لم تكن الحركات المشينة التي قام بها لاعبو نادي ذوب آهن الإيراني للجماهير العراقية بدوري أبطال آسيا، أول تجاوز إيراني ضد العراق في ملاعب كرة القدم، فالتاريخ مليء بالتصعيدات والتحريضات التي امتدت من السياسة إلى الرياضة.
وشهدت مباراة الزوراء العراق وذوب آهن الإيراني بدوري أبطال آسيا، الثلاثاء الماضي، على استاد كربلاء، أحداث شغب في المدرجات، بدأت من عمليات استفزاز الاعبين الإيرانيين للجمهور العراقي بحركات غير أخلاقية.
وبعد تسجيله هدف التعادل "القاتل" في الوقت بدل للضائع، أهان اللاعب الإيراني ميلاد فخر الديني الجمهور العراقي بحركات غير أخلاقية بيده، مما أثار حفيظة الجماهير الكبيرة التي حضرت المباراة.
ولم يكتف الإيرانيون بسوء الأخلاق داخل الملعب، بل استمر تطاولهم على العراق خارجه، حيث جاءت منشورات اللاعبين على وسائل التواصل الاجتماعي لتواصل التحريض الإيراني.
وكتب حارس مرمى الفريق الإيراني رشيد مزهري على حسابه بإنستغرام عقب المباراة: "حمداً الله حققنا تعادلا وصعدنا في دوري أبطال آسيا، لا أستطيع أن أصف الذي حدث، كان يوما سيئا جدا، للأسف الأحداث وقعت في ملعب تم بناؤه بأموال الشعب الإيراني، ولم يستطع أحد الحفاظ على أمن اللاعبين داخل الملعب".
وتابع مزهري "بسبب الحرب لم يكن العراق يعرف أي شيء عن الرياضة، ولا يعرف الشعب العراقي بسبب الحرب أن هذا الملعب تم تشييده بأموال شعب إيران".
الاستفزاز الإيراني ما هو إلا تكملة لسلسلة من المظاهر العدائية، التي أبدتها الفرق الإيرانية وجماهيرها تجاه العراق والفرق العربية الأخرى خلال الأعوام الماضية.
وكادت أن تتسبب احتفالات المنتخب الأولمبي العراقي لكرة القدم بعد الفوز على مستضيفه الإيراني بهدفين نظيفين في إياب التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى أولمبياد لندن 2012، بأزمة سياسية.
وعند احتفال لاعبي المنتخب العراقي بالتأهل للأولمبياد من على أرض طهران، ورفعهم للعلم العراقي، تدخل إداريو الجانب الإيراني وأحد لاعبيهم في محاولات لإنزال العلم.
ولم ينته الموقف العدائي إلا بخروج اللاعبين العراقيين من الملعب، بعد استمرار محولات الإيرانيين لإنزال وتمزيق العلم العراقي وسط ملعب أزادي.
العدائية الإيرانية لم تقتصر على الفرق العراقية، بل امتدت خلال مباريات الفرق الخليجية في إيران ببطولات دوري أبطال آسيا، قبل أن يصل الأمر حده، وترفض الأندية الخليجية اللعب في إيران.
وتنوعت أشكال الاعتداء بين الجماهير الإيرانية، فتارة يكون بهتافات عنصرية أو لافتات دينية و سياسية، وتارة أخرى بالتهجم على لاعبي الأندية الخليجية.
ومن أبرز الحوادث تلك التي وقعت خلال مبارة الأهلي الإماراتي ومضيفه نفط طهران، في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال آسيا 2015، تعرض النادي الضيف لمحاولات استفزاز، بإطلاق الجماهير عبارات عنصرية طائفية موجهة للإمارات خاصة والخليج العربي عموما.
وبعد انتهاء المباراة وفوز الأهلي 1-0، تحول إستاد أزادي إلى ساحة لرمي الحجارة على اللاعبين من المدرجات، الأمر الذي أدى إلى إصابة المغربي أسامة السعيدي.
وخلال مباراة بيروزي الإيراني وضيفه الهلال السعودي، في ذهاب دور الـ16 لدوري أبطال آسيا 2015، رفعت جماهير إستاد أزادي شعارات دينية وسياسية، وأتبعته بشغب تمثل بقذف لاعبي الهلال بزجاجات مياه، وفقا لموقع "24".
وفي مواجهة جمعت الهلال السعودي بمضيفه الاستقلال، في دوري أبطال آسيا 2013، عمدت الجماهير إلى رمي لاعبي "الزعيم" بالألعاب النارية ورفع لافتات سياسية وعبارات عنصرية ودينية، ما دفع إدارة الهلال للتقدم بشكوى للاتحاد الآسيوي.
وبعد تغلب نادي الجزيرة الإماراتي على الاستقلال الإيراني بنتيجة 2-1، في دوري المجموعات بدوري أبطال آسيا 2012، تفاجأ النادي الإماراتي بمنعه بالقوة من الاحتفال وطرده بطريقة غريبة من ملعب اللقاء، لتتقدم إدارة الجزيرة بشكوى ضد النادي، لكن كالعادة، الاتحاد الآسيوي آثر الصمت.
هذه الأحداث تؤكد أن العداء الذي تظهره إيران تجاه العرب سياسيا واجتماعيا، وصل إلى ملاعب الكرة، وكسر مبادئ الرياضة واللعب النظيف، لينشر سمه في لعبة الشعب.