Skip to main content

العالم تخمن وجود نجل بن لادن في إيران

حمزة بن أسامة بن لادن
AvaToday caption
الخبراء في شؤون "الجماعات الجهادية الإسلامية المتطرفة" من يقول إنه متوار في إيران، خصوصًا أن ثمة من يقول إنه قضى سنوات مع والدته فيها، وأن الكثير من الأدلة يشير إلى العلاقة الوطيدة بين القاعدة وإيران في زمن أسامة بن لادن
posted onMarch 2, 2019
nocomment

هل يعود تنظيم القاعدة إلى عصره الذهبي بعدما صار القضاء على منافسه في الساحة الجهادية الإسلامية داعش قاب قوسين أو أدنى من التحقق بمحاصرة آخر جيوب هذا التنظيم في سورية؟

لا يُطرح هذا السؤال من فراغ، بل من توالي الأحداث بعدما سحبت السعودية في 22 فبراير الماضي الجنسية من حمزة بن لادن، ابن أسامة بن لادن مؤسس تنظيم القاعدة، الذي تقول الولايات المتحدة إنه قيادي أساسي في التنظيم، وبعدما عرضت الولايات المتحدة في 28 من الشهر نفسه مكافأة ماليّة قدرها مليون دولار لمن يزوّدها بمعلومات تقود إلى القبض على حمزة بن لادن.

قالت الخارجية الأميركية في بيان صدر الخميس أن هذه المكافأة هي مقابل معلومات تتيح التعرّف عليه أو تحديد مكانه، بعدما وصفته بأنه قيادي صاعد في القاعدة، وأنه نشر على الإنترنت منذ أغسطس 2015 رسائل صوتية ومصوّرة تدعو إلى شنّ هجمات على الولايات المتحدة وحلفائها في الغرب، وأنه هدّد بشنّ هجمات ضدّ الولايات المتحدة انتقامًا لوالده الذي قتله الأميركيون في مايو 2011.

المعروف حتى الآن أن حمزة هو الابن المفضل لأسامة بن لادن وخليفته في القاعدة، وتظهر رسائل نشرتها وكالة الصحافة الفرنسية في مايو 2015 أن والده أسامة أراده أن يخلفه في قيادة القاعدة، وإنه الابن الخامس عشر لبن لادن من زوجته الثالثة، وجرى تحضيره منذ طفولته للسير على خطى والده.

وكان إلى جانب والده في أفغانستان قبل هجمات 11 سبتمبر 2001، وتعلّم استخدام السلاح، وهدد في مقاطع الأميركيين واليهود.

ويقول خبراء في شؤون "الجماعات الجهادية الإسلامية المتطرفة" أن حمزة بن لادن هو في بداية ثلاثينياته، ويقود جماعة أنصار الفرقان التي تستقطب منذ أشهر مقاتلين من تنظيمي القاعدة وداعش في سورية.

اليوم، وبعدما رصدت الولايات المتحدة مليون دولار لمن يدلهم على مكانه، يتساءل الخبراء: أين هو حمزة بن أسامة بن لادن؟ ثمة من يقول إنه متوار في أفغانستان، وهذا رأي يؤيده أحد إخوته، إذ قال لصحيفة "غارديان" البريطانية في العام الماضي أن أخيه غير الشقيق قد يكون في أفغانستان. لكن أي مصدر استخباري لا يؤكد هذا الأمر.

ومن الخبراء في شؤون "الجماعات الجهادية الإسلامية المتطرفة" من يقول إنه متوار في إيران، خصوصًا أن ثمة من يقول إنه قضى سنوات مع والدته فيها، وأن الكثير من الأدلة يشير إلى العلاقة الوطيدة بين القاعدة وإيران في زمن أسامة بن لادن.

فبين الوثائق التي حصل عليها الأميركيون في مجمع أبوت آباد، حيث قتل أسامة بن لادن، تفشي أسرار علاقة تنظيم القاعدة بالحرس الثوري الإيراني، حتى أن أحد هذه الوثائق يشير إلى أن قادة التنظيم فكروا في إنشاء مكتب لهم في إيران لاستقبال المقاتلين ونقلهم إلى "ساحات الجهاد".

