دعا وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أمس الأربعاء إلى إعطاء الشركات الإيرانية الأولوية في عملية إعادة إعمار العراق بعد انتهاء المعارك ضد تنظيم الدولة الإسلامية "حبا بالإمام الحسين"، وذلك خلال لقاء نادر مع قياديي فصائل الحشد الشعبي.
وجاء كلام ظريف خلال زيارته مدينة كربلاء ولقائه قادة فصائل الحشد الشعبي، الهيئة التي تشكّلت بالدرجة الأولى من فصائل شيعية موالية لايران للتصدّي لتنظيم الدولة الإسلامية وشرّعت الحكومة العراقية دورها.
وقال ظريف بالفارسية "لقد أدرك العالم الحقيقة بأن الولايات المتحدة لم تكن الجهة المتغلبة على داعش بل أنتم من هزمتم داعش لذلك يمارسون كل الضغوط عليكم وعلينا"، مستخدما الاسم المختصر لتنظيم الدولة الإسلامية.
وبعد أن سيطر التنظيم على نحو ثلث مساحة العراق في 2014 خاضت القوات العراقية مدعومة من الحشد الشعبي معارك من أجل التصدي له.
وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على عدد من قادته كما أعادت العام الماضي فرض العقوبات على الجمهورية الإسلامية بعدما انسحبت واشنطن أحاديا من الاتفاق النووي المبرم بين طهران والدول الكبرى.
ودعا ظريف إلى إعطاء الشركات الإيرانية الأولوية في إعادة بناء العراق نظرا للدعم الذي قدّمته إيران وللتعقيدات اللوجستية التي تعترض التعاون مع الشركات الغربية.
وقال ظريف "إذا قررت شركة أوروبية أو أميركية المجيء للعراق للقيام بأعمال وإعمار، فإن تكاليف تلك الشركة لحماية عمالها وكوادرها في العراق أكثر مما تنوي إنفاقه من أجل إعادة الإعمار والبناء".
وتابع وزير الخارجية الإيراني "لكن عندما تقرر شركة إيرانية أن تتواجد في العراق لتنفيذ مشاريع، فضلاً عن قلة تكاليفها وعدم حاجتها للإنفاق على حمايتها، فإنها تأتي حباً بالإمام الحسين والأشقاء الذين أتوا للعراق ووقفوا إلى جانب الحشد الشعبي".
وتسبب تنظيم داعش كما ومعارك التصدي له بدمار مساحات شاسعة من العراق وتدهور اقتصاده. وقدّرت بغداد العام الماضي كلفة خطتها العشرية لإعادة الإعمار بـ88,2 مليار دولار.
وأعرب القيادي في الحشد الشعبي أبو عمار الجبوري عن امتنان الفصائل لإيران.
وقال القيادي إن "إيران هي الدولة الوحيدة التي وقفت إلى جانب العراق. والسبب الرئيس لصمود العراق بوجه الإرهاب هو وقوف إيران لجانبنا"، مضيفا لقد "استطعنا أن نقف ونرد هذه الهجمة من قبل أميركا وإسرائيل. الكل يرفض دخول الأميركيين للعراق".
وجاء كلام ظريف لقادة الحشد في اليوم الرابع لزياته العراق حيث التقى كبار المسؤولين في بغداد وفي إربيل، كما شارك في قمة حول التجارة.
وإيران ثاني أكبر مصدر للسلع المستوردة في العراق.
فبالإضافة إلى المعلّبات الغذائية والسيارات يستورد العراق من إيران 1300 ميغاواط من الكهرباء و28 مليون متر مكعب من الغاز الإيراني يوميا.
ومع تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران تمكّن العراق من إيجاد توازن دقيق سمح له بالحفاظ على علاقات جيدة مع واشنطن وطهران.