في وقت ما زالت فيه البلاد تسجّل إصابات كثيرة يومياً بفيروس كورونا المستجد، زعم خطيب صلاة الجمعة في مدينة قم الإيرانية، عباس موسوي مطلق، أن الوباء ما هو إلا فيروس "علماني يستهدف المجتمعات المتدينة لحرفها عن الدين، ويحاول بآثاره المدمرة دفعها إلى الضلال"، بحسب تعبيره.
وأصر خطيب الجمعة، أن على الناس اتباع تعليمات الخبراء الدينيين في إقامة مراسم دينية هذا الشهر.
يذكر أنه وخلال الأيام الأخيرة، انتقد العديد من رجال الدين استمرار القيود بسبب تفشي موجة ثانية من الوباء في إيران، مع مواعيد بعد المناسبات الدينية المعروفة في البلاد.
وهذه ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها رجال الدين مسؤولون في النظام الإيراني عن افتراضات غريبة حول الوباء، حيث زعم رجل الدين المتشدد، آية الله محمد سعيدي، في مارس/ آذار الماضي، أن "المبالغة في تقدير خطر الوباء هو مؤامرة من قبل الأعداء".
وأضاف أن كورونا هو جزء من "صراع الحضارات" الذي تحرض عليه القوى الغربية ضد الإسلام والمسلمين، على حد زعمه.
كما أن المرشد الإيراني علي خامنئي، اتهم واشنطن، في كلمة في مارس الماضي بـ"تخليق" فيروس كورونا وذلك "بشكل يتناسب مع جينات الإيرانيين"، رافضا العرض الأميركي لمساعدة طهران في مكافحة المرض.
إلا أن نائب وزير الصحة الإيراني، رضا ملك زاده، كان أكد أنه على الناس أخذ التوصيات الصحية على محمل الجد مع تسارع انتشار موجة جديدة في إيران.
في حين لا يزال الجدل في إيران مشتعلا حول الإحصائيات الحقيقية لعدد الإصابات والوفيات، حيث قدر البرلمان الإيراني في وقت سابق أن الأرقام الحقيقية للوفيات ضعفا ما تعلنه وزارة الصحة، بينما أرقام الإصابات من 8 إلى 10 أضعاف.
يذكر أن استجابة إيران للأزمة منذ بدايتها عشوائية، فقد رفض رجال الدين والحرس الثوري في البداية إغلاق المواقع والمزارات الدينية والمساجد في الأسابيع الأولى للوباء، بذريعة أنها "أماكن مقدسة لا تضر بزائريها"، بحسب تعبيرهم.