Skip to main content

هل يقدم جو بايدن طوق نجاة لإيران؟

جو بايدن، المرشح الديقراطي لرئاسة الأمريكية
AvaToday caption
على أن طهران تمول وتسلّح وتدرّب الإرهابيين والجماعات الإرهابية من اليمن إلى لبنان إلى العراق، والتي تعمل على نشر الدمار والفوضى في المنطقة
posted onAugust 11, 2020
nocomment

حذّرت وكالة ”يونايتد برس إنترناشيونال“ الأمريكية من عواقب السياسة التي يريد المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية جو بايدن الاستعانة بها في التعامل مع إيران.

ويخوض بايدن سباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية مع الرئيس الحالي دونالد ترامب، يوم الثالث من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، حيث أشار المرشح الديمقراطي إلى أنه يريد إستراتيجية جديدة في التعاطي مع إيران عن الطريق الدبلوماسي، على عكس النهج الذي استعان به ترامب في ولايته الأولى.

وقالت الوكالة في تقرير كتبه ستروان ستينفسون إن التعامل الفوضوي للرئيس ترامب مع أزمة فيروس كورونا أدى إلى تراجع شعبيته، وعزز فرص الديمقراطيين في الوصول إلى البيت الأبيض مطلع العام المقبل، ولكن ما الذي يعنيه وصول بايدن إلى مقعد الرئاسة بالنسبة للشرق الأوسط، وبصورة خاصة إيران.

وأضافت ”أكد ترامب خلال زيارته إلى الرياض في مايو 2017 أن إيران هي الراعي الرئيس للإرهاب في الشرق الأوسط، وتؤيد الرئيس السوري بشار الأسد، وشدد على أن طهران تمول وتسلّح وتدرّب الإرهابيين والجماعات الإرهابية من اليمن إلى لبنان إلى العراق، والتي تعمل على نشر الدمار والفوضى في المنطقة“.

وتابعت الوكالة الأمريكية ”صنّف الرئيس الأمريكي النظام الإيراني على أنه يتحدث علانية عن القتل الجماعي، تدمير إسرائيل، والموت لأمريكا، وأنه يريد الخراب للعديد من دول وقادة المنطقة. واتهم ترامب الرئيس السابق باراك أوباما بالعمل على استرضاء إيران، وأدان اتفاقه النووي مع طهران بوصفه الأسوأ في التاريخ، ولم يهدر وقتاً في انسحاب الولايات المتحدة من هذا الاتفاق“.

وأشارت إلى أن ترامب وقّع بعد ذلك أمراً تنفيذياً لفرض عقوبات صارمة على إيران، وهو ما تسبب في إصابة النظام الإيراني الذي يقوده المرشد الأعلى علي خامنئي بصدمة قوية، حيث استهدفت العقوبات خامنئي ووزير الخارجية محمد جواد ظريف، و8 قادة بارزين في القوات البحرية والجوية والبرية الإيرانية، والحرس الثوري الإيراني، وقوات النخبة التابعة للنظام.

وقالت ”هؤلاء القادة أشرفوا على الأنشطة الإقليمية الإيرانية الشريرة، والتي تتضمن برامج الصواريخ الباليستية الاستفزازية، وتخريب ناقلات النفط في الخليج، إضافة إلى دعم الحرب الأهلية الدموية التي يخوضها بشار الأسد في سوريا، ودعم والمتمردين الحوثيين في اليمن، وحزب الله الإرهابي في لبنان، والميليشيات الشيعية الوحشية في العراق“.

وذكرت أن ”ترامب ذهب إلى ما هو أبعد من ذلك، في كانون الثاني/ يناير من العام الجاري، حيث أمر باغتيال قاسم سليماني، قائد قوة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني، في غارة لطائرة مسيرة بالقرب من مطار بغداد، حيث اغتيل سليماني وأبو مهدي المهندس قائد كتائب حزب الله الإرهابية العراقية“.

كما أشارت إلى أن ”ملالي إيران تعهدوا بالانتقام، في رد فعل يعكس حالة جنون العظمة فقد أسقطوا طائرة ركاب أوكرانية بعد ذلك بأسبوع، ما أسفر عن مصرع 176 راكباً بالإضافة إلى طاقم الطائرة، بعد اعتقاده عن طريق الخطأ أنها طائرة عسكرية أمريكية. حاول الملالي على مدار أيام قليلة إنكار مسؤوليتهم عن إسقاط الطائرة، قبل أن يعترفوا في نهاية المطاف“.

ولفتت إلى أن قانون قيصر الذي تم تقديمه في حزيران/ يونيو الماضي، ويفرض عقوبات على الحكومات والشركات التي تواصل دعم نظام الأسد ومساعدته، ضاعف الضغط على الملالي الإيرانيين وحلفائهم.

