Skip to main content

إحالة الكيلوغرام الى التقاعد

تغييرلا في الأوزان ولكن بطرق علمية و بحثية
AvaToday caption
أن وحدة الكيلوغرام المحددة حديثًا لن تؤثر على الميزان الذي نستخدمه لقياس أوزاننا أو الأشياء التي نشتريها
posted onNovember 17, 2018
nocomment

أقر ممثلون من أكثر من 50 دولة، في اجتماع بفرساي خارج باريس، بالإجماع تعريفا جديدا لوحدة الكيلوغرام، وهو أول تغيير من نوعه.

وقال سيباستيان كانديل، رئيس الأكاديمية الفرنسية للعلوم، في معرض افتتاحه الجلسة التي أقرت التغيير “اليوم سيكون نقطة فارقة في تعريف الوحدات للنظام الدولي”.

وصوّت المجتمعون على إعادة تعريف للكيلوغرام لإنهاء الاستناد على مدار 129 عاما في تعريفهم للوحدة الأساسية للكتلة على جسم مادي وهي أسطوانة مصنوعة من البلاتين والإيريديوم، وتحمل الاسم الرسمي “النسخة الأولية الدولية للكيلوغرام”.

وبهذا القرار ستحال هذه الأسطوانة التي توجد في خزانة بالمكتب الدولي للأوزان والقياسات (بي.أي.بي.إم) في ضاحية سيفر بباريس منذ عام 1889، إلى التقاعد أخيرا.

ويعدّ الكيلوغرام وحدة الوزن الدولية المعيارية الوحيدة التي يتم تعريفها بصورة مادية، بخلاف المتر والثانية والأمبير وباقي وحدات القياس الوزن التي يتم تحديدها على أساس ثوابت حسابية تشكل حقائق فيزيائية وليس أجساما مادية.

وقد حاول العلماء المختصون بعلم القياس والموازين، طوال عقود، أن يحيلوا الكتلة الأسطوانية المعروفة باسم “الألف الكبيرة” إلى التقاعد.

وتحظى الألف الكبيرة بحماية أمنية عالية خارج العاصمة الفرنسية باريس، وهناك نسخ أخرى منها في مدن عالمية أخرى، لكنها كلها تعتمد على الكيلوغرام الأولي الدولي.

ويكمن المشكل في أن هذه الأسطوانة المعيارية المحددة لوزن الكيلوغرام، التي يصل قطرها إلى 39 ميلمترا وارتفاعها 39 ميليمترا أيضا، قد ينقص وزنها بعد أن تخسر ذرات مع الزمن أو ربما تتحطم عن طريق الصدفة أو لأي سبب من الأسباب.

وهذا التصويت الذي وقع إجراؤه الجمعة سيقدم تعريفا جديدا لوحدة الكيلوغرام يناسب القرن الحادي والعشرين من خلال ربطه بخاصية أساسية للكون، وهي قيمة صغيرة ودقيقة من الفيزياء الكمية معروفة باسم الثابت الحسابي أو “ثابت بلانك” والتي تصف أصغر وحدة ممكنة من الطاقة.

وبفضل اكتشاف ألبرت أينشتاين بارتباط الطاقة والكتلة، فإن تحديد مقدار الطاقة في هذه الوحدة بالضبط يمكن أن يسمح للعلماء بتعريف الكتلة من حيث ثابت بلانك -وهي قيمة يجب أن تصمد عبر الفضاء والوقت- بدلا من الاعتماد على أسطوانة معدنية غير ثابتة.

وإعادة التعريف هي نتيجة لسعي عالمي طوال عقود لقياس ثابت بلانك بدقة بالقدر الكافي، بحيث تصمد القيمة أمام التدقيق العلمي.

وعلى الرغم من أن وحدة الكيلوغرام المحددة حديثًا لن تؤثر على الميزان الذي نستخدمه لقياس أوزاننا أو الأشياء التي نشتريها، إلا أنه ستكون لديها تطبيقات عملية في الأبحاث والصناعات التي تعتمد على القياس الدقيق.

وتصويت الجمعة هو في الغالب شكلي، حيث يوجد توافق علمي دولي بشأنه، لكن بالنسبة إلى جون برات، أحد قادة هذا الجهد العالمي، فإن الحدث يدور حول أكثر من مجرد الرمزية، وأكبر من الأعمال التجارية وحتى ما بعد الفيزياء.

وقال برات لصحيفة واشنطن بوست إن إعادة التعريف تمثل شيئًا رفيعا في هذا العصر المليء بالصراعات والعنف، عندما يبدو أن هناك القليل جدا الذي يمكن الاتفاق عليه. “فهو اعتراف بالحقيقة الثابتة أن الطبيعة لديها قوانين نخضع لها جميعا، وهي خطوة أخرى نحو حلم نبيل، وهو في فهمنا لقوانين الطبيعة، يمكن للعلماء المساعدة في بناء عالم أفضل”.

إلا أن قيمة الكيلوغرام لن تتغير. ومن المقرر أن يدخل التعريف الجديد حيّز التنفيذ في 20 مايو 2019.