Skip to main content

إيران تتحدث عن "تحالف غير مرئي"

أذربيجان
AvaToday caption
تعيش في إيران جماعة كبيرة من السكان من القومية الآذرية، وخصوصا في المحافظات الشمالية الغربية المحاذية لأذربيجان وأرمينيا، والتي يفصلها عن أذربيجان نهر آراس
posted onOctober 1, 2021
nocomment

تصعيد ملحوظ تشهده العلاقات بين إيران وأذربيجان بعد إعلان طهران، الخميس، عزمها أجراء مناورات عسكرية، الجمعة، في شمال غرب البلاد قرب الحدود مع أذربيجان.

وتأتي الخطوة في ظل توترات حادة بين البلدين شهدتها الأسابيع القليلة الماضية، بعد أن بدأت أذربيجان بفرض غرامات على الشاحنات الإيرانية واعتقال عدد من السائقين الذين يحاولون العبور لأرمينا عبر أراضي أذربيجان.

في المقابل، أظهرت مقاطع مصورة عشرات المدرعات والأليات العسكرية الإيرانية وهي تتجه للحدود مع أذربيجان، في استعراض للقوة تحاول من خلاله إيران بعث رسائل لجارتها الشمالية، وفقا لمحللين.

ونشر التلفزيون الرسمي الإيراني لقطات قال إنها من استعدادات القوات البرية لهذه المناورات، ظهرت خلالها عشرات الشاحنات العسكرية تحمل عربات مدرعة ودبابات ومدفعية.

خلال الأسابيع الماضية، بدأت أذربيجان بفرض رسوم على الشاحنات الإيرانية التي تستخدم طريقا حيويا يربط إيران بجنوب أرمينيا، لكن أجزاء منه تمر عبر الأراضي الأذربيجانية.

وفقا لموقع "أوراسيا نت" الأميركي، فإن بعض الشاحنات المستهدفة كانت تنقل الأسمنت إلى عاصمة إقليم ناغورنو كاراباخ، المنطقة المعترف بها دوليا على أنها أذربيجانية، ولكنها كانت تحت سيطرة القوات الأرمينية منذ الحرب الأولى بين الجانبين في التسعينيات.

بعد الحرب الأخيرة بين البلدين العام الماضي، جرى تسليم بعض الأراضي إلى أذربيجان وكان من ضمنها بلدة يمر فيها الطريق السريع الذي تسلكه الشاحنات الإيرانية، وتحرسه قوات حفظ سلام روسية ويعد الرابط الوحيد لأرمينيا بإيران.

في وقت سابق من هذا الشهر، أقامت القوات الأذربيجانية نقاط مراقبة وبدأت في فرض رسوم وتفتيش الشاحنات التجارية الإيرانية التي تسير على الطريق السريع، وفي بعض الأحيان اعتقال السائقين.

ويؤكد المسؤولون الأذربيجانيون أن القانون يلزم جميع المركبات الأجنبية، وليس الإيرانية فقط، التي تدخل البلاد بدفع رسوم الطرق والعبور.

وفي مقابلة مع وسائل إعلام تركية، الاثنين الماضي، قال الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف إنه في الفترة ما بين 11 أغسطس و 11 سبتمبر أحصت باكو 60 شاحنة إيرانية تسير على الطريق.

وأكد علييف إن بعض هؤلاء السائقين الإيرانيين كانوا يحاولون إخفاء هويتهم باستخدام لوحات أرقام أرمينية.

وأشار أيضا إلى أن المسؤولين الإيرانيين رفضوا مرارا القيام بأي إجراء، على الرغم من قيام باكو بإصدار تحذيرات شفهية ومن ثم مذكرات رسمية قبل أن تصدر تعليماتها لشرطة الحدود والكمارك بالتحرك.

يبين علييف أن بلاده تمكنت من خلال هذه الطريقة في السيطرة على الطريق المار عبر الأراضي الأذربيجانية لينخفض عدد الشاحنات الإيرانية التي تمر عبره إلى الصفر.

