Skip to main content

تركيا مرة أخرى تحاول إبادة الأرمن

أنقرة متورطة بالحرب بأرسالها مرتزقة سوريين
AvaToday caption
من المرجح أن تؤدي تلك التصريحات إلى استفزاز أنقرة. وتقر تركيا بأن العديد من الأرمن الذين كانوا يعيشون في ظل الإمبراطورية العثمانية قتلوا في اشتباكات مع القوات العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى لكنها تعترض على الأرقام وتنفي أن عمليات القتل
posted onOctober 2, 2020
nocomment

اتّهم رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان في مقابلة مع صحيفة لو فيغارو الفرنسية نشرت الجمعة تركيا "بالتقدم مرة أخرى على طريق الإبادة الجماعية" وقال إن جيش أنقرة يقود بشكل مباشر هجوما لقوات أذربيجان على القوات الأرمينية حول إقليم ناغورنو قرەباغ.

وقال باشينيان إن أرمينيا لديها "أدلة" على أن تركيا تدعم عسكريًا القوات الأذربيجانية المشاركة في المعارك في ناغورني قرەباغ.

واتهم باشينيان تركيا بدعم الجيش الأذربيجاني بطائرات مقاتلة وطائرات بدون طيار ومعدات عسكرية أخرى وبإرسال مستشارين عسكريين و"مرتزقة وإرهابيين" إلى منطقة ناغورني قرەباغ.

وأكد باشينيان أنّه "لدينا ادلة"، وقال "إنهم يستخدمون طائرات مسيرة و(طائرات مقاتلة) اف 16 تركية لقصف مناطق مدنية في قرەباغ العليا".

وأردف "يجب أن يعلم المجتمع الدولي، وخاصة الشعب الأميركي، أن طائرات إف-16 الأميركية الصنع تُستخدم حاليًا لقتل أرمن في هذا الصراع". وتابع "هناك أدلة على أن قادة عسكريين أتراكا متورطون بشكل مباشر في قيادة الهجوم".

وقال باشينيان "زودت أنقرة باكو مركبات عسكرية وأسلحة و(أرسلت) مستشارين عسكريين. نعلم أن تركيا قامت بتدريب ونقل آلاف المرتزقة والإرهابيين من المناطق التي يحتلها الأتراك في شمال سوريا. إن هؤلاء المرتزقة والإرهابيين يقاتلون اليوم ضد الأرمن".

كما أشار باشينيان إلى "ما حدث في عام 1915 عندما ذبح أكثر من 1,5 مليون أرمني خلال اول إبادة جماعية في القرن العشرين". وبحسب قوله فإن "الدولة التركية التي لا تزال تنكر الماضي، تغامر مرة أخرى على طريق الإبادة الجماعية".

وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي ندّد بتدخّل جماعات جهاديّة في النزاع في منطقة ناغورني قرەباغ، أنّه سيتّصل بنظيره التركي رجب طيب أردوغان ليُطالبه بـ"تفسيرات"، داعياً حلف شمال الأطلسي إلى مواجهة تصرّفات أنقرة العضو في الحلف.

وقال ماكرون للصحافة خلال قمة الاتّحاد الأوروبي في بروكسل "حسب استخباراتنا، غادر 300 مقاتل من سوريا للتوجه الى باكو عبر غازي عنتاب (تركيا). إنهم معروفون ويتم تعقّبهم". وأضاف أنهم ينتمون إلى "مجموعات جهادية تنشط في منطقة حلب".

واعتبر باشينيان في مقابلته مع صحيفة لو فيغارو أن تركيا مسؤولة "بالتأكيد" عن التصعيد العسكري في ناغورني قرەباغ. وقال إن "رغبة تركيا هي تعزيز دورها ونفوذها في جنوب القوقاز وبالتالي تغيير الوضع الراهن، الساري منذ أكثر من قرن. إنها تسعى لتحقيق حلم بناء إمبراطورية وتشرع في طريق يمكن أن يشعل النار في المنطقة".

وكرر باشينيان أن فكرة وقف إطلاق النار سابقة لأوانها بالنسبة إلى أرمينيا في الوقت الحالي. وقال إن ناغورني قرەباغ وهي منطقة انفصالية يسكنها في الغالب الأرمن وتدعمها أرمينيا "لا يمكن أن تنزع سلاحها لأن ذلك قد يؤدي إلى إبادة جماعية".

وأفادت الأنباء بمقتل العشرات وإصابة المئات منذ يوم الأحد في قتال جدد المخاوف بشأن الاستقرار في جنوب القوقاز الذي تمر من خلاله خطوط الأنابيب التي تنقل النفط والغاز إلى الأسواق العالمية.

وقال باشينيان "الوضع أخطر بكثير (من الاشتباكات السابقة في عام 2016). سيكون من الأنسب مقارنته بما حدث في عام 1915 عندما قُتل أكثر من 1.5 مليون من الأرمن في أول إبادة جماعية في القرن العشرين".

وأضاف "الدولة التركية التي تواصل إنكار الماضي تغامر مرة أخرى بالسير في طريق الإبادة الجماعية".

ومن المرجح أن تؤدي تلك التصريحات إلى استفزاز أنقرة. وتقر تركيا بأن العديد من الأرمن الذين كانوا يعيشون في ظل الإمبراطورية العثمانية قتلوا في اشتباكات مع القوات العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى لكنها تعترض على الأرقام وتنفي أن عمليات القتل كانت مدبرة على نحو منهجي وتشكل إبادة جماعية.

وقال باشينيان إن تركيا أرسلت آلاف المرتزقة السوريين إلى المنطقة وإن ضباط الجيش الأتراك متورطون بشكل مباشر في قيادة الهجوم في أذربيجان لكنه لم يقدم أي دليل على تأكيداته.

