كثفت مليشيا الحوثي هجماتها الإرهابية بالطائرات المسيرة، إيرانية الصنع، وذلك بهدف اغتيال كل فرص السلام التي كانت قد بدأت تلوح في الأفق في اليمن، وذلك في محاولات بائسة للانقلاب على نتائج اتفاق السويد.
وخلال الساعات الماضية، أحبطت قوات الجيش اليمني عملية إرهابية حوثية لاستهداف الفريق الحكومي باللجنة المشتركة لإعادة الانتشار في مدينة الحديدة، وذلك عبر طائرة مفخخة بدون طيار، من طراز " قاصف".
وفي هجوم هو الثالث من نوعه، أسقط الجيش اليمني، السبت، طائرة حوثية بدون طيار إيرانية الصنع، حاولت استهداف قيادات ميدانية بارزة في مران، صعدة، بعد توغل قواته في معقل المليشيا الرئيسي، شمالي البلاد.
ووصف خبراء، هجمات الطائرات الحوثية بـ" التحول الخطير في الصراع في اليمن"، مشيرين إلى أن قيادات الصف الأول للانقلاب لجأت لإشغال المبعوث الدولي إلى اليمن، مارتن جريفيث، بمطالبته بتغيير رئيس الفريق الأممي في الحديدة، عقب اتهامه رسميا بأنه "ضعيف الشخصية وينفذ أجندة أخرى"، بحسب مزاعمهم.
واعتبر العقيد محمد نجيب، القيادي في كتائب أبو العباس بالجيش اليمني، أن هجوم رئيس وفد الحوثيين في مفاوضات السويد، محمد عبد السلام، علانية على رئيس الفريق الأممي في الحديدة، يعود إلى "سذاجة التذاكي" التي تنتهجها المليشيا وهي تسعى بقوة لتعطيل اتفاق السويد، والتغطية على جرائم طائرات إيران المسيرة، السلاح الأخطر مؤخرا.
وقال إن المليشيا تبحث عن تغير الجنرال الهولندي باتريك كاميرت، رئيس الوفد المراقب لوقف إطلاق النار بالحديدة، إثر مخاوفها من تضمينه في تقريره الأسبوعي للأمين العام للأمم المتحدة خروقات وقف إطلاق النار في الحديدة، وثمن فداحتها والاستخفاف بإعادة الانتشار ورفض فتح ممر انساني للمساعدات كما أنها ترفض أي تقدم على صعيد الملفات الأخرى.
وذكر المسؤول العسكري، أن المليشيا ترفع سقف مطالبها في وقت تماطل فيه في تنفيذ اتفاق السويد، بالتوازي تعمل على تعزيز مجموعاتها المسلحة وشن الهجمات الإرهابية الانتحارية للقضاء على أهم خصومها في ساحة الصراع، وهي عراقيل تفخخ أي خطوات للحل في اليمن.
وكان القيادي الحوثي حسن زيد هاجم هو الآخر، كاميرت، رئيس الفريق الأممي بالحديدة، ووصف دوره بأنه "يعقد الواقع أكثر ويوسع مسافة تحقيق أي اتفاق سياسي" في تصعيد إعلامي يفضح الدور الخفي للنظام الإيراني في تأجيج الصراع في اليمن.
تحول مرهون بقرارت المجتمع الدولي
وبحسب محمد نجيب، فإن المجتمع الدولي مطالب بوقف تدخلات إيران ووقف تهريب الأسلحة وتقنية الطائرات بدون طيار التي نفذت هجوم قاعدة العند وحاولت اغتيال ممثلي الحكومة في اللجنة الأممية.
وبدروه قال العقيد سمير رضوان، القيادي بالمقاومة الوطنية اليمنية، إن "دور الأمم المتحدة أصبح يبرر لجرائم إيران في البلاد حيث باتت طهران ذراع الشر في اليمن والتي أمدت الحوثيين بتقنيات الطائرات المسيرة".
وبيّن رضوان، أن الهجوم الحوثي على "قاعدة العند" مؤشر لتحول خطير في صراع اليمن مفاده توجيه الطائرات المفخخة ضد المسؤولين العسكرين في الجيش والمقاومة.
وأكد رضوان أن طائرات الحوثي المسيرة هي دعم إيراني، وإيران دولة لا تريد السلام وتنتهك ضوابطه كافة، ودعمها للحوثيين يأتي كمخطط لضرب أمن المنطقة.
وأشار إلى أن وقف إرهاب الحوثي وإخضاعه للسلام بحاجة لحزم من مجلس الأمن، يبدأ من فرض العقوبات الأممية على إيران ومخططاتها الخبيثة عبر أدواتها الحوثيين.
وحذر القيادي اليمني من مماطلة الحوثيين في الانسحاب من ميناء ومدينة الحديدة، مضيفا، أن "المليشيا تخطط لحرب ستكون طاحنة واستخدام الحوثيين للتقنية الإيرانية في الطائرات المسيرة أبرز مؤشراتها.
ولفت إلى أن المقاومة اليمنية والجيش الوطني بدعم من التحالف العربي تدرك تلك المخاطر إلا أن التقديرات الأممية هي من تقدم للحوثيين فرص اغتيال السلام في اليمن.
