Skip to main content

خطاب بايدن يبعث الأمل لدى الإسرائيليين

خطاب بايدن
AvaToday caption
لقي وصول حاملة الطائرات الأميركية الثانية، استعداداً لخطر اندلاع حرب متعددة الجبهات ومساندة إسرائيل فيها، اهتماماً كبيراً لدى الإسرائيليين الذين وجدوا فيها سنداً قوياً، أمنياً ومعنوياً وعسكرياً
posted onOctober 12, 2023
nocomment

كان لخطاب الرئيس الأميركي جو بايدن تأثير كبير بين الإسرائيليين، ليس عاطفياً فقط كما اعتبر البعض، إنما أيضاً من الناحيتين الأمنية والعسكرية والتضامن الذي لم يسبق أن عبر عنه أي رئيس أميركي سابق.

وجاء الخطاب الذي ترقبه الإسرئيليون في وقت يتصاعد فيه التوتر على الجبهتين الجنوبية والشمالية، وفيما كان الجيش يضع لمساته الأخيرة لإنهاء استعداداته لعملية برية في غزة، وصفها معارضون بالمغامرة على مستقبل المنطقة.

وراهن إسرائيليون على مدى نجاح رسائل بايدن، وتناولت معظم وسائل الإعلام هذا الخطاب من خلال انعكاساته على الوضع في الجبهة الشمالية وتجاه إيران و"حزب الله".

في صحيفة "يديعوت احرونوت"، اعتبر الخبير العسكري، يوسي يهوشاع، أن تحذير بايدن كان دراماتيكياً ووصل إلى أقصى درجة تجاه إيران و"حزب الله"، معتبراً أنه "الخطاب الأكثر صهيونية يلقيه رئيس أميركي". وأضاف يهوشع "لا بد أن الناس سيبحثون لاحقاً في التداعيات السياسية، بل والتاريخية لهذه الأقوال المؤثرة، لكنها كانت موجهة قبل كل شيء إلى آذان الأمين العام لـ(حزب الله) حسن نصرالله، فهو عملياً هدد نصرالله مباشرة بقوله، إذا هاجم (حزب الله) فستتدخل أميركا مع حاملة الطائرات التي في طريقها. ومن هنا تنتقل الكرة إلى بيروت وأساساً إلى طهران. قرار كهذا، للدخول في حرب مع إسرائيل والولايات المتحدة معاً، لن يتخذه نصرالله وحده، على رغم أن مكانته في محور الشر رُفعت جداً في مستواها منذ تصفية قاسم سليماني وهو اليوم يعتبر الرجل رقم 2".

وبحسب تقديرات يهوشاع فإن نصرالله "عرف بشكل عام عن خطط حماس، لكن ليس عن التوقيت، مع عين واحدة مفتوحة شمالاً. التقديرات في الجيش حتى الآن هي أن نصرالله سيفكر جيداً اذا كان سيدخل في حرب شاملة في هذه الظروف، حين يكون الجيش الإسرائيلي جاهزاً ومنتشراً في الشمال وحاملات الطائرات الأميركية في الطريق، وسيواصل الاستفزازات. لكن التقديرات، كما رأينا هذا الأسبوع بالطريقة الأكثر إيلاماً، مآلها أن تتبدد".

وفي الصحيفة ذاتها، اعتبر الخبير السياسي، ناحوم برنياع، أنه "إلى جانب موقف بايدن الخاص من إسرائيل وقيمها كانت هنا أيضاً التجربة المريرة لأميركا في صراعها ضد إرهاب القاعدة وإرهاب داعش. يعرف الأميركيون عن كثب هذا النوع من الإرهاب. بايدن لا يتحدث فقط إلينا، بل أيضاً إلى ناخبيه".

