أكد مركز المدافعين عن حقوق الإنسان في إيران، في بيان له، أن منح جائزة نوبل للسلام لنرجس محمدي، "سيسلط الضوء على الوضع المؤسف لحقوق الإنسان في إيران في ظل حكم الجمهورية الإسلامية".
وفي الوقت نفسه، نشر 320 ناشطا سياسيا واجتماعيا وثقافيا بيانا وصفوا فيه منح جائزة نوبل للسلام لهذه الناشطة في مجال حقوق الإنسان المسجونة في إيران، بأنه "فرصة لانتفاضة المرأة، الحياة، الحرية".
وأعربت رابطة الكتاب الإيرانيين عن أملها في أن تؤدي هذه الجائزة إلى "سماع أصوات السجناء أكثر وأكثر" وزيادة الجهود لإطلاق سراح جميع السجناء السياسيين وسجناء الرأي.
وأكد مركز المدافعين عن حقوق الإنسان الإيراني، في بيان موجه إلى "شعب إيران الكريم"، أن "6 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 هو يوم فخر للشعب الإيراني، ومركز المدافعين عن حقوق الإنسان، ونرجس محمدي".
وأشار هذا البيان إلى أن "نرجس محمدي هي المتحدثة باسم مركز المدافعين عن حقوق الإنسان"، مضيفاً أنها "أعادت جائزة نوبل للسلام إلى إيران بعد 20 عاماً".
وكانت شيرين عبادي، الرئيسة والعضو المؤسس لجمعية المدافعين عن حقوق الإنسان أول إيرانية تفوز بجائزة نوبل للسلام، قبل 20 عاما.
وأضاف مركز المدافعين عن حقوق الإنسان: "بعد سنوات من نضال الشعب ضد كافة أشكال التمييز والظلم والدكتاتورية الحاكمة، وقتل الناس في الشوارع والسجون والبيوت الآمنة، وإطلاق النار المتعمد على عيون أطفال هذا الوطن، وسجون العصور الوسطى وتعذيب المطالبين بالحرية، وفي الوقت الذي تكافح فيه أرميتا غراوند، التلميذة المراهقة، من أجل البقاء بسبب الحجاب الاختياري، فإنه بفوز نرجس محمدي، تردد صدى "المرأة، الحياة، الحرية" من معهد نوبل للسلام بالنرويج، في آذان العالم".
وأكد هذا المركز أن منح جائزة نوبل للسلام لنرجس محمدي "سلط الضوء مرة أخرى على الوضع المزري لحقوق الإنسان في إيران في ظل حكم الجمهورية الإسلامية".
وجاء في هذا البيان أيضًا أن "نرجس محمدي أمضت سنوات طويلة في السجن بسبب النضال ضد القمع والتمييز والديكتاتورية الدينية، وحُرمت من مقابلة عائلتها وحتى سماع صوت أبنائها"، بل إنها "في السجن، لم تهدأ لحظة في الدفاع عن حقوق الإنسان".
وذكر مركز المدافعين عن حقوق الإنسان أن "نرجس محمدي كانت دائما مع الشعب وصوت الشعب"، وأكد أنها ظلت دائما تدافع ليس فقط عن حقوقها، بل أيضا عن حقوق زميلاتها السجينات، بما في ذلك النساء المدانات بارتكاب جرائم عامة مثل القتل وحيازة المخدرات، والسجناء السياسيين وسجناء الرأي.
وفي نهاية هذا البيان، هنأ مركز المدافعين عن حقوق الإنسان نرجس محمدي بفوزها بجائزة نوبل للسلام، كما هنأ الشعب الإيراني وزوجها وأولادها ووالدها المسن بهذه المناسبة، وأعرب عن أمله في أن تكون جائزة نوبل للسلام بشارة لانتصار الشعب على الظلم وتفشي القهر.
وقال محمد سيف زاده، المحامي والحقوقي وأحد الأعضاء المؤسسين لجمعية المدافعين عن حقوق الإنسان في إيران: "إن جائزة نوبل للسلام للسيدة نرجس محمدي سترسم طريق الحرية والسلام والرخاء للشعب". وأضاف سيف زاده: "إنه لمن دواعي الفخر والشرف الكبير أنه منذ تأسيس مركز المدافعين عن حقوق الإنسان، حصلت السيدة شيرين عبادي أولاً والآن السيدة نرجس محمدي على جائزة نوبل للسلام".
