يبدو أن شمال سوريا أو مايسمى بـ (روجافا)، التي تسيطر عليه الكورد، سيشهد تصعيدا للقتال بين ميليشيات إيران والجماعات الجهادية المرتبطة بتركيا حيث سيكون الكورد اكبر خاسر من تحول المنطقة إلى ساحة نفوذ إقليمي.
وأفادت وكالة الاناضول التركية الرسمية ان تنظيم "حزب الله" اللبناني استأنف تدريب الميليشيا المحلية التابعة للنظام السوري في مدينة القامشلي شمالي شرقي سوريا، وذلك بعد انقطاع دام 7 أشهر.
وأفادت مصادر محلية أن الأسابيع القليلة الماضية شهدت وصول أفراد من "حزب الله" وعناصر أفغان من المجموعات التابعة لإيران إلى مطار مدينة القامشلي.
وقالت المصادر إن الحرس الثوري الإيراني أرسل خلال الأسابيع الأربعة الماضية نحو 200 عنصر من أصول لبنانية وأفغانية إلى القامشلي، وبذلك ارتفع عدد الأجانب من المجموعات التابعة لإيران في المدينة إلى 400 عنصر تحت قيادة الحاج جواد، أحد القادة في الحرس الثوري.
وأشارت إلى أن وصول هذه العناصر قوبل بعدم ارتياح من قبل القوات الروسية المتمركزة في المدينة؛ وذلك لما قد تسببه من توتر مع القوات الأميركية التي تتمركز هي الأخرى في القامشلي.
وأضافت المصادر أن 4 قياديين في "حزب الله" على رأسهم الحاج مهدي بدأوا مؤخراً بتدريب عناصر النظام على الأسلحة الخفيفة والمتوسطة كمضادات الطيران والهاون والرشاشات المحمولة على السيارات.
وأوضحت أن كل فترة تدريبية تستمر 3 أسابيع وتضم 300 عنصر من المسلحين حيث سيتم تدريب عناصر جديدة بعد انتهاء كل فترة.
وكانت التدريبات العسكرية التي يقدمها عناصر الحزب لافراد موالين للنظام السوري قد توقفت في إبريل بعد سيطرة المسلحين الكورد على حي "طي" في القامشلي وهو الحي الأكبر الذي كان النظام يسيطر عليه.
وتشارك أعداد كبيرة من "حزب الله" بالقتال في سوريا إلى جانب النظام في حين تعمد تركيا بدورها الى تجنيد الشباب السوري في بعض المناطق التي تسيطر عليها لقتال الفصائل الكوردية، بعد تحريرها من قبض تنظيم داعش الأرهابي، وزجهم في ميليشيات تابعة لها.
وتحدثت مصادر ان تركيا تخطط لتنفيذ عملية عسكرية جديدة في روجافا بذريعة الخطر الكوردي حيث عملت الفصائل الموالية لها على التحشيد في مناطق التماس.
ورغم المخاوف من إمكانية حدوث قتال بين الفصائل الجهادية وميليشيات ايران لكن مراقبين يرون ان الجانبين التركي والإيراني سيكونان قادرين على تجاوز أي صراع مسلح من خلال تفعيل تفاهمات أستانة.
كما ان الروس سيكون لهم القرار الفصل في إمكانية منع عودة شمال البلاد الى الصراع المسلح بعد فترة من التهدئة.
وفي النهاية سيكون الكورد اكبر خاسر من اية اشتباكات او عمليات عسكرية واسعة النطاق.