Skip to main content

'كيف سنعيش معا' بعد جائحة؟

كنسية القلب المقدس في مونمارت باريس
الصورة : كارزان حميد - شبكة (AVA Today) الأخبارية
هذا ما يشرع الأبواب لجيل جديد متعدد اللغات آتٍ من جميع أنحاء العالم، يعيد النظر في النماذج القائمة والمتعارف عليها ويتقن أحدث الوسائل التكنولوجية. فهل يعني ذلك طي صفحة النجوم في هذا المعرض؟
posted onMay 23, 2021
nocomment

يتناول بينالي البندقية للعمارة في دورته السابعة عشرة التي انطلقت السبت، مسألة التصميم في حقبة ما بعد جائحة كوفيد-19 في عالم مشرذم بحاجة إلى مساحات مشتركة، وهي مهمة أوكلها المفوض هاشم سركيس إلى مبتكرين شباب.

ويقول المهندس المعماري اللبناني "المسألة الأصعب تكمن في كيفية تسوية المشكلات التي قادتنا إلى الجائحة. كيف يمكننا إيجاد حل للتغير المناخي والفقر والخلافات السياسية الهائلة بين اليمين واليسار؟"

وسركيس المولود في بيروت عام 1964 على قناعة بأن مدينة المستقبل ستكون وليدة التوافق، وأنه سيتحتم تقاسم مساحات جماعية للحد من الاستهلاك، وابتكار أشكال جديدة من التضامن.

ويوضح سركيس الذي يرئس كلية الهندسة المعمارية والتخطيط في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا "إم آي تي" المرموق، "تم تصميم كل صالة على أنها حوار بين أساليب مختلفة في تحديد مفهوم الفن المعماري. يدخل الزائر إلى القاعات، يرى الحوار ويبدأ في صوغ موقف. وهذا الحوار هو الذي سيمكننا من العودة إلى التحادث".

وجمع سركيس من حوله في البندقية 112 مهندسا معماريا ومكتب هندسة، 96% منهم يشاركون للمرة الأولى في البينالي، وتتراوح أعمار نصفهم بين 35 و55 عاما.

وهذا ما يشرع الأبواب لجيل جديد متعدد اللغات آتٍ من جميع أنحاء العالم، يعيد النظر في النماذج القائمة والمتعارف عليها ويتقن أحدث الوسائل التكنولوجية. فهل يعني ذلك طي صفحة النجوم في هذا المعرض؟.

يؤكد سركيس بهذا الصدد "حين طرحت السؤال، نظرت من حولي بحثا عن الحلول الأكثر ابتكارا وإبداعا. وعلى ضوء هذا المعيار، اخترت المشاركين. المسألة لا تتعلق بالنجوم".

وعلى غرار أحد أسلافه التشيلي أليخاندرو أرافينا، يعتبر سركيس أن المروحة الواسعة من المشكلات ما بين التمييز العرقي والتفاوت الاجتماعي والفقر وغمر المناطق الساحلية المنخفضة، تستدعي وسائل مبتكرة وأساليب غير مسبوقة.

ويتابع مفوض البينالي "أن هذه المقاربات تولّد "مساحات للتجمع، حيث يرى الناس العابرين حياة الآخرين اليومية (...) هذه بداية الحوار. وهنا يمكن للفن المعماري أن يساعد في تغيير المجتمع، حتى ولو أنه عاجز عن تحقيق أي شيء وحده.

وهو يرى أن الحوار لا بدّ منه لتخطي الوحشية والعنف المتفشيين في العالم.

ويقول "الفن المعماري لطالما كان هدفا للنزاعات. ندمر العمارة. لكن إعادة الإعمار هي في نهاية المطاف المؤشر الأول لتسوية النزاعات. وإذا حاولنا ابتكار وسائل واستحداث مساحات للالتقاء، حيث الناس يقتربون من بعضهم البعض ويعبرون ويلتقون أشخاصا لا يرونهم عادة، مساحات تظهر فيها الفوارق الاقتصادية والفوارق الإتتية، فهذه تكون بداية الحوار وهنا يمكن للفن المعماري أن يساعد".

"كيف سنعيش معا؟". هذا السؤال هو عنوان البينالي ومحوره.

ويستمر المعرض حتى 21 تشرين الثاني/نوفمبر. وبعدما ألغي العام الماضي في ظل الجائحة، يخضع هذه السنة لقواعد تباعد اجتماعي صارمة، حتى لو أن مقاهي ومطاعم إيطاليا أعادت فتح شرفاتها مؤخرا وبدأ البلد يستعيد سياحه تدريجي