أكد الزعماء العرب في ختام القمة العربية الـ30 التي عقدت في تونس أهمية أن تكون علاقات التعاون بين الدول العربية وإيران قائمة على مبدأ حسن الجوار والامتناع عن استخدام القوة أو التهديد بها.
وأدانوا -في قرار صدر بعنوان "التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية"- التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية للدول العربية باعتباره انتهاكا لقواعد القانون الدولي ومبدأ حسن الجوار وسيادة الدول، مطالبين إيران بالكف عن الأعمال الاستفزازية التي من شأنها أن تقوض بناء الثقة وتهدد الأمن والاستقرار في المنطقة.
كما أدانوا بشدة استمرار عمليات إطلاق الصواريخ الباليستية إيرانية الصنع على المملكة العربية السعودية من الأراضي اليمنية من قبل المليشيا الحوثية التابعة لإيران، بما في ذلك الصواريخ الباليستية التي استهدفت المدن السعودية بما فيها قبلة المسلمين، والتي بلغت حتى الآن أكثر من 200 صاروخ، معتبرين ذلك عدوانا صارخا ضد المملكة وتهديدا للأمن القومي العربي.
وأكدوا حق المملكة العربية السعودية في الدفاع الشرعي عن أراضيها، وفق ما نصت عليه المادة (51) من ميثاق الأمم المتحدة، ومساندتها في الإجراءات التي تقرر اتخاذها ضد تلك الانتهاكات الإيرانية في إطار الشرعية الدولية.
واستنكر القادة العرب التدخلات الإيرانية المستمرة في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين، ومساندة الإرهاب وتدريب الإرهابيين وتهريب الأسلحة والمتفجرات وإثارة النعرات الطائفية، ومواصلة التصريحات على مختلف المستويات لزعزعة الأمن والنظام والاستقرار، وتأسيسها جماعات إرهابية بمملكة البحرين ممولة ومدربة من مليشيات الحرس الثوري الإيراني وذراعيه كتائب عصائب أهل الحق الإرهابية وحزب الله الإرهابي، والذي يتنافى مع مبدأ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وفقا لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.
وأكدوا دعم مملكة البحرين في جميع ما تتخذه من إجراءات وخطوات لمكافحة الإرهاب والجماعات الإرهابية، للحفاظ على أمنها واستقرارها كما أشادوا بجهود الأجهزة الأمنية بالمملكة العربية السعودية ومملكة البحرين، التي تمكنت من إحباط العديد من المخططات الإرهابية وإلقاء القبض على أعضاء المنظمات الإرهابية الموكل إليها تنفيذ تلك المخططات، والمدعومة من قبل مليشيات الحرس الثوري وحزب الله.
كما أدان الزعماء العرب سياسة الحكومة الإيرانية وتدخلاتها المستمرة في الشؤون العربية، مطالبين بإيقاف دعم وتمويل الميليشيات المسلحة في الدول العربية، وخاصًة تدخلاتها في الشأن اليمنى والتوقف عن دعمها للمليشيات الموالية لها والمناهضة لحكومة اليمن الشرعية ومدها بالأسلحة، وتحويلها إلى منصة لإطلاق الصواريخ على جيران اليمن، وتهديد الملاحة البحرية في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، وهو ما ينعكس سلبا على أمن واستقرار اليمن ودول الجوار والمنطقة بشكل عام، ويعتبر خرقا واضحا لقرار مجلس الأمن رقم 2216 لعام 2015.
وأعلنوا التأييد الكامل لجميع الخطوات التي اتخذتها دولة الكويت حيال الخلية الإرهابية تحت ما يسمى بـ"خلية العبدلي"، مؤكدين أهمية أمن واستقرار دولة الكويت، ورفض التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية للدول العربية، على الرغم من المساعي التي بذلتها دولة الكويت مع أشقائها في مجلس التعاون لدول الخليج العربية من أجل خلق قنوات حوار مع إيران من أجل تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
وحملوا مليشيا حزب الله مسؤولية دعم الإرهاب والجماعات الإرهابية في الدول العربية بالأسلحة المتطورة والصواريخ الباليستية، مؤكدين ضرورة توقفه عن نشر التطرف والطائفية والتدخل في الشؤون الداخلية للدول، وعدم تقديم أي دعم للإرهاب والإرهابيين في محيطه الإقليمي.
وطالبوا بحظر القنوات الفضائية الممولة من إيران، والتي تبث على الأقمار الصناعية العربية باعتبارها تشكل تهديدا للأمن القومي العربي من خلال إثارة النعرات الطائفية والمذهبية والعرقية، وطلبوا من الأمين العام للجامعة العربية متابعة تنفيذ ذلك مع الجهات ذات الصلة.
وأدان القادة العرب استمرار احتلال إيران الجزر الإماراتية الثلاث (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى)، معربين عن تأييدهم كافة الإجراءات والوسائل السلمية التي تتخذها دولة الإمارات لاستعادة سيادتها على جزرها المحتلة وفقا للقانون الدولي.
وطالبوا بضرورة التزام إيران بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2231 لعام 2015، وتطبيق آلية فعالة للتحقق من تنفيذ الاتفاق والتفتيش والرقابة، وإعادة فرض العقوبات على نحو سريع وفعال حال انتهاك إيران التزاماتها بموجب الاتفاق، وعلى أهمية انضمام إيران إلى كافة مواثيق السلامة النووية ومراعاة المشاكل البيئية للمنطقة.
ونددوا بالتدخل الإيراني في الأزمة السورية، وما يحمله ذلك من تداعيات خطيرة على مستقبل سوريا وسيادتها وأمنها واستقرارها ووحدتها الوطنية وسلامتها الإقليمية، مشيرين إلى أن مثل هذا التدخل لا يخدم الجهود المبذولة من أجل تسوية الأزمة السورية بالطرق السلمية، وفقا لمضامين جنيف-1.
وطالبوا إيران بإخراج المليشيات والعناصر المسلحة التابعة لها من الدول العربية، والتوقف عن دعم المنظمات والمليشيات الإرهابية في الدول العربية، خاصة في سوريا واليمن، مؤكدين أهمية مواصلة الدول العربية تزويد الأمانة العامة بتقارير دورية حول التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية.
وكلفوا الأمين العام للجامعة بمواصلة التنسيق مع وزراء خارجية اللجنة العربية الرباعية المشكلة من: دولة الإمارات العربية المتحدة (الرئاسة)، ومملكة البحرين، والمملكة العربية السعودية، وجمهورية مصر العربية، والأمين العام للاستمرار في تطوير خطة تحرك عربية من أجل التصدي للتدخلات الإيرانية في المنطقة العربية، وحشد التأييد والدعم الدولي للموقف العربي الرافض لهذه التدخلات الإيرانية.
وأكدوا أهمية استمرار إدراج بند "التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية" على أجندة منتديات التعاون العربي مع الدول والتجمعات الدولية والإقليمية، والتوجه إلى الأجهزة المعنية في الأمم المتحدة لإدراج الموضوع على أجندتها وفقا لأحكام المادة (2) الفقرة ( 7) من ميثاق الأمم المتحدة التي تحرم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وطلبوا من الأمين العام للجامعة العربية متابعة تنفيذ القرار والعرض على القمة في دورته العادية المقبلة.