شاهد العراقيون "الاقتحام الكبير" لأنصار الرئيس الأميركي دونالد ترامب لمبنى الكونغرس، بشيء من "النوستالجيا"، فقد أعاد لهم المشهد ذكريات اقتحام مشابه قبل أكثر من 4 أعوام.
دخول أنصار ترامب لخلق الفوضى داخل الكونغرس، و"احتلالهم" الكامل للقاعة الرئيسية، وحتى جلوس البعض منهم في المنصة الرئيسية، حدث بالفعل في البرلمان العراقي عام 2016.
ففي مايو 2016، اقتحم مئات الشباب العراقيين، من أنصار مقتدى الصدر، وآخرون، مبنى البرلمان العراقي داخل المنطقة الخضراء في بغداد، اعتراضا على الطبقة السياسية العراقية.
وأقدم الشبان العراقيون على تحطيم المقاعد، والجلوس في أماكن البرلمانيين، والتقاط الصور، وتخريب بعض قطع الأثاث داخل المبنى، في مشاهد جمعت بين الكوميديا والتراجيديا ووثقت سخط الشارع من الطبقة السياسية.
ومثل العراقيين، لم يختلف أنصار ترامب كثيرا، فدخلوا وحملوا القطع التذكارية معهم، وجلسوا في مقاعد أعضاء الكونغرس، والتقطوا الصور.
وجاء الاقتحام بالتزامن مع جلسة مشتركة للشيوخ والنواب للمصادقة على فوز الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، ليمثل اعتراضا على الطبقة السياسية القادمة لحكم الولايات المتحدة.
ومع اختلاف الأهداف والدوافع، تشابهت الحادثتين كثيرا، مما دفع العراقيين على وسائل التواصل الاجتماعي لمشاركة مشاهد الكونغرس "التي سبق أن عاصروها من قبل".
ومن بين اللقطات التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي في 2016، لقطة "أبو سمرة"، وهو شاب عراقي أسمر البشرة من المتظاهرين جلس بطريقة فكاهية على كرسي رئيس مجلس النواب العراقي لدقائق، ليغادر بعدها قبة البرلمان، وكانت الرسالة الأهم من الشارع العراقي أنه لأول مرة في تاريخ العراق الحديث، من يجلس على كرسي السلطة العراقية يغادر بإرادته.
وعاد "أبو سمرة" ليحتل وسائل التواصل الاجتماعي مساء الأربعاء، عندما تكررت لقطته "بنسخة" أميركية، عندما دخل شاب أميركي وجلس على الكرسي الرئيسي في منصة الكونغرس، لتنتشر الصور التي تقارنه بأبو سمرة بين العراقيين.
وحطم المحتجون الأميركيون حواجز معدنية عند الدرجات السفلى للمبنى، وتصدت لهم الشرطة مرتدية زي مكافحة الشغب، وحاول البعض الاندفاع عبر صف الشرطيين الذين أطلقوا رذاذ الفلفل على الحشد، وهتف البعض وسط الحشد "خونة".
تلك الفوضى الأميركية داخل الكونغرس صدمت العالم بأجمع، لكنها لم تصدم العراقيين كثيرا، لأنهم شهدوها قبل أكثر من 4 أعوام.