أما في صحيفة "هآرتس" فكتب الون بنكاس تحت عنوان "دعم بايدن لإسرائيل حقيقي وعميق، لكنه ليس شيكاً مفتوحاً". وقال بنكاس "عندما قال بايدن نحن سنقف إلى جانب إسرائيل كتفاً بكتف، فإنه قصد ذلك. وعندما قال نحن سنهتم بكل احتياجات إسرائيل، هو سيفي بذلك. بايدن يحب إسرائيل بشكل عميق وانفعالي، حتى لو كان رأي نتنياهو سلبياً جداً. رده الأولي لم ينبع من اعتبارات استراتيجية أو مصالح سياسية أميركية أو تفكير جيوسياسي أو الجدوى السياسية، بل من خلال الصداقة والقلق". وأضاف "بايدن أيضاً لا ينفعل وهو غير قلق من تصريح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عندما سأل، لماذا حاملة طائرات أميركية قريبة من إسرائيل؟ هي ستشارك في المذبحة في غزة. بايدن يؤيد إسرائيل لأنه يحب الدولة ولأن محاربة الإرهاب هي سياسة علنية مشتركة لها وللولايات المتحدة، على الأقل منذ أحداث 11 سبتمبر (أيلول) 2001 في الولايات المتحدة، لكن في الوقت الذي حرك فيه بايدن المشاعر والقيم فإن المحيطين به يبحثون في شأن المصالح الأميركية والسيناريوهات التي يمكن أن تتطور في الشرق الأوسط".

وحذر بنكاس، "لا تخطئوا، لا يوجد لإسرائيل شيك مفتوح للقيام بما تريد. في نهاية الأمر بايدن هو رئيس الولايات المتحدة. توجد له حسابات ومصالح واعتبارات سياسية ومعلومات استخبارية. آخر ما تريده الولايات المتحدة هو الانجرار إلى مواجهة في المنطقة. الدعم الجارف لإسرائيل يمكن أيضاً أن يتغير في الأسابيع القريبة المقبلة وهذا خاضع للتطورات في غزة وللعلاقة المباشرة بالتصعيد، سواء بسبب درجة القتل في الهجمات على غزة أو بسبب اتساع رقعة المواجهات".

وبجدية الاهتمام ذاتها بخطاب بايدن، لقي وصول حاملة الطائرات الأميركية الثانية، استعداداً لخطر اندلاع حرب متعددة الجبهات ومساندة إسرائيل فيها، اهتماماً كبيراً لدى الإسرائيليين الذين وجدوا فيها سنداً قوياً، أمنياً ومعنوياً وعسكرياً. وأوضح بنكاس أن "مهمة القوات البحرية والجوية الضخمة التي تكمن في مجموعة حاملة الطائرات ليست تدمير غزة أو الدفاع عن حيفا واشدود. الهدف سياسي وله أربعة دوافع:

الأول هو الإعلان عن الوقوف إلى جانب الحلفاء وتعزيز التحالف مع اليابان ومع كوريا الجنوبية والتزام بايدن الدفاع عن تايوان وبناء تحالفات في حوض المحيط الهندي – الهادئ.

الثاني، هذا وقوف علني، حتى لو كان رمزياً، إلى جانب إسرائيل التي تعد حليفة مهمة بالنسبة إلى الولايات المتحدة. هذا تحذير واضح للاعبين في المنطقة، بالأساس لإيران، بألا تحاول توسيع المواجهة.

الثالث، تشكل حاملة الطائرات إشارة واضحة لروسيا التي تعتبرها واشنطن قوة محركة وقوة إلهام للهجوم القاتل الذي شنته "حماس" السبت الماضي. الولايات المتحدة تقول لبوتين، تدخلك غير المباشر معروف. ومحاولتك حرف الأنظار عن أوكرانيا واضحة. وعلاقتك مع إيران وتوابعها واضحة.

الرابع، هذه رسالة لدول الخليج، لا تخطئوا، الولايات المتحدة حليفة لإسرائيل وهي تلتزم حلفاءها".

وأضاف بنكاس أن "التغيير المحتمل في سياسة الولايات المتحدة سيكون تدريجاً وسينبع من حجم الرد الإسرائيلي في غزة. الدعم الرئيس سيبقى، لكن ليس لكل السياسات. كلما كانت الضربة المضادة لإسرائيل أكثر شدة وقتلاً وأطول وقتاً، وكلما رواية "المواجهة في العالم ستتوازن"، فسيكون من المتوقع أن تطلب الولايات المتحدة ضبط النفس وتستخدم الضغط. يمكن الافتراض بأنهم في وزارة الخارجية وفي مجلس الأمن القومي الأميركي بدأوا يفكرون باليوم التالي من ناحية علاقات إسرائيل والفلسطينيين، ليس بالتحديد باتجاه حكومة نتنياهو نفسه، في هذه المرحلة دعم بايدن، دعم كاسح، لكن يمكن الافتراض بأنه لن يستمر".

