مع أشتداد العقوبات والعزلة الدولية على النظام الإيراني، تحاول حكومة طهران اللعب على كافة الأوراق السياسية، منها ورقة الكورد في بلادهِ، من أجل جرهم الى جانبهِ أو على الأقل أن لايدخلوا في تحالف مع الولايات المتحدة.
وقد ذكر معارضون من الكورد إيران أن "مندوبين عن النظام الإيراني عقدوا اجتماعات في العاصمة النرويجية، أوسلو، تمهيدا لمفاوضات مع 4 أحزاب كوردية معارضة".
الأحزاب المتوقعة أن تشارك الأجتماع هي جناحي الحزب الديمقراطي الكوردستاني الإيراني والحزب الديمقراطي الكوردستاني، وكذلك جناحي حزب "كومله" كوردستان إيران و حزب "كومله" الكردستاني للكادحين.
نشرت قناة "العربية " من مصادر كوردية أن المحادثات بين تلك الأحزاب والمسؤولين الإيرانيين، الذين كان من بينهم ضباط مخابرات، تمت على ثلاث مراحل في ألمانيا والنرويج.
وأوضحت المصادر أن الاجتماعات تمت بوساطة منظمة غير حكومية قريبة من وزارة الخارجية النرويجية وتدعى "المركز النرويجي لتسوية النزاعات NOREF".
وقالت المصادر التي لم ترد الكشف عن هويتها، إن إيران هددت بمهاجمة قواعد تلك الأحزاب التي تتخذ من كوردستان العراق مقرا لها وتدميرها بالكامل في حال تعرضت طهران لضربة أميركية واصطفت تلك الأحزاب إلى جانب أميركا وحلفائها.
وذكرت المصادر الكوردية أن إيران اشترطت على تلك الأحزاب ذات التوجهات اليسارية، إلقاء السلاح وتوقيع معاهدات بعدم الوقوف إلى جانب أي قوة معادية للنظام الإيراني، مقابل السماح لهم بالعودة إلى الداخل والنشاط كتنظيمات سياسية سلمية.
كما ضغطت طهران على حكومة إقليم كوردستان العراق باتجاه حظر نشاط وتواجد تلك الأحزاب وتجريدها من السلاح أو يتم التعامل معها كقوة معادية، ما دفع بحكومة الإقليم أن تضغط على قادة تلك الأحزاب في كوردستان إيران للدخول في المحادثات، بحسب المصادر.
ويبدو أن الأحزاب الكوردية الإيرانية أصبحت بين مطرقة النظام الإيراني الذي يقصف مقراتها بين الفينة والأخرى وبين ضغط حكومة كوردستان العراق الذي لا يريد توترا مع طهران، بحسب ناشط كردي .
وأفادت المصادر أن قادة الأحزاب الكوردية الإيرانية لم يعلنوا صراحة عن وجود المحادثات لأنهم أصبحوا محرجين تحت ضغط كوادرهم والرأي العام الكوردي، الذي يحتفل هذه الأيام بالذكرى الثلاثين لاغتيال الزعيم التاريخي الدكتور عبدالرحمن قاسملو الذي اغتيل 13 من يوليو/تموز عام 1989 على يد المخابرات الإيرانية في النمسا، عندما ذهب للتفاوض مع وفد حكومي إيراني قادم من طهران حول حقوق الكورد، حيث أردوه قتيلا بوابل من الرصاص وهو على طاولة التفاوض.
كما أشارت إلى أن الوفد الإيراني ضم ممثلين رفيعي المستوى من وزارة الخارجية ومكتب المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، بالإضافة إلى ضباط من وزارة المخابرات وجهاز استخبارات الحرس الثوري.
يذكر أنه بالإضافة إلى تصفية قاسملو، اغتالت المخابرات الإيرانية عام 1992 خلفه صادق شرفكندي، الأمين العام للحزب الديمقراطي الكوردستاني الإيراني، وثلاثة من مساعديه في برلين، عندما كانا يعقدان اجتماعا للتفاوض أيضا، الأمر الذي دفع بمعارضين الكورد وإيرانيين لانتقاد الأحزاب التي تريد مفاوضة النظام في طهران واتهمتها بـ "عدم تعلم الدروس من الماضي".
،تزامناً مع المفاوضات جارية بين أحزاب كوردية معارضة للنظام الايراني مع ممثلين عن الحكومة في النرويج، اغتالت مجموعة كوردية مسلحة ضابطا رفيعا واثنين من عناصر الحرس الثوري، مساء الثلاثاء.
ووفقاً لوكالة الأنباء الإيرانية "إرنا"، فقد هاجمت مجموعة مسلحة في مدينة بيرانشهر، غرب إيران وأطلقت الرصاص على كل من العقيد حاصل أحمدي والعنصرين ستار بيروتي وأميد ملازادة، وقتلتهم على الفور، فيما جرح شورش قادري، الذي يرقد في المستشفى لتلقي العلاج.
ولم تتبن أي من الأحزاب الكردية التي لديها أجنحة مسلحة وتتخذ من إقليم كردستان العراق مقرا لها مسؤولية العملية، لكن ناشطين آخرين كتبوا عبر مواقع التواصل أن هناك ثلاثة مجموعات مختلفة تبنت بشكل غير رسمي هذا الهجوم.
