جدد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو اتهامه لطهران بانتهاك اتفاقية الأسلحة الكيماوية بعد رفع السرية عن معلومات تفيد باستخدام إيران أسلحة من هذا النوع في العراق وليبيا وتسترها عن امتلاك منشآت لإنتاجها.
ونقل موقع 'إيران إنترناشيونال عربي' المعارضة الإيرانية التي تبث من لندن الاثنين تغريدة لبومبيو على حسابه في تويتر قالها فيها، إن "إيران تاجرت بالأسلحة الكيماوية المحظورة في ليبيا واستخدمتها في العراق قبل سنوات".
ورفع وزير الخارجية الأميركي الستار عن تقرير يتهم إيران بإرسال أسلحة كيماوية إلى ليبيا في الثمانينات أثناء حربها مع تشاد، حيث تم اكتشاف أسلحة من هذا النوع عليها كتابات بالفارسية في الأراضي الليبية بعد سقوط نظام الرئيس الراحل معمر القذافي.
كما اتهم التقرير إيران باستعمال غاز الخردل المحظور في مدينة البصرة خلال الحرب العراقية الإيرانية. وكان مفتشو الأمم المتحدة قد اكتشفوا في العام 1991 قذائف هاون كيماوية في محافظة المثنى العراقية، قال مسؤولون عراقيون إنها تابعة للجيش الإيراني، وفق ما ورد في ذات التقرير.
وأورد بومبيو في تغريدته رابط التقرير الذي أصدرته الإدارة الأميركية العام الماضي بشأن امتثال الدول لاتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية، حيث يتهم نص التقرير إيران بعدم إعلانها امتلاك منشآت لإنتاج أسلحة كيماوية.
وقد تستغل الإدارة الأميركية هذه الاتهامات لتوسيع لائحة العقوبات على إيران لكبح طموحاتها النووية وردع تهديداتها لاستقرار المنطقة.
يجدر الإشارة إلى أن إيران وقعت عام 1993 على اتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية والتي تُلزم جميع الموقعين بتقديم تقرير عن جميع الأنشطة المتعلقة بتصنيع واستيراد الأسلحة الكيماوية منذ سنة 1946.
واتهمت الخارجية الأميركية طهران بإنتاج مواد كيماوية لمكافحة "الشغب" كالقنابل الدخانية والبخاخات الكاوية، لاستخدامها في قمع الاحتجاجات.
وأعربت واشنطن عن قلقها ازاء الأبحاث في جامعتي 'الإمام الحسين' و'مالك أشتر' لتطوير الأسلحة الكيماوية.
وكانت الولايات المتحدة قد فرضت الشهر الماضي عقوبات على مجمع شهيد ميثمي الإيراني لإنتاجه مواد تستخدم في مكافحة "أعمال الشغب".
وفي سياق متصل تناولت تقارير إعلامية صورا لأقمار صناعية كشفت الشهر الماضي، قيام إيران بأشغال بناء منشأة نووية جديدة لم تكشف عنها.
ولطالما حاولت طهران لسنوات إخفاء قدراتها من الأسلحة الكيماوية للمنظمة الدولية لحظر تلك الأسلحة، ما مثل انتهاكا واضحا لميثاق دولي يمنع انتشار ذلك النوع من الأسلحة.
وظلت إيران منذ عقود محل شبهة في مجال امتلاك وتطوير أسلحة كيماوية محظورة.
وأشارت تقارير غربية سابقا إلى أن الحرب مع العراق التي دامت تقريبا ثماني سنوات، حفّزت طهران على تطوير برنامجها للأسلحة الكيماوية الدفاعية وأنها تمتلك بالفعل قاعدة تقنية عالية لتطوير هذا البرنامج الذي يهدد أمن المنطقة.
وفي العام 2014 أفادت تقارير دولية أخرى بأن طهران ساعدت النظام السوري على تطوير برنامجه للأسلحة الكيماوية.