ونوهت الوكالة بأن ”جماعات حقوق الإنسان أشادت بقانون قيصر، على اعتبار انه انتصار كبير في جهودها المتواصلة لمحاسبة نظام الأسد على جرائم الحرب التي ارتكبها ولا يزال يرتكبها ضد شعبه. ويفرض القانون عقوبات صارمة على نظام الأسد والمتعاونين معه، وكذلك، لأول مرة، على حكومتي روسيا وإيران لدعمهما المستمر للنظام السوري“.

ورأت الوكالة الأمريكية أن ”حملة الضغط القصوى التي مارسها ترامب على النظام الإيراني حققت نتائج مثيرة.. الريال الإيراني يتراجع بشدة، والبطالة ترتفع، إضافة إلى تأثير تراجع أسعار النفط وتبعات تفشي فيروس (كورونا) المستجد. يشعر الشعب الإيراني البالغ تعداده 80 مليون نسمة بالغضب الشديد تجاه الحكومة، حيث يعاني الإيرانيون منذ 4 عقود تحت حكم نظام الملالي الإجرامي والفاسد، ويطالبون بالإطاحة به“.

وأردفت ”توصلت واشنطن إلى أن الطريقة الوحيدة لاستعادة الحرية والديمقراطية والعدالة للشعب الإيراني تتمثل في تشجيع تغيير النظام، وفي يونيو الماضي، قام مجلس النواب بتمرير مشروع قانون يطالب بالعمل على مواجهة تهديدات النظام الإيراني، والاعتراف بحق الشعب الإيراني وكفاحه في إقامة الجمهورية الإيرانية الديمقراطية العلمانية غير النووية. هذا القرار المفاجئ الذي اتخذه الكونغرس الأمريكي، بالإضافة إلى حملة عقوبات (الضغط الأقصى) التي قادها ترامب، جعل ملالي إيران يجثون على ركبهم“.

وقالت ”رغم أن مشروع القرار حظي بدعم قوي من نواب الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الكونغرس، فإن جو بايدن نشر مسودة خطة انتخابات 2020، التي يرغب في تطبيقها حال وصوله إلى البيت الأبيض، والتي قال فيها إنه سيعارض تغيير النظام في إيران“.

وعلّقت الوكالة ”محاولة بايدن لتقديم طوق النجاة إلى ملالي إيران تأتي في توقيت مدمر بالنسبة للشعب الإيراني. حيث سيرون ذلك على أنه خيانة. الأهم من ذلك أن إعلان بايدن لاقى ترحيباً من المتحدث باسم النظام الإيراني علي ربيعي، الذي قال إنه خطوة صغيرة ولكنها إيجابية في فهم حقيقة الأمور في إيران، ولكنها تزال خطوة تحمل الكثير من الطموح“.

وأضافت ”بالعودة إلى السياسات الفاشلة التي انتهجها الرئيس السابق أوباما، فإن بايدن يقول إنه سيتعامل مع إيران عبر الدبلوماسية، وإنه سيعود إلى الاتفاق النووي الإيراني مع رجال المؤسسة الدينية الإيرانية“.

وتابعت ”الأعمال الخطيرة والعدائية التي يقوم بها الملالي يجب أن تدق أجراس الخطر، هجماتهم المستمرة على منشآت النفط السعودية وناقلات النفط في مضيق هرمز، وهجومهم الصاروخي الباليستي الأخير على حاملة طائرات وهمية في نفس المضيق تظهر إلى أي مدى يشتهي الملالي استمرار عدوانهم المثير ورغبتهم في الحرب“.

ورأت أنه يتوجب على بايدن أن يعيد ترتيب أفكاره من جديد، في ظل حملة القمع الوحشية التي قام بها النظام الإيراني ضد المتظاهرين المناهضين له، ما تسبب في مقتل أكثر من 1500 شخص، واعتقال وسجن الآلاف خلال الاحتجاجات الشعبية الواسعة التي شهدتها البلاد في نوفمبر الماضي.

وختمت تقريرها بالقول إن ”السلوك العدواني للنظام الإيراني المولع بالحرب يثبت أن محاولات التفاوض الدبلوماسي والاسترضاء ستكون دون أي قيمة. يجب أن تُظهر أمريكا دعمها للملايين من الشعب الإيراني الواقعين تحت القمع. مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، المقرر لها الثالث من نوفمبر المقبل، فإن هذا الانقسام الحاد بين الجمهوريين والديمقراطيين فيما يتعلق بسياسة أمريكا في الشرق الأوسط يجب أن يحصل على وقت أطول لمناقشته. الشعب الإيراني يصرخ من أجل الحصول على دعم أمريكا“.