بينما تتحضر الولايات المتحدة لانسحاب قريب من أفغانستان نهاية الشهر القادم، وبعدما اتفقت على إنهاء المهام القتالية للقوات الأميركية في العراق مع نهاية العام الجاري، يبقى توجه إدارة الرئيس جو بايدن بالنسبة للملف السوري مبهماً بعض الشيء.
فمنذ تولي الرئيس الأميركي الإدارة قبل نصف سنة تقريباً، لم يبد بايدن أولوية للملف السوري كغيره من سائر الملفات، حتى إنه لم يكن ضمن سلم أولويات الاهتمام الأميركي، إلا أنه أكد مراراً على سعي بلاده لإنهاء "الحروب الأبدية" التي تخوضها، في إشارة منه إلى القوات الأميركية المتواجدة في مناطق كالعراق وأفغانستان مثلاً.
والجديد اليوم أن أفادت مصادر مطلعة نقلاً عن مسؤول أميركي رفض الكشف عن اسمه، بأن إدارة الرئيس جو بايدن ستبقي على حوالي 900 عسكري، بينهم عناصر "القبعات الخضراء" لدعم "قوات سوريا الديمقراطية" في محاربة تنظيم داعش.
وأضاف المسؤول أنه لا يتوقع أي تغييرات الآن للمهمة أو للحضور في سوريا، وذلك وفقاً لما نقلته عنه صحيفة "بوليتيكو" الأميركية.
كما لفت إلى أن بلاده تقدم الدعم في سوريا لقوات سوريا الديمقراطية، مؤكداً أن تلك الخطة كانت ناجحة ولهذا ستستمر بها، وفق قوله.
يشار إلى أن مصادر في وزارة الدفاع الأميركية كانت أوضحت في أبريل/نيسان الماضي، في تصريحات صحفية، بأن أميركا متمسكة بنظرية منع التنظيمات المسلحة من السيطرة على بقعة أرض يستعملونها لإطلاق عملياتهم الإرهابية.
كما أكدت حينها أن اهتمام الولايات المتحدة من وجود قوات هناك منصبّ على منع داعش من إعادة سيطرته على مناطق معينة.
كذلك يعتبر الأميركيون أن قوات سوريا الديمقراطية تحتاج إلى البقاء العسكري الأميركي إلى جانبهم، في حين يتصاعد خطر التنظيم الإرهابي في مخيم الهول "حيث يعيش 65 ألف لاجئ من بينهم 10 آلاف من غير السوريين.
إلى ذلك، تؤكد المصادر أن لا نية أميركية لزيادة عدد القوات بل العدد سيبقى على حاله.
تجدر الإشارة إلى أن أميركا مهتمة أيضاً بمنع التمدد الإيراني، والدليل على ذلك ضرباتها ضد الميليشيا الموالية لطهران، وذلك لأنها تعتبر تلك الميليشيا عنصر فوضى وإرهاب في المنطقة ومن ضمنها سوريا.