Skip to main content

تركيا تعرقل الصحافة باللغة الكوردية

تركيا
AvaToday caption
"في الماضي، لم يكن هناك الكثير من الناس يكتبون باللغة الكوردية، لذا لم يجدوا صعوبة في العثور على عمل. والآن انعكس الوضع. وبعد تقديم التقارير باللغة الكوردية على مدى السنوات السبع الماضية، أضطر إلى الكتابة باللغة التركية"
posted onJanuary 18, 2021
nocomment

تعد تركيا واحدة من أكثر الدول التي تسجن الصحافيين في جميع أنحاء العالم، حيث يوجد ما لا يقل عن 37 منهم في السجن حاليًا والعديد منهم ينتظرون المحاكمة.

 وتمارس السلطات ضغطاً زائداً عن الحد خصوصاً في المنطقة الجنوبية الشرقية ذات الغالبية الكوردية في البلاد، حيث تعد التقارير المستقلة ضرورية لتغطية الصراع الداخلي المستمر بين قوات الأمن التركية وحزب العمال الكوردستاني.

ظل حزب العمال الكوردستاني، الذي تصنفه تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية، يقود تمردا مسلحا ضد الدولة التركية منذ أربعة عقود، من أجل نيل القومية الكوردية حقوقهِ القانونية والمشروعة في اراضيه التي تحكمه أنقرة.

وفي بودكاست حديث، أخبرت الصحافية غولستان قربان موقع (أحوال تركية) عن تجربتها في العمل الصحافي كامرأة كوردية تقيم في ديار بكر(آمد)، أكبر مدينة في المنطقة.

وفي تقييمها للأجواء القمعية المتزايدة التي يواجهها الصحافيون في الجنوب الشرقي، قالت قربان إن الوضع أصبح أسوأ بشكل كبير "في السابق، كان بإمكاننا كتابة ومتابعة الحكايات كما نتمنى، والآن علينا التفكير أربعين مرة قبل كتابة مقال. وحتى عند كتابة جملة، نفكر ’ماذا سيحدث لنا غدًا؟’".

لكن قربان قالت إن "هذه المخاوف لا تنطبق بالضرورة على جميع المراسلين في المنطقة، إذا كنت تحتفظ بعلاقة جيدة مع الحكومة، فبالطبع يمكنك الذهاب إلى أي مكان تريده. ولكن إذا كنت تقترب من وجهة نظر معارضة، فلا يمكنك متابعة ونشر كل قصة".

وإلى جانب التهديد المستمر بالاعتقال والسجن، وجدت الدولة طرقًا خفية، لكنها فعالة أيضًا، لمنع الصحافة في المناطق ذات الغالبية الكوردية. وقالت قربان إن الإغلاق القسري لوسائل الإعلام الناطقة باللغة الكوردية لم يترك سوى فرص عمل قليلة للصحافيين العاملين بلغتهم الأم.

قالت "في الماضي، لم يكن هناك الكثير من الناس يكتبون باللغة الكوردية، لذا لم يجدوا صعوبة في العثور على عمل. والآن انعكس الوضع. وبعد تقديم التقارير باللغة الكوردية على مدى السنوات السبع الماضية، أضطر إلى الكتابة باللغة التركية".

وقالت قربان إن هذه التداعيات الاقتصادية أثرت بشكل غير متناسب على النساء، مما قلل عدد الصحافيات العاملات في المنطقة من مئات قبل بضع سنوات إلى أقل من البعض منهن.

وأضافت "خلال عملية السلام (بين حزب العمال الكوردستاني والدولة التركية التي انتهت في عام 2015) كان من الممكن أن نذهب إلى المؤتمرات الصحافية وأن نرى 50 بالمئة من النساء. الآن هناك أربع نساء فقط من أصل خمس يعملن في هذا المجال".

وقالت قربان إن هذا التحول في التوازن بين الجنسين قد أدى إلى تفاقم التهديدات التي تشعر بها الصحافيات عند القيام بعملهن.

وقالت "كوني امرأة، اشعر بمزيد من الراحة والأمان عندما أرى الصحافيات. نحن نعيش في بلد تُقتل فيه المئات من النساء، وكل يوم نسمع عن مقتل امرأة أخرى. نولي اهتمامًا خاصًا لكلماتنا عند التحدث إلى مصادر الأخبار، حيث يمكن أن يساء تفسير كلامك في أي وقت".

لكن وعلى الرغم من التحديات، قالت قربان إنها "مصممة على مواصلة عملها. نحن الصحافيون القلائل الذين نقاوم بالكتابة باللغة الكوردية".