دعت السلطات الأوكرانية الخميس إلى خفض استهلاك الكهرباء بعد استهداف محطة للطاقة الحرارية قرب الجبهة، في أول دعوة من هذا النوع مع اقتراب الطقس البارد وفي مواجهة تهديدٍ بعمليات قصف روسية جديدة لأنظمة الطاقة الأوكرانية.
وتأتي هذه الدعوة في الوقت الذي تتعرّض فيه المساعدات الغربية لكييف للتهديد بسبب الانقسامات السياسية. وكانت هذه المساعدات قد مكّنتها من الصمود في وجه القصف الروسي على نظام الطاقة لديها العام الماضي.
وفي السياق، تمّ حظر حزمة مساعدات بقيمة 50 مليار يورو لتعزيز الدعم الأوروبي لأوكرانيا، بسبب معارضة بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي تواجهه المساعدات الأميركية الجديدة أيضاً، في ظلّ العراقيل التي تشهدها في الكونغرس من قبل المشرّعين الجمهوريين.
في هذه الأثناء، تخشى أوكرانيا حملة هجمات روسية جديدة على محطات الطاقة والبنى التحتية لديها، كما حدث خلال الشتاء الماضي عندما حُرم ملايين الأوكرانيين من التدفئة أو الكهرباء.
وقالت وزارة الطاقة الأوكرانية في بيان إنّ هجوماً روسياً استهدف الخميس "محطة للطاقة الحرارية في المنطقة الواقعة على خط الجبهة"، من دون أن تحدّد مكان هذه المحطّة.
وأضافت أنّ "المعدّات تعرّضت لأضرار جسيمة"، موضحة أنّه تمّ إيقاف عمل "وحدتين كهربائيتين".
وتابعت الوزارة "بسبب إغلاق هاتين الوحدتين الحراريتين، فضلاً عن انخفاض درجة الحرارة الخارجية (التي تؤدي إلى زيادة الاستهلاك)، تمّ الإبلاغ عن نقص مؤقت في الكهرباء عبر الشبكة".
وفي هذا الإطار، دعت الوزارة "المستهلكين إلى دعم العاملين في قطاع الطاقة" عبر استخدام الكهرباء بشكل حكيم واقتصادي، خصوصاً خلال ساعات الذروة".
من جهته، قال رئيس الحكومة دنيس شميغال عبر "فيسبوك"، إنّ هذا النقص مرتبط بـ"انخفاض درجات الحرارة والإصلاحات الطارئة والتشغيل المحدود لمحطّات الطاقة الشمسية بسبب الطقس الغائم".
وأضاف أنّ "الحكومة وشركات قطاع الطاقة تدعو الجميع إلى خفض استهلاك الكهرباء، خصوصاً من الساعة التاسعة صباحاً حتى السابعة مساءً".
وأوصى الأوكرانيين بعدم توصيل أجهزة تستهلك الكثير من الطاقة في الوقت ذاته، وتأجيل تشغيل الغسّالة حتى الليل وخفض أضواء لافتات المحلّات التجارية.
وقال "كلّ ذلك يمكن أن يساعدنا على تجنّب فرض تخفيضات في الطاقة".
في 23 تشرين الثاني/نوفمبر، أفادت شركة "يوكرينيرغو" عن وضع "صعب" في شبكة الكهرباء الأوكرانية التي تضرّرت بسبب القصف الروسي العام الماضي.
وأعلنت الشركة أنّها اضطرّت إلى اللجوء إلى "المساعدة الطارئة" من ثلاث دول مجاورة هي رومانيا وسلوفاكيا وبولندا.
وأشار رئيس الحكومة الخميس إلى أنّ الشركة "أُجبرت" على طلب هذه الواردات الطارئة من الكهرباء من أوروبا، مضيفاً أنّ هذه الطلبات لم تكن لها نتائج مضمونة "دائماً".
لم تنفّذ روسيا حتى الآن عمليات قصف مكثّف جديدة على شبكة الكهرباء، لكنّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قال في مطلع تشرين الأول/أكتوبر إنّ موسكو ستسعى هذا الشتاء إلى "تدمير" نظام الكهرباء في بلاده.
وتطالب كييف بأنظمة دفاع جوي جديدة من حلفائها الغربيين، من أجل مواجهة هذا التهديد.