رغم تأكيد الإدارة الأميركية أنها لن ترفع العقوبات عن إيران قبل العودة مسبقاً لالتزاماتها المنصوص عليها في الاتفاق النووي، تبانيت مواقف أجنحة الحكم في طهران حيال إعلان إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، حول إلغاء تفعيل عقوبات "سناب"، واستعداد إدارته للتفاوض مع إيران، بين حكومة حسن روحاني، التي رحبت بالخطوة وبين المتشددين والحرس الثوري الذين يرون أنها مجرد خطوات رمزية.
ففي حين أعادت حسابات المرشد الإيراني، علي خامنئي، عبر مواقع التواصل موقفه الأخير باشتراط التفاوض برفع كافة العقوبات بشكل مسبق، قال المتحدث باسم الحكومة الايرانية علي ربيعي، السبت، إن "رفع العقوبات بات وشيكا".
كما أضاف "يمكننا أن نتوقع بثقة أنه على الرغم من الشد والجذب الدبلوماسي، فهذه مقدمة طبيعية لعودة جميع الأطراف إلى التزاماتها، بما في ذلك رفع جميع العقوبات، وسيكون ذلك في المستقبل القريب".
لكن صحيفة "كيهان" المقربة من المرشد الأعلى للنظام، علي خامنئي، هاجمت بشدة الخطوات الأميركية التمهيدية، وكذلك موقف الحكومة، وذكرت في افتتاحيتها اليوم بقلم حسين شريعتمداري، أن "إيران لن تعود إلى التزاماتها إلا إذا رُفعت جميع العقوبات مسبقا".
كما أضاف: "لن تكون هناك مفاوضات ما لم يتم رفع جميع العقوبات، بعدها سيُسمح للولايات المتحدة بالانضمام إلى مجموعة "5+1" كعضو في الاتفاق النووي".
أما صحيفة "اطلاعات" المؤيدة لحكومة روحاني، فكتبت "الأنباء حول التقدم في إنقاذ الاتفاق النووي منذ يوم الأربعاء إلى الآن إيجابية بشكل عام"، مضيفة " هناك تحرك دبلوماسي متسارع لحل النزاعات مع إيران والتراجع عن سياسات ترمب"، حسب تعبيرها.
يأتي هذا التباين، بينما يصل المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي، إلى طهران اليوم، وذلك قبل أيام من الموعد النهائي للمهلة التي حددتها إيران لتعليق العمل بالبروتوكول الإضافي. وقال غروسي إنه سيناقش مع كبار المسؤولين الإيرانيين حلاً لاستمرار أنشطة الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إيران.
يذكر أنه بموجب قرار لمجلس الشورى (البرلمان) الإيراني، ستعلق طهران تنفيذ أحكام البروتوكول الإضافي اعتبارًا من 23 فبراير الجاري، إذا لم يتم رفع العقوبات الأميركية على إيران بشكل عملي.
وفي هذا الصدد، أعلن منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل، في تغريدة له على تويتر، دعمه لجهود المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وكان وزراء خارجية الدول الأوروبية الثلاثة الأعضاء في الاتفاق النووي (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) قد أصدروا بيانا مشتركا مع الولايات المتحدة، أمس الجمعة، يحث إيران على الامتناع عن اتخاذ مزيد من الخطوات، لا سيما تعليق البروتوكول الإضافي والقيود المفروضة على عمليات تفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والنظر في عواقب ذلك.