Skip to main content

بومبيو يسعى لتشكيل تحالف ضد إيران في المنطقة

وزير الخارجية الكويتي صباح خالد الحمد الصباح مع مايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكي
AvaToday caption
تسعى واشنطن لإنشاء "تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي" أو"الناتو العربي" لجمع حلفائها العرب ضد إيران. وجعلت إدارة ترامب من التصدي لـ"نفوذ (إيران) المزعزع للاستقرار" المحور الرئيسي لسياستها في المنطقة
posted onMarch 20, 2019
nocomment

أكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن استمرار الأزمة الخليجية لا يصب في مصلحة أحد.

وقال، في مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية الكويتي صباح خالد الحمد الصباح في الكويت، "إن الأزمة الخليجية ليست في مصلحة أحد في المنطقة أو العالم".

وأعرب الوزير الكويتي عن تقديره للجهود الأميركية في هذا الشأن، وقال "نقدر جهود الولايات المتحدة في حل الأزمة ولدعمها لجهود الوساطة التي يقودها أمير البلاد".

وكانت السعودية والإمارات والبحرين ومصر أعلنت قطع علاقاتها مع قطر في يونيو من عام 2017، واتهمتها بدعم وتمويل الإرهاب، ومنذ ذلك الحين تقوم العديد من الدول، وعلى رأسها الكويت، بجهود وساطة، لكن دون جدوى.

وأشاد الوزير الكويتي بالموقف الأميركي الصلب في الدفاع عن أمن الخليج، ولفت إلى أن "الأزمة اليمينية كانت حاضرة خلال المحادثات"، وأن الجانبين متفقان على ضرورة حل الأزمة اليمينة سلميا.

وقال بومبيو إن المحادثات شملت مجالات مثل "مكافحة الإرهاب وتعزيز التجارة والاستثمار"، وشدد على أن العلاقات في مجال الدفاع بين البلدين لها أهمية خاصة.

وفي شأن مبادرة السلام التي تعتزم الولايات المتحدة طرحها، قال الصباح "مبادرة السلام طال انتظارها، ونثق في أن الولايات المتحدة لديها أفكار لوضع خطة للسلام تأخذ بعين الاعتبار الوضع في المنطقة والأطراف في هذه القضية".

وأضاف أنه "تم بحث هذا الموضوع مع بومبيو، ونحن نثق في أن صداقة الولايات المتحدة للكثير من دول المنطقة سوف تقود لوضع نهاية مقبولة للأطراف جميعا، للوصول بالقضية إلى حل سياسي طال انتظاره". من جانبه، اكتفى بومبيو بالقول إنه "لا تغيير في السياسة الأميركية تجاه عملية السلام في الشرق الأوسط".

وكان بومبيو قد وصل مساء الثلاثاء إلى الكويت في إطار جولة جديدة للشرق الأوسط لمحاولة تعزيز الجهود الأميركية ضد إيران، قبل التوجه إلى القدس للقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في خضم حملة لإعادة انتخابه.

وسيطغى ملف إيران على محادثاته في "الحوار الاستراتيجي" الذي سيجريه الوزير الأميركي مع حكومة الكويت سيركز على أمر واضح وسيتم أيضا التطرق إليه في إسرائيل ولبنان خلال جولته.

وأكد بومبيو للصحافيين الذين يرافقونه في جولته أنه سيركز على "الخطر الذي تمثله الجمهورية الإسلامية الايرانية".

 وتسعى واشنطن لإنشاء "تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي" أو"الناتو العربي" لجمع حلفائها العرب ضد إيران. وجعلت إدارة ترامب من التصدي لـ"نفوذ (إيران) المزعزع للاستقرار" المحور الرئيسي لسياستها في المنطقة وهي تضاعف تحركاتها لتحقيق هذا الهدف.

وفي هذا السياق، قام بومبيو برحلة إلى الشرق الأوسط في يناير دعا خلالها إلى "وحدة الصف" بمواجهة إيران، ثم نظم مؤتمرا في فبراير في بولندا سعيا لتوسيع "التحالف" ضد طهران، من غير أن ينجح في ذلك. ولكن اللقاء الأهم سيكون بعد ظهر الأربعاء في القدس مع بنيامين نتانياهو في خضم حملته الانتخابية.