وفي جانب الخسائر المالية لهذه الحرب، اتخذ الموضوع حيزاً مهماً في وسائل الإعلام الإسرائيلية، إذ خصص الخبير العسكري ناتي توكر، مادته في المجلة الاقتصادية "ذي ماركر"، لانعكاسات الحرب على الوضع المالي، تحت عنوان "الضرر الاقتصادي سيكون مؤلماً أكثر من ضرر حرب لبنان الثانية". وذكر أنهم في وزارة المالية يحاولون في هذه الأثناء فحص إلى أي درجة ستلحق الحرب ضرراً باقتصاد إسرائيل على المديين القريب والبعيد. وأضاف "استغرق كبار رجال وزارة المالية كثيراً من الوقت لفهم مغزى الأحداث. في الجلسة الأولى التي عقدت ليل السبت، عندما كانت وسائل الإعلام تحدثت عن أكثر من 100 قتيل في الهجوم الفجائي، قال كبار موظفي وزارة المالية في نقاش داخلي بأن الحدث لا يبدو مهماً من ناحية اقتصادية وأنه لن تكون له تأثيرات بعيدة المدى، وأن نفقات تمويل الحرب ستكون من ميزانية الأمن الحالية". ربما يوجد مبرر للتفكير الأولي في وزارة المالية حول تأثيرات الأزمة. عدد من الجهات الدولية، بما في ذلك شركات التصنيف الائتماني، اعتادوا على التعامل مع الأزمات الأمنية في إسرائيل على أنها مسألة مؤقتة ليس لها تأثير بعيد المدى في اقتصاد إسرائيل المزدهر. بالتالي، من النادر تعليق أي أهمية على الوضع الأمني عند تقييم التصنيف الائتماني أو عند التوصية بالاستثمار فيها"، لكنه قال "الآن يعرفون في وزارة المالية أن ترجيحاتهم الأولية كانت خاطئة وارتكزت على معلومات ناقصة لساعات الحرب الأولى. الآن هم يدركون أن هذا حدث مختلف كلياً وأن الضربة ستكون مؤلمة وقوية وستقتضي إعادة تنظيم لميزانية الدولة، لا سيما لعام 2024".

"في وزارة المالية الإسرائيلية"، يقول توكر، "يعتقدون الآن أن تأثيرات حرب لبنان الثانية ستتقزم مقارنة مع الحدث الاقتصادي المتوقع في إسرائيل نتيجة الحرب الحالية. على المدى القريب المجالات الأساسية المتوقع أن تتضرر هي فرع السياحة والمطاعم والثقافة والاستجمام. باستثناء ذلك، شل جهاز التعليم الذي يضر بتشغيل ما لا يقل عن واحد من الوالدين في العائلة الواحدة".

وتابع "المتوقع أن يتضخم الإنفاق إلى أبعاد كبيرة، بسبب الكلفة المرتفعة المتوقعة لمنظومة الأمان. ولكن حتى قبل أن تتضح الصورة ستكون تكلفة تمويل حوالى 360 ألف جندي احتياط مرتفعة في المدى القريب. إذ تقترب تكلفة تجنيد الاحتياط الآن من 80 مليون شيكل في اليوم (حوالى 20 مليون دولار)".  ويضيف أن " الحرب ستكون لها تداعيات بعيدة المدى. يتوقع أن يزداد العجز. وطبقاً لذلك تكلفة الخدمة الإلزامية، في ظل سعر الفائدة المرتفع، ستكون كبيرة. إضافة الى ذلك نسبة كبيرة من ميزانية الدولة يمكن نقلها إلى ميزانية الدفاع بدل نقلها إلى البنى التحتية وأهداف أخرى تشجع على النمو الاقتصادي".