مع حلول فصل الربيع كل عام، يتوافد مئات آلاف الزوار من مختلف المحافظات العراقية على إقليم كوردستان العراق، وهو ما ينعكس تنشيطا كبيرا لحركة الأسواق ومختلف القطاعات الاقتصادية والخدمية في محافظات الإقليم الأربعة، أربيل والسليمانية ودهوك وحلبجة.
وتكتظ المنتجعات والمواقع السياحية والجبلية كما مراكز المدن والبلدات بالزوار القادمين من كافة المحافظات العراقية، حيث تمتاز مناطق الإقليم عامة بأجوائها العليلة وبطبيعتها الجبلية الخضراء في هذا الفصل.
ويقصد الزوار المعالم والمواقع السياحية والترفيهية والتراثية في المدن الكبرى وخاصة الأسواق الشعبية والحدائق العامة والمجمعات التجارية الكبرى ومدن الألعاب، فيما يقصد آخرون المنتجعات والمنتزهات والمصايف الجبلية والتي تتميز بشلالاتها وينابيعها وغطاءها النباتي الكثيف.
ويرى خبراء أن هذا التوافد المنتظم من قبل العراقيين من بقية المحافظات على إقليم كوردستان خلال مواسم فصلي الربيع والصيف وفي مناسبات الأعياد ورأس السنة، يقدم نموذجا متقدما في مجال الارتقاء بالسياحة الداخلية، ويكشف أن العراق يملك مقومات تطوير صناعة سياحية تجذب السياح من الخارج أيضا، وعلى وجه الخصوص من الدول العربية .
هذا ووفق هيئة السياحة في إقليم كوردستان العراق، فإن عدد الزوار والسياح له، قد فاق خلال الربع الأول من السنة الحالية مليوني سائح.
وهو رقم يعكس وفق مراقبين ارتفاعا لافتا في عدد زوار الإقليم، ويفتح الآفاق أمامه لتوسيع الاستثمار في قطاع السياحة، وتوظيف ما يتمتع به من مقومات ومقدرات في هذا الإطار.
يقول محمد أبيش والذي يدير مطعما في مدينة السليمانية، في حديث مع موقع سكاي نيوز " ليس في الربيع فقط لكن في مختلف الفصول والعطل والمناسبات الدينية والوطنية، يتوافد الزوار والسياح من مختلف مناطق العراق على الإقليم، نظرا لما يتمتع به من مرافق سياحية وخدمية متطورة قياسا ببقية المناطق داخل البلاد، وما يتميز به من مناخ معتدل وما يقدمه من خيارات ترفيهية متنوعة.
وأردف أيضا "لكن في لا شك أنه في مثل هذه الأيام مع فصل الربيع، يكون توافد الزوار من محافظات مثل بغداد ونينوى والبصرة وغيرها، أكبر بطبيعة الحال، كما هو ملاحظ هذا العام وهو ما نلمسه من خلال زبائننا".
ورأى أبيش هو ما يحرك عجلة الاقتصاد هنا، و "ينشط مختلف القطاعات ولا سيما قطاع الفنادق والمطاعم والمولات والمرافق السياحية، وهو أمر مهم جدا في ظل ركود الأسواق وتذبذب سعر صرف الدولار".
بدلا من تحمل نفقات السفر الباهظة لخارج البلاد، يجد العراقيون بديلا محليا مناسبا وواعدا، حيث إن العادات والتقاليد وحتى ثقافة الطعام والشراب مشابهة هنا في كوردستان لما هو سائد في بقية مناطق العراق، وهذا ما يفسر تفضيل العراقيين بصورة عامة للإقليم كوجهة سياحية أولى.
في جانب آخر أضاف أحد سياح العرافيين الذي يزور الإقليم لأول مرة، في حديث صحفي "كنت متشوقا جدا لزيارة كوردستان العراق لما كنت أسمعه عن طبيعتها الخلابة وناسها الطيبين من أقارب وأصدقاء يزورونها باستمرار خلال الأعياد وعطل الربيع والصيف، ولهذا قررت زيارتها خلال عطلة عيد الفطر فيها".
مبيناً "فحتى بعض محدودي الدخل يمكنهم زيارة الإقليم بغرض الترويح عن النفس وقضاء إجازة ممتعة"، هناك شركات ووكالات سياحية في بغداد وغيرها من مدن عراقية، توفر رحلات منتظمة لمختلف محافظات الإقليم بأسعار مناسبة جدا تكاد تكون في متناول الجميع، حيث يمكنك قضاء بضعة أيام من خلال الاشتراك في إحدى المجموعات السياحية بمبالغ تتراوح وسطيا ما بين 70 ألف (نحو 50 دولار) إلى 100 ألف دينار عراقي ( نحو 70 دولار ).
وكانت هيئة السياحة بحكومة إقليم كوردستان، قد أعلنت مطلع العام الجاري، أن أكثر من 6 ملايين سائح قد زاروا الإقليم خلال عام 2022، معظمهم من محافظات الوسط والجنوب العراقيين.