دعا جنرال إسرائيلي سابق بلاده إلى الاستعداد القوي للدخول في حرب مع لبنان في أي وقت، محذّرا في الآن ذاته من استنزاف جهود القوات الإسرائلية في الصراع مع الفلسطينيين، بينما تتصاعد التهديدات المتبادلة بين إسرائيل وحزب الله إثر مناورته العسكرية الاستعراضية التي أجراها منذ أسبوع.
وطالب يعقوب عميدرور مستشار الأمن القومي السابق لرئيس الوزراء الإسرائيلي في تصريح لقناة عبرية برفع جاهزية الجيش الإسرائيلي إلى أعلى مستوى لشن حرب ضد لبنان.
وقال جنرال الاحتياط في الجيش الإسرائيلي "يجب أن نكون مستعدين للتحرّك على كلّ الجبهات بنفس المستوى"، مضيفا أنه "في حال تخصيص قوات كبيرة للعمل في الضفة الغربية فإننا سندفع ثمنا كبيرا في الحرب أمام لبنان لأنها ستكون أكثر تعقيدا وأكبر تكلفة مادية وبشرية".
وهذه ليست المرة الأولى التي يحثّ فيها عميدور بلاده للاستعداد للحرب، إذ رجّح في تصريح لصحيفة "معاريف" العبرية منتصف الشهر الماضي دخول الجيش الإسرائيلي في حرب على الجبهة الشمالية، مطالبا برفع جاهزية الجيش لمواجهة محتملة مع حزب الله اللبناني.
وفي سياق متصل قدمت الحكومة الإسرائيلية اليوم الجمعة شكوى رسمية إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ومجلس الأمن بشأن المناورات العسكرية الأخيرة التي أجراها حزب الله.
وطالب السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة جلعاد أردان لبنان بالسيطرة على ما يجري في أراضيه ومنع ما وصفهم بـ"الجماعات الإرهابية" من تسليح نفسها والتخطيط وتنفيذ هجمات إرهابية ضد بلاده، وفق صحيفة "معاريف" الإسرائيلية.
واستعرض حزب الله خلال المناورة العسكرية قدرته على اقتحام الحدود مع إسرائيل من خلال تمارين تحاكي تنفيذ هجمات داخل الأراضي الإسرائيلية، كما عرض خلالها أنواعا مختلفة من الأسلحة الخفيفة والثقيلة من بينها مدافع مضادة للطيران.
وقابلت إسرائيل المناورة بتصعيد لهجتها ضد الجماعة الشيعية، حيث قال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أهرون حليفا في أول تعليق عليها إن "حسن نصرالله قريب جدا من ارتكاب خطأ يقود الأوضاع المتدهورة في المنطقة إلى حرب كبيرة".
ولوّح الأمن العام لحزب الله حسن نصر الله مؤخرا بالتصديّ لأي هجمات تنفذها إسرائيل على الحدود، محذرا إياها من الاندثار في حال أقدمت على شن حرب، كما تباهى مرارا بما أسماه "تنامي قوة الردع للمقاومة"، فيما حذّر
وأطلقت الدولة العبرية الأحد أكبر منطاد في العالم على حدودها مزود برادارات متطورة وأجهرة كمبيوتر وكاميرات لمراقبة العمق اللبناني والأردن وسوريا والعراق، في وقت توقعت فيه مصادر من الجيش الإسرائيلي أن تكون الحرب القادمة متعددة الجبهات من خلال هجمات بآلاف الطائرات وصواريخ كروز.
وأعلن الجيش اللبناني الخميس حالة "الاستنفار القصوى" ردا على تهديدات إسرائيلية بإزالة خيمة "بالقوة" أقيمت بمحاذاة منطقة حدودية جنوبي البلاد.
وقالت الوكالة الوطنية للإعلام إن "وحدات الجيش اللبناني وضعت آلياتها ومعداتها العسكرية في منطقة جنوب الليطاني في حال استنفار قصوى"، مضيفة أن "عناصر الجيش اتخذت مواقع قتالية وذلك ردا على تهديدات جيش العدو الإسرائيلي بإزالة وبالقوة خيمة كانت قد ركزت في محاذاة الخط الحدودي في محور بسطرة ـ محور مزارع شبعا جنوب لبنان".
وأوضحت أن قوات الأمم المتحدة "يونيفيل" العاملة في جنوب لبنان كانت قد نقلت عن إسرائيل أن "الخيمة ركزت داخل المنطقة المحتلة ويجب إزالتها من قبل الجهات المعنية"، في حين يعتبر الجيش اللبناني أن "الخيمة ركزت في منطقة لبنانية".
وبحسب الوكالة، سجّل انتشار واسع للجيش الإسرائيلي على كامل الخط الحدودي لمزارع شبعا حيث شوهدت عشرات الآليات والدبابات المدرعة تتحرك داخل المواقع العسكرية.
وشنت إسرائيل حربا على لبنان صيف 2006، بعد إقدام عناصر من حزب الله على خطف جنديين إسرائيليين. وقتل خلالها 1200 لبناني معظمهم مدنيون و160 إسرائيليا أغلبهم جنود.