وبين هذه الوثائق ثلاث رسائل كشفت تفاصيل إقامة أسرة بن لادن وقيادات التنظيم في طهران، وتنقلهم بحرية بين المدن الإيرانية، وتفاصيل هروب إيمان بنت أسامة بن لادن ولجوئها إلى السفارة السعودية في طهران في عام 2009، وخروج قيادات في القاعدة من تحت العباءة الإيرانية.

أبرز هذه الرسائل رسالة من أبو سهل، منسق القاعدة مع الحرس الثوري الإيراني، وهو صهر أيمن الظواهري، الزعيم الحالي لتنظيم القاعدة، أرسلها إلى القيادة عن رحلة أسرة أسامة بن لادن وقيادات التنظيم في إيران وأوضاع إقامتهم هناك.

ويركز أبو سهل على تفاصيل الأحداث بعد اغتيال سعد بن أسامة بن لادن بطائرة من دون طيار في أفغانستان، بعد هربه من إيران، وتفاصيل تحقيقات الإيرانيين بشأن هروبه، ثم ينتقل إلى القول أن الإيرانيين خففوا القيود التي كانت مفروضة على قياديي التنظيم وعائلة بن لادن، ليتحدث أبو سهل بعدها عن انتقال حمزة بن لادن إلى طهران لتلقي الدروس الشرعية فيها.

كذلك كشفت رسائل أخرى عن تفاصيل إفراج إيران عن قيادات في القاعدة بين عامي 2004 و2008

 

حمزة بن أسامة بن لادن الزعيم السابق لتنظيم القاعدة في أفغانستان

.

كما كشفت مدونة خاصة ضمن مذكرات أسامة بن لادن، تتألف من 230 صفحة وهي مكتوبة بخط اليد، نشرتها وكالة الاستخبارات الأميركية ضمن الوثائق المصادرة من أبوت آباد، كشفت سعي أسامة بن لادن إلى إعداد نجله حمزة، الذي زاره في أبوت اباد بعد خروجه من إيران وأقام معه ليلة واحدة فقط، وأخيه خالد، ليكونا المتحدثين الرسميين بلسان تنظيم القاعدة.

ثمة رسائل أخرى ضمن الوثائق المصادرة كشفت عن حجم التحالف بين إيران والقاعدة، بهدف استهداف المصالح الأميركية والغربية في السعودية ومنطقة الخليج، وتأمين الأراضي الإيرانية بصفتها نقطة عبور للمقاتلين والأموال للجماعات المتطرفة.

ثمة المزيد من المعلومات الأميركية عن العلاقة بين إيران والقاعدة. فمسؤولون أميركيون يقولون أن قيادة القاعدة انقسمت قسمين بعد غزو الولايات المتحدة أفغانستان في أواخر عام 2001.

وتعتقد الاستخبارات الأميركية أن مجموعة برئاسة أسامة بن لادن وأيمن الظواهري فرت شرقًا للعثور على ملاذ آمن في المناطق القبلية الباكستانية، وتوجهت المجموعة الثانية، التي يرأسها مصري يدعى سيف العدل، غربًا لتلجأ إلى إيران.

تضم المجموعة الثانية التي يقول محللو الاستخبارات انها تضم مجلس شورى القاعدة نحو 24 متشددًا، بينهم المتحدث باسم القاعدة سليمان ابو غيث، وبعض من أقارب بن لادن، ومنهم اثنان من أبنائه، سعد وحمزة.

وفي مراحل مختلفة من سياق العلاقة بين إيران والقاعدة، تكشف وثيقة من وثائق أبوت أباد أن إيران عرضت مساعدة القاعدة بالمال والسلاح، وبالتدريب في معسكرات حزب الله في لبنان، في مقابل ضرب المصالح الأميركية في السعودية والخليج.

في 17 يناير الماضي، قال جون بولتون، وكان المندوب الأميركي في الأمم المتحدة، أن لدى الإدارة الأميركية سبب لتعتقد أن إيران آوت بن لادن في مرحلة من مراحل حياته.