لكن إيران ترفض هذه الاجراءات، وتؤكد أن المناورات "أمر سيادي ومن أجل السلام والاستقرار في المنطقة بأسرها"، متهمة باكو بمحاولة التأثير على حركة التجارة بينها وبين أرمينيا.

يقول المحلل السياسي الإيراني حسين رويران إن بلاده "ترفض أي تغيير في المناطق الحدودية مع دول الجوار"، مضيفا أن "أذربيجان وبمساعدة من تركيا تحاول أن تحتل الحدود الأرمينية مع إيران لتفتح ممرا بين تركيا وبين أذربيجان".

ويضيف لموقع  أن هذا الإجراء يعني "عمليا قطع الاتصال البري بين إيران وأرمينيا الذي يعد أحد الطرق الرئيسية للتجارة الإيرانية مع أوروبا".

ويشير رويران إلى أن "استقرار القوات الإيرانية في المنطقة يأتي للحيلولة دون تغيير الحدود في هذه المنطقة فقط".

ولا يستبعد المحلل الإيراني لجوء طهران إلى الحل العسكري بالقول: "لا أتصور أن إيران تمزح عندما يتعلق الأمر بأمنها القومي"، مشددا أنه في حال "تمادي أذربيجان في المسائل المتعلقة بالحدود فإنها ستواجه برد عسكري".

وكان مقال رأي نُشر مؤخرا في صحيفة كيهان، وهي صحيفة مرتبطة بالمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، حذر من "تحالف غير مرئي" مزعوم بين الولايات المتحدة وتركيا وأذربيجان وأرمينيا وإسرائيل، قائلا إنه يمكن أن يكون له "تأثير كبير" على إيران والثقل السياسي لروسيا في المنطقة.

وفي تلميح الى العلاقة التي تربط أذربيجان بإسرائيل، العدو اللدود للجمهورية الإسلامية، أكدت الخارجية الإيرانية الثلاثاء أن طهران "لن تتسامح مع أي شكل من تواجد الكيان الصهيوني بالقرب من حدودها. وفي هذا المجال، ستتخذ ما تجده مناسبا لأمنها القومي"، من دون تفاصيل إضافية.

وتتشارك إيران وجارتها الشمالية الغربية أذربيجان حدودا تمتد على مسافة 700 كيلومتر تقريبا.

وتعيش في إيران جماعة كبيرة من السكان من القومية الآذرية، وخصوصا في المحافظات الشمالية الغربية المحاذية لأذربيجان وأرمينيا، والتي يفصلها عن أذربيجان نهر آراس.

ولا يعتقد المحلل السياسي التركي فائق بولوت أن التصعيد العسكري بين طهران وباكو ممكن على الأقل في الفترة القلية المقبلة.

ويقول بولوت لموقع "الحرة" "قد تتطور الأحداث وتنفلت الأمور، وممكن أن تحصل مناوشات او اشتباكات محدودة، لكنها لن ترقى لمستوى الحرب".

ومع ذلك يؤكد بولوت أنه "في حال اندلع النزاع وتطور وظل ممتدا لفترة طويلة فاعتقد أن تركيا لن تكتفي بتقديم الدعم الدبلوماسي والسياسي فقط".

يعدد بولوت طرق الدعم التركي الذي ستقدمه تركيا لأذربيجان ولو بشكل سري "على المدى الطويل ستدعم أنقرة باكو، كما حصل في النزاع مع أرمينيا عبر إرسال مجموعات من المرتزقة الى أذربيجان للقتال ضد ايران".

وينقل موقع "أوراسيا نت" عن المحلل السياسي الأذربيجاني إلدار ماميدوف القول إن "إيران تسير بحذر في القوقاز، فهي لا تحتاج إلى زعزعة استقرار حدودها الشمالية في ظل التحديات التي تواجهها بالفعل في الخليج الفارسي والعراق وأفغانستان".