Skip to main content

إعدام روح الله زم يكشف أكثر ما تخشاه إيران

زم أثناء محاكمتهِ
AvaToday caption
تم استدراج زم إلى العراق في أكتوبر 2019، حيث اختطف هناك من قبل عناصر الحرس الثوري الإيراني، ونقله فيما بعد إلى طهران. وبمجرد اعتقاله، أُجبر على الظهور على شاشات التلفزيون والاعتراف بجرائمه المفترضة
posted onDecember 16, 2020
nocomment

تظهر إيران أن تحسين علاقاتها المهترئة مع الغرب ليس من أولوياتها وذلك بعد أن عمدت إلى إعدام الصحافي المعارض روح الله زم وفقا لصحيفة "واشنطن بوست".

وقال الصحيفة في مقال رأي لهيئتها التحريرية إن "اختطاف وقتل زم يمثلان علامة واضحة على أن النظام الإيراني غير مستعد لتهدئة سلوكه سواء في الداخل أو في الخارج".

وأضافت أن "من الواضح أن خوف طهران من الاضطرابات الداخلية يفوق أي مصلحة تتعلق بتحسين العلاقات مع أوروبا أو الولايات المتحدة".

وتم تنفيذ حكم الإعدام شنقا بحق زم السبت الماضي بعد إدانته بتهمة "الفساد في الأرض"، وهو مصطلح يطلق على القضايا المتعلقة بالتجسس والخيانة.

ووفقا للصحيفة فإن الجرم الفعلي للصحافي المعدوم هو تغطيته المفصلة للاحتجاجات الشعبية التي اندلعت في إيران خلال عام 2017 على قناة تابعة له تدعى "آمد نيوز".

عاش روح الله زم في فرنسا منذ عام 2011، بعد أن كان قد غادر إيران على خلفية اعتقاله لمشاركته في ما يعرف بـ"الحركة الخضراء" وهي انتفاضة جماهيرية انطلقت في إيران عام 2009.

وتم استدراج زم إلى العراق في أكتوبر 2019، حيث اختطف هناك من قبل عناصر الحرس الثوري الإيراني، ونقله فيما بعد إلى طهران. وبمجرد اعتقاله، أُجبر على الظهور على شاشات التلفزيون والاعتراف بجرائمه المفترضة.

تشير "واشنطن بوست" إلى أن إعدام زم وقع قبل يومين فقط من انطلاق منتدى الأعمال الأوروبي الإيراني، وهو مؤتمر افتراضي جرى تمويله من الاتحاد الأوروبي.

وكما كان متوقعا فقد تم إلغاء المنتدى وسط انتقادات لاذعة لطهران من قبل ألمانيا وفرنسا التي وصفت عملية الإعدام بأنها "عمل همجي وغير مقبول".

وردت حكومة الرئيس الإيراني حسن روحاني، التي غالبا ما يتم تصويرها على أنها قوة موازنة معتدلة للحرس الثوري، بالدفاع بقوة عن اختطاف الصحافي وقتله.

ووصف روحاني عملية الإعدام بأنها عمل مشروع، بينما استدعت وزارة الخارجية الإيرانية سفيري فرنسا وألمانيا لتوبيخهما بحجة "تدخلهما في الشؤون الداخلية لإيران".

وكان زم، وهو ابن لرجل دين شيعي إصلاحي، يرأس قناة (أمد نيوز) التي حظيت بمتابعة أكثر من مليون شخص على مواقع التواصل الاجتماعي قبل أن يوقفها تطبيق المراسلات (تيليغرام) عام 2018 بعد أن وجهت إليها إيران الاتهام بإطلاق دعوات للعنف خلال المظاهرات الاحتجاجية.

ولم يشر الحرس الثوري إلى مكان حدوث عملية الاعتقال أو تاريخها لكن معارضين إيرانيين تحدثوا عن حصولها في مطار بغداد بمجرد أن وطأ زم أرض العراق قادما من الأردن.

واعتبر مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي المنتخب، جو بايدن، جيد سوليفان، أن إعدام  الصحفي الإيراني يمثل "انتهاكا مروعا" لحقوق الإنسان، متوعدا بالوقوف مع الشركاء ضد الانتهاكات التي ترتكبها طهران، وذلك في أول تصريح له تجاه إيران.