فهد ديباجي
المجتمع الإيراني على وشك "الانفجار"، هذا ما ذكره مصطفى إقليما، رئيس الجمعية العلمية الإيرانية للرعاية الاجتماعية.
وتم تأكيده من قِبل مستشار أحمدي نجاد نقلاً عن الرئيس الإيراني السابق نجاد، بأنه يرحب بالغزو الأمريكي لإيران، ويعتقد أن النظام الإيراني سينهار مع وفاة المرشد الإيراني علي خامنئي، وهو ما توضحه تماماً أغلب استطلاعات الرأي بأن الإيرانيين يريدون إسقاط النظام الذي أوصل إيران والشعب الإيراني إلى أسوأ حال، بحيث صار هذا البلد وهذا الشعب مضرباً للأمثال.
لهذا هم يريدون صراحة تغيير النظام في إيران، وهذا الشيء قد يكون في المستقبل القريب، هذا ما نشرته صحيفة "واشنطن تايمز" بقلم إيلان بيرمان، نائب رئيس مجلس السياسة الخارجية بواشنطن ومؤلف كتاب "الحرب من أجل إيران"، وهو استطلاع متوقع ومقبول؛ نظراً لحالة الغلاء والجوع والفقر التي أهداها النظام لهم، والتي تشل الكثير من حياة المواطنين، ما قد يؤدي إلى إزالة خامنئي ونظامه، لا سيما أن الاحتجاجات لا تتوقف وكان أهم شعار لها: "لا للغلاء والتضخم، فحياة الشعب أصبحت جحيماً"، فبعض العائلات تعكف على تناول جلد الدجاج بسبب الفقر.
في الوقت نفسه تؤكد التقارير أن إيران الأكثر تضرراً من جائحة كورونا بعد تبني خامنئي وروحاني استراتيجية إلحاق أكبر خسائر بشرية، والزج بالناس في حقول الموت؛ لحماية النظام من خطر الانتفاضة والإطاحة به، ولأنه مستعد أن يفعل کل شيء من أجل بقائه واستمراره.
إنَّ أزمات نظام الملالي تعجل انهياره وسقوطه، فالشعب يردد "لقد وصلنا إلى نهاية الخط"، ومن هنا "كل المساعي والإجراءات والمحاولات الحثيثة المختلفة التي يكاد نظام الملالي يعتمد عليها كلياً من أجل ضمان بقائه واستمراره" والتي تتجاوز الحدود والمقاييس في خطها العام، لا سيما بعد اضطراره مجبراً، بحکم الأوضاع الوخيمة التي يعاني منها، إلى التوقيع على اتفاق التعاون مع الصين، الذي يمکن اعتباره وصمة عار على جبين النظام؛ لأنه کما وصفه الشعب الإيراني أشبه ببيع إيران من أجل المحافظة على النظام من السقوط والانهيار.
يبدو لي إن خدمة بقاء نظام الملالي لا تأتي من النظام نفسه، وإنما تأتي من الغرب عموماً والإدارة الأمريكية الجديدة خصوصاً، التي تعد امتداداً لحكومة أوباما، والتي قدمت خدمات جليلة لهذا النظام؛ لسعيه لامتلاك قنبلة نووية، أي أنه سيصبح أشد خطراً من كوريا الشمالية، والتفسيرات والاجتهادات لِمحللي السياسة بأن هذه الإدارة سوف تنهتج سياسة مختلفة عن أوباما، إذ ثبت أن الإدارة الحالية تسعى لتحقيق نفس أهداف أوباما الذي وقع على الاتفاق السابق.
العودة إلى الاتفاق النووي كما هو، وتقديم تنازلات وتلبية رغبات ومطالب لحكام إيران يُفسر بأن بايدن يبدو غير مدرك لخطورة الوضع في المنطقة، وأنه على استعداد للتعامل مع نظام تشوبه الكثير من الشبهات تحت ذريعة التخلي عن تطوير القنبلة النووية.
هذا الاتفاق وتقدم المفاوضات لإعادة الولايات المتحدة وإيران إلى الاتفاق النووي، قد يُسقط مع إعلان الحرب مع إسرائيل، والمسؤولون الإيرانيون ألمحوا إلى أن المسؤولين عن التفجير في "نطنز" يهدفون إلى عرقلة المفاوضات في فيينا، وهذا ما يدركه نظام الملالي، فهو الذي يلتزم دائماً بحق الرد ضد إسرائيل، ولا يفعل رغم كل الاستفزازات وكل الخسائر (البشرية - المادية) في العمق الإيراني، وأكثر مدى قد يصل إليه "الرد الإيراني" رغم رفع وتيرة احتمالات وقوع الصدامات العسكرية، هو الرد عبر مليشياته المنتشرة في (العراق - سوريا - لبنان - فلسطين - اليمن) والتعرض للسفن وعرقلة الملاحة الدولية باستخدام أسلوب القراصنة.
ورغم كل هذه التقديرات؛ فإن الرئيس بايدن عمل على اتخاذ كل الاحتياطات واليقظة القصوى من حدوث الحرب؛ لأنه يدرك تماماً عمق معارضة إسرائيل، وتحديداً رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو للاتفاق النووي الذي وقعته إدارة أوباما، لهذا أوفد وزير الدفاع لويد أوستن إلى إسرائيل، وليس وزير الخارجية "بلينكن"، وهي رسالة إلى إسرائيل بأن الولايات المتحدة تسعى إلى أن تتأكد من أنّ إسرائيل لا تعتزم ولا تسعى إلى تقويض وتخريب أو المسّ بجهودها باستئناف المفاوضات والمسار الدبلوماسي حيال إيران في فيينا، الذي لا يبشر بالخير، إذْ تؤكد حالة التكتم الأوروبي والأمريكي على المفاوضات، التي لا يمكن أن تنجح ما لم يتم إشراك الدول المجاورة والمتضررة، ويسبقه وقف كامل لعمليات تخصيب اليورانيوم التي وصلت إلى 60٪، حسب التصريحات الإيرانية، وهو ما عبّر عنه الأمير تركي الفيصل صراحة، حيث قال "سلوك طهران السيئ أظهر للجميع أن ما سعى إليه الاتفاق النووي، وما وعد به أوباما وزعماء دول "5+1" لم يتم".