Skip to main content

فنان دمشقيّ يحوّل شعر نزار قباني لوحات تشكيلية

لوحات فنية
AvaToday caption
يستخدم الدقر أسلوباً عملياً في إنجاز اللوحة، هو أقرب إلى فن الغرافيك بالحبر الأسود واللون الواحد. لا يخفي عشقه لهذا النمط، وإن كانت هناك إضافات لونية بسيطة يفرضها الموضوع
posted onMarch 13, 2019
nocomment

 

صاحب ديوان "الرسم بالكلمات"، الشاعر نزار قباني، جاء اليوم من يرسم كلماته في لوحات تشكيلية، وهو الرسام السوري أيمن الدقر.

وقد سبق "رسم" الفنان التشكيلي "كلمات" الشاعر قباني (1923ـ 1998)، أن غنت فيروز وعبد الحليم حافظ وإلهام المدفعي وماجدة الرومي وأصالة وكاظم الساهر من كلمات "شاعر المرأة والتمرّد السياسي".

طَبعت قصائد شاعر الياسمين الدمشقي بإحساسها المختلف رونقاً جميلاً في صدر الشعر العربي، وتركت بصمتها في الموسيقى، ومثلما التقطها ملحنون ومغنّون يلتقطها اليوم التشكيلي الدقر، ابن مدينة دمشق.

بكثير من الشوق يحكي الدقر عن التجربة. "يحرضني شعر نزار قباني على الرسم. وأكثر ما يستهويني هو قصائده عن مدينتي دمشق. أشعر وأنا أرسم بيتاً من إحدى قصائده بأني أدافع عن دمشق التي أعشقها وأحاول أن أحقق القيم الجمالية أو أن أقترب من القيم الجمالية التي تحكي عنها قصائده. وأرى أنه إذا ما استطعت تحقيق 40 في المئة منها أكون قد وفقت".

فنان الشام القديمة يسحره شعر ابن حي القيمرية، الذي يمتاز بالسهولة والجمال، أي بما يسمى السهل الممتنع. وقد استغرق في رسم كلمات "هذي دمشق وهذي الكأس والراح... إني أحب وبعض الحب ذباح". ويقول "سحرتني هذه القصيدة وجعلتني أرسم أربعة أبيات منها وأتابع الرسم بحضور التفاصيل الدمشقية".

يستخدم الدقر أسلوباً عملياً في إنجاز اللوحة، هو أقرب إلى فن الغرافيك بالحبر الأسود واللون الواحد. لا يخفي عشقه لهذا النمط، وإن كانت هناك إضافات لونية بسيطة يفرضها الموضوع، إذ يُدخِل اللونين الذهبي والأزرق الخفيف في ثنايا اللوحة.

تنتشي اللوحة وهي تحمل عدداً من الجزئيات التي تغوص في تفاصيل البيت الشامي العتيق وتراث أهله، ومعها تتماوج ريشة الفنان التي استخدمت فن الغرافيك بالحبر الأسود، مضفيةً روحها على  اللوحة وهي تنطق في الزمن القديم.

الدقر، الذي عمل في مهنة المتاعب وترأس مجلة أسبوعية اسمها أبيض أسود في دمشق، يبهره هذان اللونان اللذان بهما يستطيع الفنان المتمكن من أدواته، إبراز جميع القيم اللونية.

لكل لوحة موضوع، ولكن عندما يكون موضوعها الشعر يزداد اختلافها عن غيرها، تزداد التباساتها ويتكاثر ثراؤها. وكيف إذا تجوّل ذلك في أزقّة دمشق؟ ترى هذه العملية الإبداعية مفتوحة على الدهشة. وهذا ما يجد مُشاهد لوحات الدقر نفسه إزاءه، مع موسيقى خفية تردد "أنا دمشقي لو شرّحتم جسدي لسالت منه عناقيد وتفاح" و"للياسمين حقوق في منازلنا... وقطة البيت تغفو حيث ترتاح".

الموسيقى الشعرية التي تنبعث من شاعر الياسمين الدمشقي تدفع أي فنان إلى أن يختار أبياته، ولكن، بحسب الدقر، هل كل فنان يستطيع أن يحقق معادلة اللوحة والقصيدة معاً؟ أي من يستطيع أن يكتب شعر نزار في لوحة مفرداتها المرئية هي مفردات الشاعر المكتوبة؟ يقول الدقر "هي معادلة فنية تحتاج إلى متمرس أولاً وفنان ثانياً يستطيع مجاراة القصيدة بجميع تفاصيلها".

ويسأل "إذا كان شعر نزار يدفع بقارئه البسيط إلى التحليق في عوالم الشاعر، فكيف إذا قرأ هذا الشعر فنان تشكيلي؟". يجيب "من المؤكد أن إيحاءً ما سيخلق عنده يدفعه إلى رسم بيت أو قصيدة، خصوصاً أن نزار قباني واحد من الشعراء الكبار الذين أثروا الشعر العربي بالجمال وطوَّروه".