تعد الجراثيم خطرا كبيرا على الأعمال الفنية، فهي تهاجم الموروث الثقافي المتجسد في اللوحات التاريخية وتسبب تآكلا وتحللا وإضرارا بالغا بها.
ولحماية الإرث الفني من الغزاة الصغار تمكن علماء إيطاليون من تحديد نوع هذه الكائنات الدقيقة التي تلتهم الأعمال الفنية التاريخية من خلال تحليل مفصل للوحة عمرها 400 عام.
وتجد الميكروبات بيئة مناسبة للعيش في الرسوم، إذ يشجعها التنوع في المواد العضوية وغير العضوية في اللوحات كالقماش والزيت والأصباغ، على الاستيطان والحصول على تغذية مثالية من هذه المنسوجات.
وأظهرت الدراسة الإيطالية أن أن ما "يغذي" العين البشرية قد يكون حرفيا وليمة للكائنات الحية الدقيقة التي تستعمر اللوحات الفنية القديمة.
وبنفس الوقت وجد الباحثون أن بعض الميكروبات قد تستخدم لحماية هذه الأعمال الفنية، إذ تفرز مركبات خاصة تغطي اللوحات وتعزلها عن العوامل الخارجية كالرطوبة والماء والهواء.
واختار الباحثون من جامعة فيرارا الايطالية، لوحة "تتويج فيرجن" للرسام الايطالي كارلو بونوني من القرن السابع عشر، للعثور على هذه الكائنات الحية الدقيقة.
وأزال الباحثون قسما متضررا من اللوحة لدراسته، فوجدوا سلالات متعددة من البكتيريا إضافة إلى أكثر من نوع من الفطريات الخيطية تسكن في اللوحة، والتي تتغذى على أصباغ الطلاء خاصة القرمزي والأحمر والأصفر الترابي.
ووجد الباحثون أنه يمكن مقاربة مركبات بيولوجية تفرزها هذه الكائنات التي تغزو اللوحات القديمة للحفاظ على الأعمال الفنية من التآكل والتحلل.
وتحل البكتيريا في الفن بأكثر من شكل سواء كان استعمارا أو حراسة وحماية أو تكوينا جديدا للوحات تكون فيها هذه الكائنات الصغيرة المادة الرئيسية في اللوحة، ومؤخرا قامت فنانة اسبانية بتغيير الصورة النمطية عن البكتيريا بعد أن قامت بزراعتها وصبغها لتصبح لوحات فنية بديعة.
وفي اغسطس/آب الماضي ابتكر مجموعة من العلماء نسخة دقيقة من لوحة الموناليزا الشهيرة التي أبدعها ليوناردو دا فينشي، مستخدمين ما يقارب المليون خلية بكتيرية تم تصميمها وراثيا للاستجابة للضوء.