كما قال العضو المؤسس لمركز المدافعين عن حقوق الإنسان في إيران: "إن الحصول على جائزتي نوبل للسلام لمؤسسة حقوقية، في إيران، أمر مهم للغاية وسيزيد من إحساسنا بالمسؤولية".
ورحبت رابطة الكتاب الإيرانيين بمنح جائزة نوبل للسلام لنرجس محمدي، وأشارت إلى أنها سجنت لسنوات طويلة "بسبب نشاطها الاجتماعي والسياسي"، وأكدت أن "الحياة السياسية لنرجس محمدي ما هي إلا انعكاس لجزء من القمع والاعتداءات والضغوط التي تشهدها سجون النظام".
وشدد هذا المركز أيضًا على أنه "يمكن للمرء أن يأمل في أن تؤدي موجة ردود الفعل واسعة النطاق على منح جائزة نوبل للسلام لهذه السجينة السياسية" إلى سماع "أصوات السجناء الذين لا صوت لهم، واهتمام المؤسسات والكتاب المستقلين والمحبين للحرية لأبعاد القمع الذي تواجهه نرجس محمدي وغيرها من السجناء السياسيين".
كما أعربت رابطة الكتاب الإيرانيين عن أملها في أن يؤدي منح جائزة نوبل للسلام لنرجس محمدي إلى "تكثيف الجهود والنضال من أجل الإفراج غير المشروط عنها وعن غيرها من السجناء السياسيين وسجناء الرأي".
في الوقت نفسه، نشر 320 ناشطًا سياسيًا واجتماعيًا وثقافيًا في إيران بيانا وصفوا فيه منح جائزة نوبل للسلام لنرجس محمدي بأنها فرصة لمواصلة انتفاضة المرأة، الحياة، الحرية. وكتبوا: "هذه الجائزة ستجعل مواجهة العنف ضد النساء وجميع الإيرانيين المحتجين على العنف والاستبداد أعمق وأكثر فعالية".
وأشار البيان إلى أن "الناشطة الحقوقية نرجس محمدي حصلت على شرف الفوز بجائزة نوبل للسلام بعد أن تحملت فترات سجن متكررة وتكاليف باهظة من أجل السلام والمساواة"، وشدد البيان على ضرورة "إطلاق سراح جميع السجناء السياسيين وسجناء الرأي، بما في ذلك محمدي".
ومن الموقعين على البيان: كيوان صميمي، وعلي باباشاهي، ومصطفى بادكوبي هزاوه، وهاشم باروتي، وأبو الفضل بازركان، وعبد العلي بازركان، وفياض زاهد، وطاهرة طالقاني، وعيسى سحرخيز، وسارا شريعتي، ومهدي محموديان، وبدر السادات مفيدي، وعبد الله ناصري، وصديقة وسمقي.
وجاء في هذا البيان: "نأمل أن تتمكن نرجس محمدي من استغلال هذه الفرصة بفكرها التحرري في طريق نمو المجتمع المدني وبناء مؤسسة مستقرة لحقوق الإنسان وخاصة القضاء على التمييز في المجتمع النسائي، وتحويلها إلى إنجاز فعال في سياق السلام والصداقة".
هذا وكانت لجنة نوبل في النرويج قد أعلنت أول من أمس الجمعة 6 أكتوبر (تشرين الأول)، عن منح جائزة نوبل للسلام إلى نرجس محمدي، الداعمة لحركة "المرأة، الحياة، الحرية"، والمسجونة الآن، بسبب نضالها ضد اضطهاد المرأة في إيران و"كفاحها من أجل تعزيز حقوق الإنسان والحرية للجميع".
وتعد نرجس محمدي ثاني امرأة إيرانية تحصل على هذه الجائزة بعد شيرين عبادي. وحتى الآن، لم تحصل أي شخصية ذكورية من إيران على هذه الجائزة.