Skip to main content

الثورة الخمينية جعلت من إيران بلدا متخلفا وقطر يهنيء

غرافيك عن إيران و أمير قطر
AvaToday caption
يؤكد باحثون أن المرشد علي خامنئي يعد الشخص الأكثر ثراء داخل البلاد بثروة تتجاوز 100 مليار دولار تشمل شركات ومؤسسات اقتصادية كبرى تديرها مليشيا الحرس الثوري
posted onFebruary 13, 2019
nocomment

في وقت يواصل فيه وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو جولة أوروبية للتصدي لأنشطة إيران الهدامة، وتتواصل الاحتجاجات داخل إيران وخارجها ضد نظام طهران القمعي، وسط انتقادات دولية للثورة الخمينية وما نتج عنها من دمار وإرهاب على مدار 40 عاما، استفز أمير قطر تميم بن حمد العالم بإرسال تهنئة للرئيس الإيراني بمناسبة الذكرى الأربعين لما وصفه بانتصار الثورة الخمينية.

وشن مغردون حملة ضد تنظيم الحمدين بسبب التهنئة، مشيرين إلى أنها تؤشر إلى أن اللعب أصبح على المكشوف، وأن كلا النظامين شريكان في دعم الإرهاب والتآمر لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.

ولفتوا إلى أن كلا النظامين يدعمان حزب الله الإرهابي في لبنان، ومليشيا الحوثي الإرهابية في اليمن، والمليشيات الإرهابية في سوريا وعدد من دول المنطقة. 

قالت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا" إن أمير دولة قطر بعث ببرقية تهنئة إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني بمناسبة الذكرى الأربعين للثورة الإيرانية"، وهو ما أكدته وكالة الأنباء القطرية التي نشرت خبر برقية التهنئة التي بعثها تميم إلى روحاني.

تهنئة تميم جاءت بالتزامن مع تغريدة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اعتبر فيها أن حكم العقود الأربعة لنظام طهران بعد ثورة الخميني كان "40 عاما من الفشل والفساد والقمع والإرهاب".

وكتب ترامب في تغريدة على حسابه الشخصي بـ"تويتر": "40 عاما من الفساد.. 40 عاما من القمع.. 40 عاما من الإرهاب"، مضيفا: "النظام الإيراني لديه 40 عاما فقط من الفشل، والإيرانيون الذين يعانون منذ فترة طويلة يستحقون مستقبلا أكثر إشراقا".

كما جاءت بالتزامن مع جولة يقوم بها وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في وسط أوروبا تشمل بودابست وسلوفاكيا وبولندا، يهدف من خلالها إلى تشكيل تحالف ضد أنشطة إيران الهدامة في الشرق الأوسط.

تهنئة أمير قطر أثارت أيضا حملة غضب بين المغردين على موقع "تويتر"، واعتبروا أنها دليل على الخيانة والتآمر.

وفي هذا الصدد، وجه المغرد عبدالله حديثه لتميم قائلا: "تسابق لتهنئة من دمر وأعلن عن احتلال ٤ عواصم عربية بضوء أخضر غربي، دليل على خيانتكم وتآمركم معهم منذ البداية، لكن لكل ظالم نهاية بإذن الله".

من جهته اعتبر المغرد خالد بن محمد أن بتلك التهنئة أصبح "اللعب على المكشوف"، في إشارة إلى تآمر الدولتين لزعزعة أمن واستقرار المنطقة.

بدوره قال المغرد زيد عمر: "أنتم دولة تبعث السلام لأهل الحرب يا تجار الدين تبعثون السلام لقتلة المسلمين الله يديم عليكم الخراب".

في السياق نفسه قال المغرد صالح السحيمي الحربي: "من يهنئ الثورة الإيرانية وهو يشاهد ماذا فعلت من قتل وتشريد في العرب، وفي قتل معتنقي المذهب السني وهدم مساجدهم في إيران والعراق وسوريا واليمن، وفي تحريف القرآن الكريم والسنة النبوية ولعن صحابة رسول الله عليه الصلاة والسلام، إما خانع أو ذليل، أو معتنق ومشارك مع إيران في الإرهاب".

