كشف وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن واشنطن لديها معلومات مؤكدة تفيد بأن الناقلة الإيرانية أدريان داريا اتجهت إلى سوريا.
وقال بومبيو على تويتر "لدينا معلومات ذات مصداقية تفيد بأن الناقلة... اتجهت إلى طرطوس في سوريا. آمل أن تغير مسارها".
وأضاف "من الخطأ الجسيم الثقة بظريف"، مشيرا إلى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الذي أكد لبريطانيا أن الناقلة لن تبحر إلى سوريا.
وكان بومبيو قد صرح أنه إذا توجهت الناقلة إلى سوريا، فإن واشنطن ستتخذ جميع الإجراءات المتسقة مع العقوبات.
وكانت بيانات ريفينيتيف لتعقب حركة السفن أشارت إلى أن أدريان داريا (غريس 1 سابقا) بعد أن غيرت مسارها عدة مرات اتجهت يوم الجمعة إلى ميناء الإسكندرونة التركي على بعد نحو 200 كيلومتر شمالي مصفاة بانياس في سوريا التي يعتقد أنها كانت المقصد الأصلي للناقلة.
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الجمعة إنه رغم بيانات التعقب فإن الناقلة ليست متجهة لموانئ تركية "بكل تأكيد" ولكن إلى المياه اللبنانية.
وكان الوزير قد قال في وقت سابق الجمعة إن الناقلة تتجه إلى الميناء "الرئيسي" في لبنان، لكنه قال للصحفيين لاحقا خلال مؤتمر في أوسلو "لم أقصد أن هذه الناقلة تتجه إلى ميناء لبناني، لكن وفقا لمعلومات الإحداثيات فإنها تتجه إلى المياه الإقليمية للبلاد".
وأضاف "هذا لا يعني أنها ستصل إلى ميناء لبناني...نحن نراقب الموقف عن كثب".
وكانت أدريان داريا تحمل مليوني برميل نفط وقت الإفراج عنها في جبل طارق.
وقال وزير المال اللبناني علي حسن خليل الجمعة إنه لم يتم إبلاغ لبنان بأن الناقلة الإيرانية تبحر متجهة لأحد الموانئ اللبنانية.
وقال خليل "لم نتبلغ بقدوم ناقلة النفط الإيرانية إلى لبنان".
يشير الغموض على ما يبدو إلى مخاطر العقوبات التي قد يتعرض لها أي بلد يخاطر باستقبال الناقلة. وكانت أدريان داريا تتجه في الساعة 14:00 بتوقيت جرينتش نحو الممر المائي بين تركيا وقبرص بعد سلسلة تغييرات في مساراتها بالبحر المتوسط وفق بيانات تعقب السفن.
واحتجزت السفينة قبالة جبل طارق لاشتباه بريطانيا في أنها كانت تنقل النفط إلى سوريا في انتهاك لعقوبات الاتحاد الأوروبي.
وتقول الولايات المتحدة إن الحرس الثوري الإيراني، الذي تعتبره منظمة إرهابية، هو من يدير الناقلة.
وقال متحدث باسم الخارجية الأميركية "الأمر المهم هنا هو أنها تحمل نفطا يدعم إرهاب نظام" الرئيس بشار الأسد.
وأضاف المتحدث الذي طلب عدم ذكر اسمه أن الإدارة الأميركية عبرت عن "موقفها الحاسم عبر القنوات الدبلوماسية لكل الموانئ في البحر المتوسط بأن عليها توخي الحذر من مغبة تقديم تسهيلات" للناقلة.
وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية الجمعة أن السلطات الأميركية فرضت عقوبات على ناقلة النفط الإيرانية أدريان داريا 1 - المتهمة بنقل نفط إلى سوريا رغم العقوبات - وعلى قبطانها.
وقالت الوزارة في بيان "أدريان داريا 1 تُعتبر ملكيّةً محظورة وفقًا لقرار تنفيذي يستهدف الإرهابيين وأولئك الذين يدعمون الإرهابيين أو الأعمال الإرهابية". وأضافت أن قبطان الناقلة أخيليش كومار مستهدف ايضا بهذه العقوبات.
وقالت مصادر في قطاع الشحن إن الناقلة ستحتاج إلى عملية نقل لحمولتها من سفينة لأخرى قبل أن تكون قادرة على دخول ميناء مثل بيروت إذ لا يتوفر فيه عمق المياه المناسب لناقلة ضخمة تنقل حمولة كاملة.
وأضافت المصادر أن الناقلة يمكنها أن تفرغ حمولتها قبالة الساحل صوب ميناء طرابلس اللبناني الذي يقع إلى الشمال وهو أقرب للساحل السوري. وهناك منطقة خارج حدود ميناء طرابلس يمكن فيها توقف السفن لعمليات نقل الحمولة من سفينة لأخرى.
وخلال الأعوام الماضية تم استخدام الميناءين، بيروت وطرابلس، لنقل الشحنات المتجهة لسوريا خلال الصراع السوري.
ونقل عن متحدث حكومي إيراني قوله يوم الاثنين إن إيران باعت النفط على متن الناقلة وإن مالكها، الذي لم يكشف عن هويته، سيقرر وجهتها.
وبعد إطلاق سلطات جبل طارق للناقلة قالت إن وجهتها هي ميناء كالاماتا اليوناني ثم غيرتها إلى ميناء ميرسين التركي. وأمس الخميس غيرت الناقلة مسارها فجأة متجهة للغرب أولا ثم صوب الجنوب مبتعدة عن الساحل التركي.
وأثناء وجودها في منطقة إلى الغرب من قبرص صباح يوم الجمعة قامت بتغيير مسارها مرة أخرى.