الإيراني حسن روحاني قوله اليوم الأربعاء إن إيران مستعدة للتفاوض مع الولايات المتحدة فقط عندما ترفع واشنطن الضغط وتعتذر في موقف ارجعه مراقبون لحالة العزلة والارتباك التي يعيشها النظام الايراني بعد القرار الاميركي برقع الاعفاءات عن مشتري النفط الايراني.
ونُسب إلى روحاني قوله "كنا دائما رجل تفاوض ودبلوماسية كما كنا رجل حرب ودفاع. المفاوضات ممكنة فقط عند رفع الضغط والاعتذار عن تصرفاتهم غير القانونية ووجود احترام متبادل".
وطالبت الولايات المتحدة الاثنين أن يوقف جميع مشتري النفط الإيراني وارداتهم بحلول أول مايو/أيار أو مواجهة عقوبات، في مسعى لتجفيف منابع إيرادات طهران من النفط.
وكانت واشنطن منحت إعفاءات من العقوبات إلى ثماني دول من المشترين الرئيسيين للنفط الإيراني من بينها الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية بعد أن أعادت فرض العقوبات على قطاع النفط في نوفمبر/تشرين الثاني.
ونقل الموقع الإلكتروني الرسمي للزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي عنه قوله الأربعاء إن إيران تستطيع تصدير ما تريد من النفط.
وأضاف "لن تحقق جهود أمريكا لمنع بيع النفط الإيراني شيئا... يمكننا تصدير النفط قدر احتياجاتنا ورغباتنا".
وشدّد وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف، على أن وزارته ليست الجهة المعنية باتخاذ قرار إغلاق مضيق "هرمز"، وإنما هو موضوع يقرره الجيش.
جاء ذلك في تصريح لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (ارنا) على هامش زيارة يجريها لمدينة نيويورك الأمريكية للمشاركة في اجتماع بالجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقال ظريف، ردا على سؤال حول ما إذا كان غلق مضيق هرمز مطروحا على طاولة ايران أم لا، "لن اتحدث عن الخيار العسكري وهو أمر تقرره القوات المسلحة ".
وأضاف: "لقد قلنا بأن إيران تحافظ على مصالحها واحدها هو استقرار المنطقة، فالاستقرار في المنطقة يجب أن يكون للجميع وأن تعود بالفائدة الاقتصادية للجميع".
وتابع: "مصلحة إيران النهائية هي في استمرار الحفاظ على استقرار المنطقة وأن يتوفر هذا الاستقرار للجميع".
واعتبر ظريف أن الولايات المتحدة الأمريكية هي "المصدر الأساسي لعدم الاستقرار في منطقتنا".
والإثنين، هددت إيران، بإغلاق مضيق هرمز، الممر المائي الحيوي لشحنات النفط العالمية، فيما بدا أنه رد على التحرك الأمريكي، لإنهاء الإعفاءات من صادرات النفط الإيرانية.
وقال الأدميرال علي رضا تنكسيري، قائد القوة البحرية التابعة للحرس الثوري إن مضيق هرمز هو ممر بحري وفق القوانين الدولية، "واذا منعنا من استخدام هذا الممر (في نقل النفط) فسنقوم بإغلاقه"، وفقا لما أوردته وكالة فارس الإيرانية للأنباء.
وهدد المسؤولون الإيرانيون مرارا بإغلاق المضيق وسط تصاعد التوتر مع الولايات المتحدة.
ومضيق هرمز أحد الشرايين الرئيسية حول العالم في نقل النفط، حيث يمر عبره نحو 80 بالمائة من النفط السعودي، والعراقي، والإماراتي، والكويتي، في طريق التصدير إلى دول معروفة باعتمادها العالي على مصادر الطاقة مثل الصين، واليابان، وكوريا الجنوبية، والهند، وسنغافورة.
ومن جانب آخر لوحت ميليشيا الحوثي الاثنين باستهداف السعودية والإمارات بالصواريخ في حال انهارت هدنة الحديدة، إلا أن تهديداتها ليست بالجديدة وهي عادة للاستهلاك الإعلامي، لكن توقيتها يشير بوضوح إلى صلتها بالإجراءات الأميركية الرامية لتضييق الخناق على إيران عبر إنهاء إعفاءات كانت واشنطن منحتها لثماني دول من مشتري النفط الإيراني.
ويسعى الحوثيون من خلال تهديدهم الأخير تحت عنوان هدنة الحديدة، لتخفيف الضغوط على طهران وتوجيه رسالة لواشنطن مفادها أنها لن تبقى مكتوفة الأيدي إذا ضاق الخناق على حاضنتها إيران.