 ويحتفل النظام الإيراني ومناصروه في 11 فبراير/شباط (22 بهمن تبعا للرزنامة الفارسية) بالذكرى الـ40 للثورة الخمينية التي قادها الخميني بعد وصوله من منفاه (14 عاما) في فرنسا، ونجح من خلالها في الإطاحة بآخر ملوك الأسرة البهلوية عام 1979، وسط وعود براقة لم تتجاوز الألسنة طيلة 4 عقود.

ولم يمض سوى شهرين قبل أن يحكم الخميني وتياره المتشدد قبضتهم على كل مقاليد الحكم فضلا عن قمع المعارضين، حيث أعلن في مطلع أبريل/نيسان من العام ذاته تأسيس نظام جديد تحت اسم "الجمهورية الإسلامية"، بمرجعية (ولاية الفقيه) وعلى رأس هذا النظام يقبع المرشد الأعلى الذي باتت لديه منذ تلك اللحظة صلاحيات واسعة للغاية، في الوقت الذي دخلت طهران عزلة دولية إلى جانب انحدار ملايين الإيرانيين أسفل خط الفقر المدقع.

يأتي الاحتفال هذا العام في الوقت الذي يعاني فيه ملايين الإيرانيين من وطأة الفقر المدقع، وغياب العدالة والانتهاكات المتواصلة وسط فساد غير مسبوق تشهده البلاد.

وتكشف أرقام رسمية عن أن أكثر من 13 مليون عائلة إيرانية تعيش حاليا أسفل خط الفقر المدقع، بينما بات قرابة 70% من العمال الإيرانيين يعانون الأمر ذاته، في الوقت الذي تتركز ثروات البلاد بيد 5% فقط من مسؤولي نظام ولاية الفقيه، وسط اتساع للفوارق الطبقية بشكل غير مسبوق.  

ويؤكد باحثون أن المرشد علي خامنئي يعد الشخص الأكثر ثراء داخل البلاد بثروة تتجاوز 100 مليار دولار تشمل شركات ومؤسسات اقتصادية كبرى تديرها مليشيا الحرس الثوري، بينما تتبع طهران سياسة ممنهجة لقمع الإيرانيين في الداخل ولا سيما الشعوب غير الفارسية.

الثورة الخمينية جعلت من إيران بلدا متخلفا لم تنجح سوى في التخريب والتدمير وإعدام آلاف من شعبها، في الوقت الذي يباهي نظام طهران بأسلحة ومعدات عسكرية مزيفة في إطار سياساته الخادعة والكاذبة طيلة عقود.

وبالتزامن مع ذكرى الثورة الخمينية، نظم أعداد من الإيرانيين في دول المهجر عدة تجمعات مناهضة لنظام طهران في دول مثل بريطانيا، واليونان، وفرنسا، والسويد بالتزامن مع مسيرات في داخل إيران للتنديد بذكرى سيطرة الخميني ورفاقه على سدة الحكم، بعد إزاحة وتصفية أغلب التيارات السياسية الأخرى، عقب إقرار نظام ولاية الفقيه.

إيرانيو المهجر طالبوا في مسيراتهم وتجمعاتهم أمام سفارات طهران لدى باريس ولندن وأثينا بدعم دولي لمطالبهم الرامية في التخلص من حكم النظام الديني الذي نعتوه بـ"الديكتاتوري"، فضلا عن دوره في قمع الحريات بكافة أشكالها إضافة إلى تفشي الفساد الحكومي، وسوء أوضاع الاقتصاد.

وقالت المعارضة الإيرانية سونا سامسامي، ممثلة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، إن تحركاتهم ضد النظام الإيراني الدموي تعمل في ١٦٠ مدينة إيرانية وتتوسع.

وأكدت سامسامي، في تصريحات سابقة بالعاصمة الأمريكية واشنطن، أن المقاومة الإيرانية في الداخل مرتبطة بالمعارضة في الخارج، وهناك تنسيق جيد للقضاء على هذا النظام الوحشي.

وأوضحت خلال حديثها أن النظام الإيراني قتل ما يقرب من ١٢٠ ألف شخص بريء، واعتقل العام الماضي فقط نحو ١١ ألف شخص، ورغم القبضة الأمنية والانتهاكات، لا تزال المعارضة والمظاهرات في الداخل والخارج مستمرة.

وطالبت سامسامي دول العالم بقطع الدعم والتعامل الاقتصادي عن النظام الإيراني، مشيدة بموقف الدول العربية الرافض بقوة السياسة الإرهابية التوسعية للنظام الإيراني.