كشفت قناة التلفزة الإسرائيلية "13"، مساء الجمعة، عن زيارة "دراماتيكية وهامة" للسفير الإسرائيلي في واشنطن رون درمر، الأسبوع الماضي، لولاية "ألاسكا" شمال الولايات المتحدة، تستهدف الوقوف على التطورات التي يشهدها التعاون العسكري والاستراتيجي بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن سبل مواجهة إيران.
ونقل براك رفيد، المعلق السياسي للقناة، عن مسؤولين إسرائيليين كبار قولهم إن تعاونا عميقا يربط حاليا إسرائيل والولايات المتحدة في كل ما يتعلق بأنماط التحرك الواجب القيام بها للتصدي لإيران.
ولفت رفيد إلى أنه على الرغم من أن الرقابة العسكرية الإسرائيلية قد سمحت للقناة بنشر خبر زيارة درمر "المفاجئة" إلى ألاسكا، إلا أنها حظرت، في الوقت ذاته، تقديم تفاصيل حول طابع ومظاهر التعاون الذي تحتضنه الولاية ويتعلق بمواجهة إيران.
وعلى الرغم من أن المسؤولين الإسرائيليين لم يشيروا إلى طابع نشاطات التعاون التي تحتضنها "ألاسكا" وتتعلق بسبل مواجهة إيران.
إلا أنه من غير المستبعد أن تكون القواعد العسكرية الأميركية في الولاية مناورات مشتركة بين الجيشين الأميركي والإسرائيلي على تنفيذ عمليات خاصة ضد إيران.
وشددت القناة على أن التعاون العسكري والاستخباري بين الولايات المتحدة وإسرائيل قد تعاظم في الآونة الأخيرة بشكل غير مسبوق.
ويذكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أطلق مؤخرا تهديدات باستهداف إيران، ردا على تهديدات عدد من كبار المسؤولين الإيرانيين بتدمير إسرائيل.
وعلى الرغم من إن إسرائيل لم تقدم تفاصيل عن طابع التعاون الذي يتواصل في ألاسكا ويتعلق بإيران، فإنه من غير المستبعد أن يرتبط سماح الرقابة العسكرية في تل أبيب بالكشف عن زيارة درمر والتأكيد على أنها تأتي في سياق الجهود الأميركية الإسرائيلية الهادفة إلى مواجهة إيران بحرب المعلومات التي تشنها تل أبيب وواشنطن ضد إيران بهدف ردعها عن مواصلة خرق الاتفاق النووي ورفع نسبة تخصيب اليورانيوم بشكل كبير.
من ناحية ثانية، أكد تسفي يحزكيل، معلق الشؤون العربية في قناة التلفزة "13"، أمس، أن إسرائيل تقف وراء الهجوم بطائرة بدون طيار الذي استهدف قبل أسبوعين قاعدة لـ"الحشد الشعبي" وسط العراق.
وشدد يحزكيل على أن الهجوم يمثل تصعيدا غير مسبوق في الحرب التي تشنها إسرائيل على الوجود العسكري الإيراني في كل من سورية والعراق.
من ناحيته، قال المعلق العسكري الإسرائيلي ألون بن دافيد إن قدرة إسرائيل على توجيه ضربة عسكرية لإيران محدودة.
وفي مقال نشره اليوم موقع صحيفة "معاريف"، لفت بن دافيد إلى أنه على الرغم من أن سلاح الجو الإسرائيلي قادر من ناحية نظرية على تدمير المنشآت النووية الإيرانية، إلا أن استخدام القوة العسكرية ضد طهران هو أسوأ الخيارات التي يمكن أن تسهم في إحباط مشروعها النووي.
وأوضح أن ترسانة الصواريخ الإيرانية التي تنتشر تحديدا في العراق وسورية ولبنان تشكل تحديا كبيرا للعمق الإسرائيلي.
ولفت إلى أن تدمير المنشآت النووية لن يفض إلى انهيار المشروع الذري الإيراني، على اعتبار أن طهران ستواصل الاحتفاظ بالقدرات العلمية والتقنية التي يمكن أن تساعدها على تطوير هذا البرنامج بشكل سريع.
وأشار إلى أن تفجر الأزمة الأخيرة بين إيران والولايات المتحدة قلص هامش المناورة أمام إسرائيل وجعلها مضطرة إلى الاستعداد لاندلاع مواجهة عسكرية مع طهران.
ولفت إلى أن حل الأزمة يمكن أن يتم عبر طريقين لا ثالث لهما "إما أن توافق إيران على التفاوض على اتفاق نووي جديد، أو أن تحطم قواعد اللعبة وتتجه إلى إنتاج سلاح نووي".
واستدرك أنه على الرغم من مبادرة الولايات المتحدة إلى زيادة وتكثيف العقوبات الاقتصادية على إيران وإقدام الأخيرة على احتجاز ناقلات النفط في الخليج والمسّ بها، إلا أن الطرفين يبديان حرصا على عدم سلوك مسار يفضي إلى مواجهة عسكرية شاملة.
ونوّه بن دافيد إلى أن أن هناك مخاوف في تل أبيب من إمكانية أن يتجه ترامب للتوصل إلى اتفاق جديدمع طهران لا ينسجم مع خارطة المصالح الإسرائيلية، وضمنها فرض قيود على الترسانة الصاروخية، وإنهاء الوجود العسكري الإيراني في سورية والعراق.
ولفت إلى أن اعتبارات السياسة الداخلية وحاجة ترامب إلى تحقيق إنجاز سياسي قبل الانتخابات القادمة، قد تدفعه إلى قبول اتفاق لا يتضمن فرض قيود على قدرة إيران على التحرك في المنطقة بحرّية.