وأكد بومبيو "أنا ذاهب إلى اسرائيل بسبب العلاقة الهامة التي تجمعنا" مؤكدا أنه سيبحث "قضايا استراتيجية نعمل عليها معا". وأضاف "سيتغير القادة في البلدين بمرور الوقت، وهذه العلاقة مهمة بغض النظر عن من هم القادة".

وإن كانت واشنطن تنفي أي تدخل لها في السياسة الداخلية الإسرائيلية، إلا أن الزيارة ستعطي نتانياهو دعما ثمينا في وسط معركته من أجل البقاء في السلطة رغم مخاطر توجيه التهمة إليه في قضايا فساد. وستجري الانتخابات في 9 ابريل المقبل.

ورغم القضايا التي يواجهها نتانياهو، فقد حصل على دعم صريح من ترامب الذي قال عنه في نهاية فبراير "إنه قام بعمل رائع كرئيس للوزراء، إنه حازم وذكي وقوي". وأدت مواقف المليونير الجمهوري إلى إبعاد الكثير من الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة، غير أنه يحظى في المقابل بتأييد ثابت وقوي في إسرائيل.

وتعتبر حكومته الأقرب إلى الدولة العبرية منذ زمن طويل وقد اتخذ خطوات رمزية وعملية في آن تأكيدا لدعمه إسرائيل، منها الاعتراف بالقدس عاصمة لها بما يتعارض مع الإجماع الدولي ومع عقود من السياسة الأميركية، وقطع أكثر من 500 مليون دولار من المساعدات إلى الفلسطينيين منذ 2018، إضافة إلى وقف تقديم الدعم المالي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).

وتعتبر إسرائيل القدس برمتها عاصمة لها، في حين يطالب الفلسطينيون بان تكون القدس الشرقية المحتلة عاصمة لدولتهم المنشودة. وخلال زيارة تستغرق يومين إلى القدس، سيتوجه بومبيو لزيارة السفارة الأميركية الجديدة في القدس التي تم نقلها من تل أبيب بعد أمر من ترامب. وكان القرار الذي اتخذ اواخر عام 2017 واعترف بالقدس كعاصمة للدولة العبرية أثار غبطة نتانياهو وجزء كبير من الرأي العام الإسرائيلي.

وسعيا منه لتوظيف شعبية ترامب لصالحه، يتوجه نتانياهو إلى واشنطن لاحقا لحضور الاجتماع السنوي لـ"لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية" (أيباك)، أكبر لوبي يهودي مؤيد لإسرائيل في الولايات المتحدة، وسيغتنم هذه الفرصة للظهور مع ترامب.

ومع انتخابات 9 أبريل يبدأ العد العكسي لعرض خطة السلام الإسرائيلية الفلسطينية التي عمل فريق صغير بقيادة صهر الرئيس وأحد كبار مساعديه جاريد كوشنر على إعدادها وسط تكتم شديد في البيت الابيض، ويرجح طرحها بحلول الصيف.

وأكد بومبيو "يجب أن يرغبوا بالحديث إلينا. ستكون هذه بداية جيدة"، في إشارة إلى الفلسطينيين مع رفض السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس أي تعامل مع الإدارة الأميركية التي لم تعد، برأيها، وسيطا محايدا.

كما أن الولايات المتحدة لم تعد تشير إلى مرتفعات الجولان على أنها منطقة "محتلة من إسرائيل" بل "تسيطر عليها إسرائيل"، وفق ما جاء في تقريرها السنوي الأخير حول حقوق الإنسان، وهو ما اعتبره البعض تمهيدا لاعتراف أميركي بسيادة إسرائيل على هذه المنطقة الاستراتيجية.

وإن كانت الإدارة الأميركية تؤكد أنها لم تبدل سياسيتها، إلا أنها لا تزال ترفض أن توضح هذه السياسة وردا على أسئلة الصحافيين حول هذه التسمية الجديدة، أكد بومبيو أن "هذه اللغة تعكس الحقائق كما نفهمها" موضحا "كان هذا بيانا واقعيا حول كيفية رؤيتنا للوضع. ونحن نعتقد أنه كان دقيقا للغاية".