Skip to main content

تركيا تمحو تاريخ عفرين بالتنقيب عن الآثار وسرقتها

أثار عفرين
AvaToday caption
ورصد المرصد صوراً للآليات التي عمدت للتنقيب عن الآثار في منطقة تلة جنديرس، فيما حصل على معلومات من مصادر أخرى أن عمليات تنقيب تجري في ريف ناحية معبطلي
posted onMarch 17, 2019
nocomment

بعد تهجير مئات الآلاف من أهالي منطقة عفرين شمال سوريا وتعزيز خطوات التغيير الديموغرافي، تطوّرت الانتهاكات التركية لتصل إلى محو تاريخ المنطقة كاملا، وذلك عبر عمليات التنقيب عن الآثار وسرقتها.

المرصد السوري لحقوق الإنسان كشف أنّ تركيا تعمد لنوع جديد من الانتهاكات في منطقة عفرين شمال غرب سوريا، حيث أكدت مصادر موثوقة أنّ آليات تركية ومعدات وأجهزة، شوهدت على تلة جنديرس، لحفرها والبحث عن آثار من خلال التنقيب عنها عبر فرق تركية متخصصة في البحث عن الآثار.

وأضافت المصادر الموثوقة للمرصد السوري المُعارض (ومقرّه لندن) أنّ الطرق القريبة من التلة والواصلة إليها جرى إغلاقها بشكل كامل من القوات التركية، ورصد المرصد صوراً للآليات التي عمدت للتنقيب عن الآثار في منطقة تلة جنديرس، فيما حصل على معلومات من مصادر أخرى أن عمليات تنقيب تجري في ريف ناحية معبطلي، بالقطاع الغربي من ريف عفرين، حيث جرت عمليات التنقيب والحفر في منطقتي تل علي عيشة وتل زرافكة عبر استقدام معدات وبأسلوب مشابه لما يجري في منطقة جنديرس من تنقيب وقطع للطرقات إلى المنطقة.

وتحوّلت تركيا خلال الأشهر والسنوات الأخيرة لسوق تصريف للذهب والآثار التي عثر عليها عبر مئات ورشات التنقيب ضمن مناطق سيطرة الفصائل المقاتلة والإسلامية ومناطق سيطرة هيئة تحرير الشام والحزب الإسلامي التركستاني وتنظيم داعش والفصائل الجهادية، إذ كان جرى تهريب لقى ومخطوطات نقلت من شرق دمشق إلى الشمال السوري، نحو الأراضي التركية.

وحصل المرصد السوري لحقوق الإنسان على معلومات من عدد من المصادر الموثوقة أكدت أن عمليات النهب للآثار التي تحتويها منطقة عفرين، في القطاع الشمالي الغربي مستمرة.

واستنكر أهالي عفرين الأصليين الانتهاكات التركية المتواصلة من تهجير وتغيير ديموغرافي، تحكم بالموارد الاقتصادية وسرقتها، وإطلاق يد الفصائل المسلحة الموالية لها في النهب والسلب والسرقة والاعتقالات والاختطاف والاعتداء وفرض الأتاوات والاستيلاء على الممتلكات.

وعلّق عدد من سكان عفرين، في إشارة منهم للقوات التركية، "جاءوا بادعاءات تحرير عفرين وحمايتها فبات حاميها حراميها".

وأكدت مصادر موثوقة للمرصد السوري أن قيادياً في فيلق الشام الإسلامي المقرب من السلطات التركية، يعمد لتنفيذ عمليات تنقيب عن الآثار في منطقتي ميدانكي والنبي هوري، حيث تجري عمليات نهب الآثار التي يتم العثور عليها أثناء عملية البحث، وسط تعامي تركي مقصود لإطلاق يد الفصائل لتغيير تاريخ المنطقة بعد أن جرى تحويل حاضرها ومستقبلها، وبات سكان المنطقة الذي يبلغ تعدادهم مئات الآلاف نازحين في مخيمات بشمال حلب، فيما منازلهم تنهب وتسلب ويستولى عليها من قبل فصائل قوات عملية "غصن الزيتون"، التي سيطرت على عفرين في مارس من العام 2018.

وتعرّضت آثار عمرها قرون ومواقع تراثية في عفرين لأضرار بالغة جراء المعارك التي دارت خلال عملية "غصن الزيتون" التركية، فقد تناثر، على سبيل المثال، درج المسرح الروماني بعد خلعه من مكانه أثناء المعارك. وبُني ذلك المسرح في القرن الثاني قبل الميلاد.

كما تعرّضت قلعة النبي هوري، أحد المعالم الأثرية الرومانية في المنطقة، لدمار جراء القصف الشرس.

كما أنّ قصفاً تركياً لمنطقة عفرين ألحق أضرارا بمعبد عين دارة الأثري، الذي يعود إلى الحقبة الآرامية وعمره حوالي 3000 عام.