وعلى الصعيد الدبلوماسيّ أعربت أرمينيا الجمعة عن استعدادها للعمل مع مجموعة الوساطة التي تشارك في رئاستها روسيا والولايات المتحدة وفرنسا للتوصل لوقف إطلاق النار في ناغورني قرەباغ التي تشهد معارك بين الجيش الأذربيجاني والانفصالين بدعم من يريفان منذ ستة أيام.

وأوضحت وزارة الخارجية الأرمينية في بيان في اليوم التالي لهذه الدعوة "نحن على استعداد للتعامل مع الدول التي تشارك في رئاسة مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا لوقف إطلاق النار على أساس اتفاقات 1994-1995".

ودعا رؤساء فرنسا وروسيا والولايات المتحدة أمس الخميس إلى وقف فوري لإطلاق النار بين أذربيجان والقوات العرقية الأرمينية حول ناجورنو قرة باغ لكن تركيا، وهي حليف لأذربيجان، قالت إن القوى الكبرى الثلاث يجب ألا يكون لها دور في مساعي السلام.

والدول الثلاث تشارك في رئاسة مجموعة مينسك، التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، والتي تشكلت عام 1992 للتوسط لحل الصراع بين أذربيجان والأرمن في جيب ناجورنو قرة باغ الجبلي في جنوب القوقاز.

وعلى الصعيد الميدانيّ، استمر القصف المدفعي العنيف المتبادل بين المقاتلين الأرمن والجيش الأذربيجاني الخميس، فيما اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن نشر مقاتلين جهاديين في ناغورني قرەباغ يعد تطوراً "جديداً خطيراً".

وجددت روسيا والغرب الدعوات إلى وقف القتال المتواصل منذ أيام في الجيب الانفصالي والذي أسفر عن مقتل أكثر من 130 شخصاً.

وفي دعوة مشتركة، حض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب وماكرون، الطرفين على العودة إلى المفاوضات الهادفة إلى تسوية هذا النزاع القديم.

في مارتوني، القرية الصغيرة الواقعة على بعد 25 كلم من خط الجبهة، أرغم القصف الشديد السكان على الهرب من شراسة الهجمات عبر الاحتماء في أقبية تحت بيوتهم.

وقتل أربعة مدنيين نتيجة هذا القصف، وفق الانفصاليين، وأصيب 11 آخرون بينهم أربعة صحافيين على الأقل.

وأكدت وزارة الدفاع الأرمينية مساء الخميس أن "المواجهات متواصلة على طول الجبهة. يجري صد هجمات الأذربيجانيين".

وتعهد أرتاك ألويان وهو عامل بناء يبلغ 54 عاماً، احتمى في قبو منزله مع مسنّ يقطن في حيه، بالبقاء في قرەباغ رغم المعارك التي لم تشهد المنطقة مثيلاً لها منذ سنوات.

وقال لفرانس برس "بنيت هذا البيت بيدي. لن أذهب إلى أي مكان. الأمر محسوم. سأموت هنا في المعركة الأخيرة".

وكان صحافيون بينهم فريق من فرانس برس يجرون مقابلات مع السكان حين وقع قصف قرب مارتوني ما أدى إلى إصابة مراسل ومصور من صحيفة "لوموند" الفرنسية بجروح. ولم يصب أي من صحافيي فرانس برس.

ودخل البلدان الخصمان في القوقاز في نزاع مرير بشأن منطقة قرەباغ منذ انهيار الاتحاد السوفيتي عندما انفصلت المقاطعة ذات الغالبية العرقية الأرمينية عن أذربيجان.

والأحد اندلعت أعنف اشتباكات بين القوات الأرمينية والأذربيجانية منذ سنوات وتأكد مقتل نحو 130 شخصا بينما تواصل القتال لليوم الخامس على التوالي.

ويخشى إذا ما اندلعت حرب مباشرة بين أذربيجان المسلمة وأرمينيا ذات الغالبية المسيحية أن تُستدرج إلى النزاع قوتان إقليميتان هما روسيا وتركيا اللتان تدعم كل منهما طرفًا في النزاع.

وتنضوي يريفان في تحالف عسكري لجمهوريات سوفياتية سابقة بقيادة موسكو واتهمت تركيا بإرسال مرتزقة من شمال سوريا لدعم القوات الأذربيجانية في النزاع الدائر في قرەباغ.

والتدخل العسكري لأنقرة غير ثابت، إذ تؤكده حتى الآن أرمينيا فقط، وقد أفادت أن تركيا نشرت طائرات إف-16 وطيارين وطائرات مسيرة وخبراء عسكريين.

وأعلنت يريفان الخميس أنها استدعت سفيرها في تل أبيب للتشاور حول بيع أسلحة إسرائيلية لأذربيجان.

غير أنّ صحافيًا في وكالة فرانس برس في منطقة بيلاغان في جنوب البلاد شهد تشييع جنازة جندي قتل في الاشتباكات.

وأثار إعلان استقلال قرەباغ عن أذربيجان حربًا في أوائل التسعينات أودت بحياة 30 ألف شخص، لكن لم تعترف أي جهة بعد، ولا حتى أرمينيا، باستقلال الإقليم.

وأعلنت أرمينيا وقرەباغ الأحكام العرفية والتعبئة العسكرية العامة الأحد، فيما فرضت أذربيجان الأحكام العسكرية وحظر تجول في المدن الكبرى.

والمحادثات الهادفة إلى تسوية النزاع، والتي بدأت مع تفكك الاتحاد السوفياتي في 1991، متعثرة بشكل كبير منذ اتفاقية لوقف إطلاق النار عام 1994.