منذ نحو عام، والولايات المتحدة تتحدث عبر اجتماعات عربية وبيانات عن خطة بناء تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي «mesa أو الناتو العربي» للتصدي للنفوذ الإيراني المتزايد في المنطقة، ورفع القدرات القتالية والدفاعية للدول الشريكة.
وفي هذا الإطار، شدّدت الولايات المتحدة الأميركية، على ضرورة الوحدة بين دول الخليج العربي، لنجاح التحالف الاستراتيجي الذي تسعى لإنشائه في الشرق الأوسط، الذي بات يطلق عليه «الناتو العربي»
ونقلت إحدى وسائل الإعلام المصرية امس، عن المتحدثة الإقليمية باسم الخارجية الأميركية، إريكا تشوسانو، أن الرئيس دونالد ترامب، والوزير مايك بومبيو، شددا على أهمية الوحدة بين أعضاء مجلس التعاون الخليجي.
وأضافت تشوسانو، تأمل الولايات المتحدة أن تجني الأطراف المعنية مرة أخرى فوائد التعاون، وتأخذ الإجراءات المطلوبة لإعادة بناء الوحدة في صفوفها.
وأكدت أن وحدة مجلس التعاون الخليجي ضرورية لنجاح تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي، والذي نأمل أن يضم مصر والأردن.
واختتمت حديثها قائلة: لقد واصلت الولايات المتحدة الدفع بالمحادثات بشأن هذا التحالف منذ الاجتماع الأساسي لمجلس التعاون الخليجي في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي، وناقش الوزير بومبيو هذا الموضوع خلال رحلته إلى المنطقة.
ومن تجانب آخر تحدث الصحفي العربي المخضرم عبدالرحمن الراشد، عن جولات بومبيو في منطقة الشرق الأوسط و بلدان العربية، ويقول "مثل رياضة قفز الحواجز، جال مايك بومبيو وزير الخارجية الأميركي، المنطقة يحاول تخطي العقبات المتزايدة وعينه على هدفه الأخير وهو مواجهة إيران".
وأضاف عقبات مثل الأكراد، والأتراك، والسوريين، حكومةً وفصائل، والإسرائيليين، والعراقيين، والسعوديين، والقطريين، وغادر قبل أن يكمل القائمة.
ويستدرك أيضاً " كيف تمكن محاصرة إيران، وهي حجر الرحى في السياسة الأميركية تجاه منطقة الشرق الأوسط، من دون إخراجها من سوريا، وإضعاف نفوذها في العراق، وتحديها في لبنان، واستخدام سلاح الجو الإسرائيلي للضغط عليها، ومنع تركيا من الانفتاح عليها، والأخذ على يد قطر عندما تمد يد التعاون إليها، وإقناع السعودية بإنتاج المزيد من البترول لسد حاجة العالم من دون بترول إيران؟".
تطرق الراشد في مقالتهِ "هذه مهام الوزير بومبيو، والحق أنه أبلى بلاءً حسناً رغم التناقضات والاعتراضات وحتى تقلُّب قرارات رئيسه في البيت الأبيض. لقد أنجز بومبيو مشروعاً كبيراً في ظروف صعبة، وهذا ما يُغضب النظام في طهران".
وما يزيد من غضب الجمهورية الإسلامية الإيرانية المؤتمر الكبير الذي يقوم بومبيو بالدعوة إليه ليُعقد في بولندا منتصف الشهر المقبل.
كما يصفه بعض خبراء و متابعي الشأن الإيراني هدفه بناء تحالف دولي ضخم ضد إيران والضغط عليها بإشراك أكثر من سبعين حكومة.
لقد كانت الحكومة الإيرانية واثقة بأن الجهود الأميركية مصيرها الفشل، لأن كل شركاء واشنطن تقريباً رفضوا الانضمام إليها في إعادة العقوبات، واعتقد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن واشنطن صارت وحيدة ومعزولة في التعامل مع إيران.