Skip to main content

الإيرانيات يتذكرن بطش "شرطة الاخلاق"

مهسا اميني
AvaToday caption
أوقفت شرطة الأخلاق، مهسا أميني، (22 عاما)، في 13 سبتمبر، وتوفيت في مستشفى بعد ثلاثة أيام. وقال ناشطون إنها تلقت ضربة على رأسها، لكن السلطات الإيرانية نفت ذلك
posted onSeptember 24, 2022
nocomment

استعادت شيما بابائي، التي فرت من إيران عام 2020 بعد أن زج بها بسجن إيفين سيء السمعة في طهران لعد ارتدائها الحجاب، ذكرياتها بعد وفاة مهسا أميني.

وقالت بابائي لشبكة "سي إن إن" الإخبارية: "يذكرني موتها بوحشية الشرطة ليس ضدي فقط، بل ضد آلاف النساء الإيرانيات اللواتي مررن بهذه التجارب".

وأضافت الناشطة الإيرانية في مجال حقوق المرأة والتي تقيم حاليا في بلجيكا، أنه "في نفس المبنى بمقر شرطة الأخلاق، عاملوني كمجرمة، وقيّدوني بالأصفاد ووصموني بالعار".

كانت اسم بابائي مرادفا لمظاهرات "فتيات شارع الثورة" المناهضة للحجاب التي جرت في جميع أنحاء إيران خلال الفترة بين عامي 2017 و2019. لكن بابائي تقول إن الحالة المزاجية هذه المرة تبدو مختلفة عن تلك الاحتجاجات السابقة.

وتوضح بقولها: "أعتقد أن هذه هي بداية شيء ما. تقوم النساء بإشعال النار في الحجاب والقضاء على أي رموز للنظام بالشوارع ... عاجلا أم آجلا سيحقق الشعب الإيراني الحرية وسنذكر أولئك الذين يقفون إلى جانبنا".

وأوقفت شرطة الأخلاق، مهسا أميني، (22 عاما)، في 13 سبتمبر، وتوفيت في مستشفى بعد ثلاثة أيام. وقال ناشطون إنها تلقت ضربة على رأسها، لكن السلطات الإيرانية نفت ذلك، وأكدت أنها فتحت تحقيقا في الحادثة.

ومنذ إعلان وفاتها، شهدت طهران ومدن أخرى في إيران مظاهرات مناهضة لإلزامية ارتداء المرأة للحجاب رفعت فيها شعارات "لا للدكتاتورية" و"الموت لخامنئي"، في إشارة للمرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، صاحب القول الفصل في البلاد.

وكانت مقاطع فيديو تم تداولها بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي أظهرت نساء خلال الاحتجاجات يخلعن حجابهن ويلقين به في نار مشتعلة في الطريق. وهتف المتظاهرون أيضا "لا للحجاب، لا للعمامة، نعم للحرية والمساواة".

في كرمان، كانت آخر مرة تلقت فيها فرناز (اسم مستعار) صوت شقيقها عبر الهاتف من رقم غير معروف.

قالت فرناز للشبكة الأميركية: "اتصل بي وقال لي جملة واحدة فقط: تم القبض علي ... فهمت على الفور ما يعنيه أخي العزيز وذهبت إلى قسم شرطة الاخلاق (للبحث عنه)".

وقالت فرناز البالغة من العمر 22 عاما وطلب إخفاء هويتها خوفا على سلامتها إن شقيقها الأكبر، وهو محاسب، انضم إلى مظاهرات في مدينة كرمان جنوب شرق إيران، الاثنين، ضد ما يسميه "الحكومة القمعية لآية الله علي خامنئي والرئيس إبراهيم رئيسي" عندما تسلل "ضباط يرتدون ملابس مدنية" إلى الحشود و"أجبروا الناس على ركوب شاحنات شرطة الأخلاق".

ويعكس الغضب بمدينة كرمان المشهد في جميع أنحاء إيران، حيث يخرج الناس إلى الشوارع وسط هتافات "الموت للديكتاتور" في عرض درامي لتحدي النظام بعد وفاة أميني.

وبينما أقرت السلطات بمقتل 35 شخصا في الاحتجاجات التي عمت المدن الإيرانية في أحدث إحصائية، أكدت منظمة حقوقية غير حكومة تتخدا من النرويج مقرا لها، مقتل ما يصل إلى 50 شخصا في المظاهرات بسبب قمع القوات الإيرانية للمحتجين.

في الساعات التي أعقبت اختفاء شقيقها، ذهبت فرناز برفقة والدها إلى فرع شرطة الأخلاق لمعرفة مصيره. وبدلا من ذلك، قالت فرناز إنهما واجها عدد من العائلات الأخرى التي تبحث أيضا عن أحبائها وأن العديد منهم تعرضوا للتهديد من قبل الشرطة.

بعد احتجاجات نوفمبر 2019، تم اعتقال مئات الإيرانيين وتعذيبهم وسجنهم، بل وحكم عليهم بالإعدام في بعض الحالات بموجب قوانين الأمن القومي، وفقا لمنظمة العفو الدولية.

وتصف منصورة ميلز، التي تعمل في فريق إيران بالمنظمة الحقوقية، الوضع اليوم بأنه "أزمة إفلات من العقاب"، مكّنها التقاعس الدولي.

وقالت ميلز لشبكة "سي إن إن" الإخبارية إنهم تلقوا تقارير عن إطلاق النار عمدا على شبان، مما تسبب في وفاة أو إصابات مروعة.

كانت آخر مرة شاهدت فيها عائلة أميني ابنتهم الراحلة على قيد الحياة في 13 سبتمبر عندما "تعرضت للكم في رأسها" من قبل شرطة الأخلاق في طهران بالمقعد الخلفي من السيارة قبل أن يتم نقلها بعيدا، كما قال ابن عمها، دياكو آيلي، لشبكة "سي إن إن".

وأضاف آيلي الذي يعيش في النرويج إن الحكومة عرضت رعاية العائلة ماليا إذا التزموا الصمت بشأن قضية اميني لكنهم أصروا على النشر.

وطبقا لآيلي، فإن الأطباء في مستشفى كسرى حيث عولجت أميني أخبروا عائلتها بأنها "أصيبت بتلف في الدماغ عند وصولها"؛ لأن "إصابات رأسها كانت بليغة للغاية".

وتساءل: "لماذا قتلت فتاة بريئة تبلغ من العمر 22 عاما؟"، مضيفا: "لا أحد يستحق الموت لمجرد إظهاره جزء من شعره أو قول ما يعتقده".