موسى أفشار
لا نريد أن نعيد ما قد سبق وقيل لمرات کثيرة بشأن ماضي ابراهيم رئيسي، والخوض في تتفاصيل ما قد فعل في الاعوام الاولى التي تلت تأسيس نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، لکننا نود هنا الإشارة الى ثمة ملاحظة ملفتة للنظر والتوقف عندها ملية، وهي، إن ماضي رئيسي بقد ما کان مثيرا جدا من حيث آثاره وتداعياته السلبية على هذا النظام، فإن فترة ولايته للرئاسة ستکون کذلك وستکلف النظام عموما وخامنئي "الذي جاء به" خصوصا الکثير!
في ضوء الانتکاسات والانکسارات المختلفة للنظام وتجذر أزمته وتزايد مشاعر الرفض والکراهية الشعبية ضده ولاسيما بعد إنتفاضتي 28 ديسمبر2017، و15 نوفمبر2019، اللتان تميزتا بطابعهما السياسي الواضح جدا وإطلاق هتافات ضد النظام وضد خامنئي بروز دور وتأثير منظمة مجاهدي خلق بصورة غير عادية وإن هذه المنظمة معروفة بشعارها المرکزي الداعي لإسقاط النظام بإعتباره إنه الحل والخيار الوحيد من أجل تحسين الاوضاع وإخراج إيران من المعمعة التي جعلها هذا النظام في داخلها، فإن خامنئي فقد ثقته بجناح روحاني وإمکانيته من حيث أن يجير الامور لصالح النظام، ومن هنا کان سعي خامنئي من أجل تحقيق هدفين أساسيين؛ الاول العمل على إبعاد جناح روحاني وسحب الثقة منه والعمل على تسهيل الامور لجعل الغلبة لجناحه، أما الثاني فقد کان فقد کان في العمل على الاعداد لتنصيب رئيسي والإيحاء بأن عهده سيکون عهد حسم المشاکل والاوضاع السلبية!
غير إن الذي جرى لم يکن بذلك الاتجاه الذي خطط له خامنئي وتمناه خامنئي بل وعتى سار على العکس من ذلك تماما، ولعل ما ذکرته صحيفة إعتماد بإشارتها لعدم رغبة رئيسي في الكشف عن "زيادة 200٪ في أسعار السلع" وزيادة اجور الإسكان بنسبة 150٪ وتحطيم الرقم القياسي في معدلات الفقر والتضخم خلال ولاية الحكومة الثالثة عشرة. هذا ناهيك عن التصريحات الصادمة سجاد بادام، المدير العام للتأمينات الاجتماعية التي أکدت على الاوضاع المزرية للنظام ومن إنه مشرف على الافلاس، والتي تسببت بإقالته من جانب رئيسي، قد أماط اللثام وبکل وضوح عن مقدار ودرجة الخيبة والاحباط والفشل الحاصل للنظام خلال عهد رئيسي، ومن إن عهده يبدو وکأنه حفر القبر المناسب للنظام ذلك إن الارقام السلبية التي تحققت خلال عهده من زيادة نسبة العيش تحت خط الفقر أو زيادة التضخم أو هبوط قيمة الريال الايراني، هي بحق غير مسبوقة!
لكننا ومع الاخذ بنظر الاعتبار الدور والاداء السلبي لرئيسي منذ توليه الحكم وما قد آلت الاوضاع إليه بسبب من طريقة واسلوب معالجة للأوضاع المختلفة وبشکل خاص الاوضاع الاقتصادية، فإننا مع ذلك فلو أخذنا الموضوع بروية ودقة وعمق أکثر مما يمكن، فإننا نجد أنفسنا أمام حقيقة صادمة وهي إن مشکلة النظام الايراني الاساسية والمستفحلة، ليست في هذا الرئيس أو ذاك بل إنه في النظام نفسه وليس في أي شئ آخر! واما النظام فانه بعد الانتفاضة المزلزلة التی ما انفك ترتعد منها اوصاله، لا ولن یجد لنفسه مخرجًا سوی اللجوء إلی مزید من الإعدامات غیر انه بذلك بات یحفر یومیًا قبره.. بیده.