يشتبه مشرعون أميركيون في أن تركيا شغلت منظومة الصواريخ المضادة للطائرات الروسية "إس-400" لتعقب مقاتلات إف 16 تابعة لبلدان أعضاء في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، وفق تقرير من صحيفة "واشنطن إكزامينر" الأميركية.
ونقل التقرير عن مايكل روبن من معهد "أميركان إنتربرايز" قوله إن المشكلة برمتها في دمج الـ"إس-400" هي أنه من أجل القيام بذلك، عليك أن تقدم بعض الرموز وبعض تكنولوجيا حلف شمال الأطلسي أساسا للروس ويبدو أن هذا ما فعلوه".
وينظر المسؤولون الغربيون بقلق إلى تحول تركيا إلى تجار الأسلحة الروس في السنوات الأخيرة، لكن ورغم التهديد بفرض عقوبات أميركية، أكمل الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الاتفاق مع روسيا لاقتناء المنظومة.
وجراء ذلك، طردت إدارة الرئيس دونالد ترامب تركيا من برنامج المقاتلات الهجومية المشتركة من طراز F-35.
لكن المواجهة الأخيرة بين تركيا واليونان خلقت فرصة لأنقرة لتوجيه السلاح الروسي إلى طائرات إف-16 الأميركية الصنع.
وقال السناتور كريس فان هولن، عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، في بودكاست، الخميس، استضافه مجلس القيادة الأميركية اليونانية: "لدينا تقارير موثوقة للغاية بأن تركيا قامت بتفعيل S-400 في أواخر أغسطس ردا على المناورات العسكرية المشتركة التي تجريها اليونان وقبرص وإيطاليا وفرنسا في شرق البحر الأبيض المتوسط".
وتقوم هذه الدول الأربع، وجميعها أعضاء في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، بالتنسيق لإجبار إردوغان على التراجع في النزاعات حول السيطرة على المياه الغنية بالطاقة في شرق البحر الأبيض المتوسط.
وقال تقرير الصحيفة إن تقارير في وسائل إعلام يونانية أشارت إلى أن أنقرة شغلت منظومة، لكن القلق ظهر أيضا في واشنطن، ما دفع فان هولن والسيناتور الجمهوري عن أوكلاهوما جيمس لانكفورد لبعث رسالة إلى وزير الخارجية مايك بومبيو تقول إن "ما تردد مؤخرا عن تفعيل تركيا لنظام S-400 للكشف عن F-16 الأميركية يؤكد مخاوفنا الخطيرة بشأن قدرة روسيا على الوصول إلى البيانات الحساسة".
وتتنازع اليونان وتركيا العضوان في حلف شمال الأطلسي (ناتو) حول استغلال ثروات شرق المتوسط.
وبعد استعراض القوة وتصريحات مناوئة في أغسطس، اتفقت أنقرة وأثينا في سبتمبر على استئناف "المحادثات الاستكشافية" في موعد يحدد لاحقًا.