ذكر التلفزيون الإسرائيلي، السبت، أن اغتيال العقل المدبر للأسلحة النووية الإيرانية محسن فخري زاده كان أهم ما في خطة إسرائيل الاستراتيجية طويلة المدى لتخريب البرنامج النووي الإيراني، وحرمان إيران من مصدر معرفي لا غنى عنه.
وحتى الآن لم يصدر تصريح رسمي من إسرائيل التي سارع الرئيس الإيراني حسن روحاني باتهامها بالمسؤولية عن عملية اغتيال العالم النووي.
وقال مصدر استخباراتي غربي، لم يذكر اسمه، للقناة 12، إن مقتل العالم النووي، الذي وصف في الماضي بأنه "أبو القنبلة النووية الإيرانية"، كان "أنجح" خطط إسرائيل طويلة المدى، حسبما نقل موقع "تايمز أوف إسرائيل".
كما نقل الموقع عن القناة 13 أن فخري زاده كان هدفا لعدد من رؤساء الوزراء الإسرائيليين وكذلك العديد من مديري الموساد مؤخرا.
واغتيل الجمعة الماضية فخري زاده، الذي وصفته إسرائيل بأنه عامل رئيس في مسعى إيران لامتلاك أسلحة نووية، عندما نُصب له كمين قرب طهران، حيث تعرضت سيارته لوابل من النيران. وتم نقله إلى المستشفى حيث لفظ أنفاسه الأخيرة.
وذكر الموقع أن إسرائيل تستعد لرد إيراني محتمل، كما ذكرت قناة "إن 12" الإخبارية الإسرائيلية أمس السبت أن إسرائيل رفعت حالة التأهب القصوى في سفاراتها بجميع أنحاء العالم.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية إن الوزارة لا تعلق على المسائل الأمنية المتعلقة بممثليها في الخارج.
وتقول صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" إن مسألة كيفية رد فعل طهران لاتزال مطروحة للنقاش، حيث اقترح الخبراء سيناريوهات مختلفة.
وتشمل هذه السيناريوهات: تكثيف برنامجها النووي ورفع مستوى تخصيب اليورانيوم مع التخلي عن المعاهدات الدولية، أو شن هجوم كبير على إسرائيل باستخدام الصواريخ أو وسائل أخرى، أو تنفيذ هجمات على السفارات الإسرائيلية أو الأهداف الإسرائيلية واليهودية في جميع أنحاء العالم، أو هجمات على السفن الإسرائيلية، أو هجمات عبر وكلائها على طول حدود إسرائيل في غزة ولبنان وسوريا.
ومن المقرر أن يجتمع مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر، الأحد. بينما لم ترد أنباء حتى الآن عن رفع الجيش الإسرائيلي درجة الاستعداد على طول حدود الدولة.
وفي هذا الإطار، دعا مقال رأي نشرته صحيفة إيرانية متشددة، الأحد، إيران إلى شن هجوم على مدينة حيفا الساحلية الإسرائيلية.
رغم أن صحيفة كيهان المتشددة تطلب منذ فترة طويلة بالرد العدواني على العمليات التي تستهدف إيران، ذهب مقال الرأي الذي نشرته إلى أبعد من ذلك، حيث أشار إلى تنفيذ أي هجوم بطريقة تدمر المنشآت و"تتسبب أيضا في خسائر بشرية كبيرة".
ونشرت كيهان المقال الذي كتبه المحلل الإيراني سعد الله زارعي، الذي رأى أن ردود فعل إيران السابقة على الغارات الجوية الإسرائيلية المشتبه بها التي قتلت عناصر من الحرس الثوري في سوريا، لم تكن كافية لردع إسرائيل.
وكتب زارعي أن ضرب حيفا وقتل عدد كبير من الناس "سيؤدي بالتأكيد إلى الردع، لأن الولايات المتحدة والنظام الإسرائيلي وعملائه ليسوا مستعدين بأي حال للمشاركة في حرب ومواجهة عسكرية".
وقال إن الهجوم على حيفا يجب أن يكون أكبر من هجوم إيران بالصواريخ الباليستية على القوات الأميركية في العراق عقب الضربة الأميركية بطائرة مسيرة التي قتلت قاسم سليماني في يناير.
وكانت إيران وأحد وكلائها، حزب الله في لبنان، هددا باستهداف حيفا، الواقعة على البحر الأبيض المتوسط.
وكان زعيم حزب الله حسن نصر الله هدد منذ مدة بضرب مخازن نترات الأمونيوم في حيفا، وهي سماد شديد الانفجار أدى إلى تفجير ميناء بيروت في أغسطس، والذي أسفر عن مقتل 193 شخصا وإصابة 6500 آخرين.