أعلنت أوكرانيا، اليوم الثلاثاء، أنها تتوقع هجوماً روسياً ثالثاً على أفدييفكا خلال بضعة أسابيع، بعدما شنت موسكو في منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي هجوماً واسع النطاق بهدف الاستيلاء على المدينة الواقعة في شرق البلاد.
وقال رئيس بلدية أفدييفكا فيتالي باراباش "سيكون هناك بالتأكيد موجة ثالثة. يعيد العدو تجميع صفوفه بعد الموجة الثانية من الهجمات غير الناجحة. إنه بصدد إعادة بناء احتياطاته سواء من حيث المعدات أو الأفراد".
وأضاف في حديث مع قناة تلفزيونية أوكرانية، "من المرجح جداً أن يكونوا مستعدين للموجة الثالثة، لكن الظروف الجوية لا تسمح لهم باستخدام المعدات".
تقع مدينة أفدييفكا الصناعية في دونباس، وهي عملياً على خط المواجهة منذ ما قبل الاجتياح الروسي في فبراير (شباط) 2022، إذ تحاول القوات الانفصالية بقيادة موسكو السيطرة عليها منذ عام 2014.
وتقع البلدة على بعد 13 كيلومتراً شمال دونيتسك، عاصمة" المنطقة التي تحمل الاسم نفسه والخاضعة للسيطرة الروسية، والتي أعلن بوتين ضمها.
شنت القوات الروسية هجوماً على أفدييفكا في الـ10 من أكتوبر الماضي، لكن محاولتها الأولى ألحقت بها خسائر فادحة. رغم الهجمات المستمرة، تؤكد القوات الأوكرانية أنها لا تزال صامدة.
ولا يزال نحو 1600 شخص يقيمون في أفدييفكا التي كانت تضم نحو 30 ألف نسمة قبل بدء الحرب الروسية - الأوكرانية.
قالت وزارة الدفاع الروسية إن أنظمة الدفاع الجوي اعترضت ودمرت ما مجموعه 17 طائرة مسيرة أطلقتها أوكرانيا في وقت مبكر من اليوم الثلاثاء فوق البحر الأسود وشبه جزيرة القرم. وأضافت الوزارة على تطبيق "تيليغرام" أن تسع طائرات مسيرة دمرتها أنظمة الدفاع الجوي واعترضت منظومة الحرب الإلكترونية ثماني.
وكان حاكم ميناء سيفاستوبول على البحر الأسود ميخائيل رازفوجاييف، الذي عينته روسيا، قال، في وقت سابق، إن الحطام سقط على سطح منزل في قرية أندرييفكا، في ضواحي سيفاستوبول، ما أدى إلى اشتعال النيران فيه لفترة وجيزة.
ولم ترد معلومات عن سقوط ضحايا محتملين.
أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس الإثنين، أن "الوقت ليس ملائماً لإجراء انتخابات"، في خضم جدل بين قادة البلاد حول احتمال إجراء انتخابات رئاسية مقررة أصلاً العام المقبل.
وقال زيلينسكي في مداخلته اليومية "علينا أن نقرر أن الوقت هو للدفاع، للمعركة التي يتوقف عليها مصير الدولة والشعب، وليس لمسرحية تنتظرها روسيا دون سواها من أوكرانيا. أعتقد أن الوقت ليس ملائماً لإجراء انتخابات". وأضاف "علينا أن نتوحد، لا أن ننقسم، لا أن نتفرق في خلافات أو أولويات أخرى".
ولو لم تبدأ روسيا هجومها في فبراير (شباط) 2022، لكانت الانتخابات التشريعية جرت في أوكرانيا في أكتوبر (تشرين الأول) من هذا العام، تعقبها الانتخابات الرئاسية في مارس (آذار) 2024.
لكن كييف تشعر بالحيرة في ظل الوضع الراهن، فحلفاؤها الغربيون يحضونها على تنظيم انتخابات ديمقراطية في حين أن نحو 20 في المئة من أراضيها تسيطر عليها روسيا مع لجوء ملايين الأوكرانيين إلى الخارج.
