واجه الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مقاومة دولية، الخميس، على خلفية خطته الرامية إلى خفض المدفوعات الأميركية لمنظمة الصحة العالمية بسبب تعاملها مع جائحة فيروس كورونا المستجد.
واتهم ترامب المنظمة بسوء التعامل في استجابتها للجائحة وإظهار كثير من الاحترام للصين، حيث بدء تفشي الفيروس لأول مرة.
وذكر البيت الأبيض أن محادثة ترامب مع قادة بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان "تركزت على انعدام الشفافية وسوء الإدارة المزمن للجائحة من قبل منظمة الصحة العالمية"، وأضاف أن مجموعة السبع دعت إلى عملية مراجعة وإصلاح شاملة".
من جانبه، قال رئيس الوزراء الكندي، جاستين ترودو، إن الجميع يدركون أهمية الاستمرار في التنسيق والتعاون في مجال العلوم بشأن الجائحة، والعمل على تدابير الصحة العامة وتبادل المعلومات بشأن تطوير اللقاحات والعلاجات الممكنة.
وأضاف أن "هناك حاجة إلى تنسيق دولي، ومنظمة الصحة العالمية جزء مهم من هذا التعاون والتنسيق".
وقال شتيفن زايبرت، المتحدث باسم المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، إنها أعربت عن "دعمها الكامل" لمنظمة الصحة العالمية والمجموعات الدولية المماثلة، وشددت على أنها ستتطلب "استجابة دولية قوية ومنسقة" لهزيمة الجائحة.
وذكرت الحكومة البريطانية إن وزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب، الذي يتولى رئاسة الوزراء بدلا من بوريس جونسون الذي يتعافى من فيروس كورونا المستجد، أن الزعماء اتفقوا على أن التطوير السريع وإنتاج العلاجات واللقاحات أمران حاسمان.
وقالت وزارة الخارجية الإيطالية إنها ملتزمة بتعزيز الحوكمة العالمية للرعاية الصحية "التي تلعب فيها منظمة الصحة العالمية دورا قياديا حاسما".
كما جاء في بيان صدر بعد مؤتمر عبر الهاتف منفصل لمسؤولين في وزارة الخارجية الفرنسية والألمانية والإيطالية أن إيطاليا تدرس تقديم مساهمات جديدة لمنظمة الصحة العالمية من أجل البحث عن لقاح وتوزيعه "والذي سيكون من أجله جهد عالمي شامل".
من ناحية أخرى، حذر وزير الخارجية الألماني، هيكو ماس، من أن قطع التمويل عن منظمة الصحة العالمية يشبه "طرد الطيار من الطائرة".
وأبلغ ماس الصحفيين بأن الأمم المتحدة ووكالاتها الصحية هي "العمود الفقري" للمعركة الحالية ضد تفشي المرض "ولهذا السبب لا معنى على الإطلاق للتشكيك في أداء منظمة الصحة العالمية وأهميتها الآن".
وأعلن ترامب هذا الأسبوع أنه سينهي المساهمات الأميركية لمنظمة الصحة العالمية، مدعيا أنه كان بالإمكان احتواء تفشي المرض من مصدره وإنقاذ الأرواح لو أن وكالة الصحة التابعة للأمم المتحدة قامت بعمل أفضل في التحقيق في التقارير المبكرة القادمة من الصين.
جادل المنتقدون بأن قطع تمويل منظمة الصحة العالمية وسط الجائحة لا معنى له، وقالوا إنه سيكون هناك كثير من الوقت بعد هزيمة الفيروس لمراجعة إجراءاتها.