أفادت بيانات رفينيتيف أيكون بأن ثالث شحنة من مجموعة ناقلات إيرانية تنقل الوقود إلى فنزويلا المتعطشة له تقترب من المنطقة الاقتصادية الخالصة للبلد الواقع بأميركا الجنوبية اليوم الثلاثاء في حين يجري الاستعداد لتفريغ الشحنتين السابقتين.
ودخلت الناقلة بيتونيا التي ترفع علم إيران البحر الكاريبي أمس الاثنين بعد أن عبرت المحيط الأطلسي متبعة المسار نفسه الذي اجتازته الناقلتان السابقتان فورتشن وفورست.
واستقبل طارق العيسمي وزير النفط الفنزويلي فورتشن في مصفاة إل باليتو التي تديرها شركة النفط الوطنية الفنزويلية (بي.دي.في.إس.إيه) وشكر إيران على دعمها وسط هذه الأزمة التي دفعت مواطني فنزويلا للانتظار في صفوف طويلة للحصول على البنزين.
وانتقدت الولايات المتحدة هذه الصفقة بين البلدين العضوين في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) إذ أن الدولتين تخضعان لعقوبات. وقال مسؤول أميركي هذا الشهر إن إدارة الرئيس دونالد ترامب تدرس الرد على هذه الشحنات مما دفع الحكومة الإيرانية لتحذير واشنطن من أي عمل عسكري.
ولم يبد أن الناقلات واجهت أي تدخل أثناء رحلتها.
وغيرت الناقلة فورست، وهي الثانية في مجموعة الناقلات، وجهتها إلى مرسى تابع لمصفاة كاردون التي تديرها شركة النفط الوطنية الفنزويلية حيث يُتوقع أن ترسو اليوم وفقا لمصدرين ولبيانات أيكون التي توضح مسارها.
ووفقا لحكومتي إيران وفنزويلا ومصادر صحافية في البلدين أرسلت إيران 1.53 مليون برميل من البنزين ومشتقاته إلى فنزويلا التي كانت تملك أكبر احتياطي مؤكد للنفط في العالم، لكنها لم تعد تُنتج سوى حوالى 622 ألف برميل يومياً، أي خمس الكمية التي كانت تنتجها منذ عشر سنوات، وفق أوبك.
وتعزو حكومة نيكولاس مادورو هذا الانهيار إلى العقوبات الأميركية، في حين ينسبها خبراء فنزويليون ومعارضون قريبون من خوان غوايدو إلى خيارات سياسية خاطئة وانعدام الاستثمار والفساد.
وصرّح رئيس القيادة الأميركية الجنوبية في منقطة الكاريبي الأدميرال كريغ فالر أن واشنطن تتابع "بقلق" أعمال إيران المتعلقة بفنزويلا، من دون ذكر ناقلات النفط الإيرانية.
وفرضت واشنطن التي تعتبر مادورو "دكتاتوراً" وتسعى للإطاحة به، عقوبات على صادرات الخام لفنزويلا وإيران وكذلك على العديد من المسؤولين الحكوميين والعسكريين في البلدين.
وأدت العقوبات الأميركية إلى تقريب علاقات إيران مع الدول المعارضة لسياسات الولايات المتحدة حيث حرضت طهران على تعزيز التعاون مع هذه البلدان عبر سياسة خارجية تقلل من عزلتها.
وفي الأسابيع الأخيرة، زادت الاتصالات السياسية بين إيران وفنزويلا حيث شهدت رحلات شركة ماهان الإيرانية الجوية إلى كاراكاس حركية نشطة أكثر من قبل.
وأعلنت إيران مراراً دعمها لمادورو الذي يحظى أيضاً بدعم روسيا والصين وكوبا.
والعلاقات الوثيقة بين كراكاس وطهران تعود إلى زمن الرئيس الراحل هوغو تشافيز (1999-2013) الذي خلفه مادورو.