وثمة عائق آخر كبير، إذ ينبغي تغيير القانون الانتخابي لإفساح المجال لإجراء انتخابات في ظل الأحكام العرفية السارية راهناً.
وشدد زيلينسكي مساء أمس الإثنين على أنه "لا مكان للنزاعات". وتابع "ندرك جميعاً اليوم، في زمن الحرب، وفي وقت تكثر التحديات، أنه من غير المسؤول تماماً إطلاق موضوع الانتخابات في المجتمع بخفة".
وأعلن وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، الجمعة الماضي، أن "الرئيس الأوكراني يدرس (موضوع الانتخابات) ويقيم الإيجابيات والسلبيات"، لافتاً إلى أن الانتخابات تطرح على السلطات تحديات غير مسبوقة.
وأعلن زيلينسكي في وقت سابق، أمس الإثنين، "تدمير" السفينة الروسية الكبيرة "أسكولد" في حوض بناء السفن في كيرتش بشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو، وذلك بعد يومين من إعلان الجيش الأوكراني أنه شن "بنجاح" ضربات على هذه المنطقة.
وقال زيلينسكي في مداخلته اليومية عبر شبكات التواصل الاجتماعي "أوجه الشكر إلى جميع من أسهموا في تدمير السفينة الروسية في حوض بناء السفن بكيرتش".
قتل مستشار قريب من قائد الجيش الأوكراني فاليري زالوجني، أمس الإثنين، بانفجار هدية تلقاها بمناسبة عيد ميلاده، وفق ما أعلن المسؤول العسكري عبر "تيليغرام".
وقال زالوجني "في ظروف مأسوية، قتل مساعدي وصديقي القريب المايجور غينادي تشاستياكوف (...) يوم عيد ميلاده"، مضيفاً أن "عبوة ناسفة مجهولة انفجرت في إحدى هداياه"، ومعلناً فتح "تحقيق أولي". وتابع أن "الأسباب والملابسات سيتم تحديدها خلال التحقيق"، مؤكداً أنه يشعر "بألم لا يوصف".
وفي بيان آخر نشر على "إنستغرام"، اعتبر زالوجني أن مقتل غينادي تشاستياكوف يشكل "خسارة كبيرة للقوات المسلحة الأوكرانية، ولي شخصياً".
من جانبه، قال وزير الداخلية إيهور كليمينكو إن تشاستياكوف عاد إلى المنزل ومعه هدايا عيد ميلاد من زملائه، بما في ذلك صندوق من القنابل اليدوية المصنعة في الغرب كان يعرضه لابنه.
وكتب كليمينكو عن الحادثة على "تيليغرام"، "أخذ الابن القنبلة من يده (والده) أولاً، وبدأ في لف الحلقة، ثم أخذ الأب القنبلة اليدوية من الطفل وسحب الحلقة، مما تسبب في انفجار مأسوي".
وقال كليمينكو إنه تم التعرف على هوية زميله الذي قدم الهدية، وتم العثور على قنبلتين يدويتين أخريين من هذا النوع في مكتبه مع بدء التحقيق. وقال إنه أصدر التوضيح حتى لا "تنشر معلومات غير رسمية".
والاعتداءات التي تستهدف القادة الأوكرانيين نادرة نسبياً منذ بدء الهجوم الروسي في حين استهدف عديد من المسؤولين الروس في مناطق سيطروا عليها بأوكرانيا وأنصار الهجوم الروسي، بهجمات استخدمت فيها خصوصاً قنابل.
وفي أبريل (نيسان) الماضي قتل مدون روسي شهير معروف باسم فلادلن تاتارسكي بانفجار تمثال صغير تلقاه هدية في سانت بطرسبورغ بشمال غربي روسيا.
وذكرت هذه القضية بمقتل داريا دوغينا، ابنة المفكر الروسي القومي المتطرف ألكسندر دوغين، المؤيد للهجوم الروسي على أوكرانيا، بانفجار سيارتها في أغسطس (آب) 2022.