قال مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر يوم الخميس إن تهديد الفصائل المدعومة من إيران للقوات الأمريكية في العراق ما زال ”كبيرا“، وذلك بعد نحو أسبوع من تحذير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من هجوم لإيران أو وكلائها.
وخلال حديثه للصحفيين في مؤتمر عبر الهاتف، لم يقدم شينكر تفاصيل عن التهديد لكنه قال ”إنه ما زال كبيرا“.
كانت الجماعاتِ المسلحة المدعومة من إيران تقصف بانتظام قواعد تستضيف القوات الأمريكية في العراق وكذلك المنطقة المحيطة بالسفارة الأمريكية في بغداد.
وسقطت ثلاثة صواريخ كاتيوشا يوم الاثنين قرب منطقة في جنوب العراق تضم عمالا لشركات نفط أجنبية، بما في ذلك شركة خدمات النفط الأمريكية هاليبرتون. ولم ترد أنباء عن سقوط ضحايا أو حدوث أضرار.
وفي الأسبوع الماضي، قال ترامب إن إيران أو وكلاءها خططوا لهجوم على أهداف أمريكية في العراق وحذر من أنهم سيدفعون ”ثمنا باهظا للغاية“ لكنه لم يذكر تفاصيل.
ويشوب العداء العلاقات الأمريكية الإيرانية منذ أن أطاحت الثورة الإسلامية بشاه إيران المدعوم من الولايات المتحدة في عام 1979 ودخلت إيران حقبة من الحكم الديني.
وفي حين كانت هناك انفراجة بالاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015، تدهورت العلاقات بقرار ترامب قبل نحو عامين التخلي عن هذا الاتفاق متعدد الأطراف وإعادة فرض العقوبات الأمريكية التي أصابت الاقتصاد الإيراني بالشلل.
وتفاقم التوتر بعدما أسفرت غارة أمريكية بطائرة مسيرة في الثالث من يناير كانون الثاني عن مقتل قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الإيراني وأبو مهدي المهندس الذي أسس جماعة كتائب حزب الله الشيعية في العراق بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إن الولايات المتحدة اقترحت إجراء ”حوار استراتيجي“ مع العراق في يونيو حزيران، في محاولة لتحسين العلاقات الثنائية المتوترة.
وأكد شينكر أن بغداد بحاجة لاتخاذ خطوات إذا كانت تقيم شراكة واشنطن. وسبق أن قال في مارس آذار إن واشنطن ”محبطة بشدة“ من أداء العراق في حماية قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.
وقال ”على العراقيين، إذا كانوا يقدرون تلك العلاقة، أن يتخذوا خطوات معينة وهذا يشمل توفير الحماية لقوات التحالف الموجودة في العراق، إذا كانوا يريدون بقاء تلك القوات“.
وكلف الرئيس العراق يوم الخميس رئيس المخابرات مصطفى الكاظمي برئاسة الوزراء، ليصبح ثالث شخص يتم اختياره ليقود العراق في عشرة أسابيع في الوقت الذي يجد فيه العراق صعوبة في تشكيل حكومة جديدة بعد انهيار الحكومة السابقة تحت وطأة الاحتجاجات التي استمرت لشهور.
وقال شينكر عن اختيار الكاظمي ”إذا كان الكاظمي قوميا عراقيا ملتزما بتحقيق السيادة للعراق ومحاربة الفساد فسيكون ذلك أمرا عظيما للعراق ونعتقد أنه سيكون رائعا لعلاقتنا الثنائية“.